عاجل
الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبناء النيل
البنك الاهلي

مبادرات الحل تراوح مكانها

الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان
الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان

فى كلمته بمناسبة احتفال عيد الفطر 2024، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية لاندلاع الصراع المسلح فى السودان، وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مجموعة من الرسائل التي تعكس فلسفة السلطة الحاكمة من مستقبل الصراع الدائر فى السودان، حيث اعتبر البرهان أن «القوات المسلحة السودانية عازمة وماضية فى درب وطريق الشهداء حتى طرد آخر متمرد من أرضنا وتطهير كل بقعة دنسها التمرد»، وأضاف أن «معركة الكرامة ستؤسس لما بعد ١٥ إبريل ٢٠٢٣، حيث لا عودة لما قبل ١٥ إبريل 2023 ولا عودة لما قبل ٢٥ أكتوبر 2022 ولا عودة لما قبل إبريل 2019».



 

 

هذه الكلمات والتصريحات خير إنعكاس لواقع الأزمة السودانية المستمر، الذي لازال يتمسك فيه طرفاها بخيار الحسم العسكري، مع غياب أى أفق للحلول السياسية، رغم تعدد مبادرات ومساعى الحل من النخبة السودانية فى الداخل، إلى جانب الجهود الدولية والإقليمية، وتلك إشكالية تطرح عدة تساؤلات، تتعلق بالسر فى إخفاق مساعى ومسارات إنهاء الصراع المسلح فى السودان؟، وكيف كان تجاوب وتعاطى طرفى الصراع والنخبة السياسية مع تلك المبادرات؟، هذه التساؤلات تفرض ضرورة التوقف مع مبادرات احتواء الصراع السودانى ومشكل التجاوب والتعاطى معها، وهى كالتالى:

 

1- المبادرة السعودية الأمريكية: وهو مسار استهدف إنهاء الصراع المسلح فى السودان، بوساطة من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بدأت من الأسبوع الثانى للصراع، ورغم استضافت السعودية جولات تفاوض عديدة فى مدينة جدة، لم ينجح هذا المسار سوى فى فرض فترات هدنة قصيرة لتوصيل المساعدات الإنسانية، ورغم طرح هذا المسار مقترحًا جديدًا للوصول لتسوية نهائية للأزمة، لكن لا تزال المفاوضات بشأن هذا المقترح تجرى بصورة غير مباشرة مع طرفى الصراع.

 

2- مبادرة مجموعة الإيجاد: وهى مبادرة من هيئة التنمية الحكومية الإقليمية «إيجاد» بتشكيل لجنة رباعية تضم قادة كينيا وإثيوبيا وجنوب السودان وجيبوتي، واتخذت هذه اللجنة فى يوليو 2023 خطوات من شأنها تدويل الأزمة السودانية وتكوين قوة إقليمية لحماية المدنيين ووصول المساعدات، مع بدء عملية سياسية شاملة تمكن القوى المدنية وعلى رأسها «تحالف الحرية والتغيير»، لكن رئيس مجلس السيادة السودانى رفض هذه المبادرة واتهمها بالإنحياز إلى «قوات الدعم السريع»، وعليه امتنع الجيش السودانى من المشاركة فى اجتماعات المبادرة بأديس أبابا، ولم تلق حلول «الإيجاد» أى تجاوب فعلى يسهم فى وقف الصراع القائم.

 

3- الجهود الإفريقية: تفاعل الاتحاد الإفريقي، مع تطورات الأزمة السودانية، لم يكن ذات تأثير أو فاعلية، حيث عقدت قمة افتراضية لمجلس السلم والأمن الإفريقى فى نهاية شهر مايو 2023، بهدف مناقشة سبل خفض التصعيد فى السودان، والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار وتعزيز الممرات الإنسانية والعودة للحوار السلمي، ثم تكرر الأمر فى اجتماع وزارى لمجلس السلم والأمن الإفريقى نوفمبر الماضي، والذي بحث التنسيق بين المسارات الدولية والإقليمية الفاعلة لتسوية الأزمة السودانية.

 

4- مبادرة دول جوار السودان: يمكن النظر لمبادرة دول جوار السودان، على اعتبارها المسار الأشمل للتعاطى مع الأزمة السودانية، حيث جمعت قمة دول الجوار التي دعت لها مصر فى 13 يوليو 2023، كافة قادة الدول المجاورة للسودان، بداية من رئيس وزراء إثيوبيا، ورئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفي، ورؤساء جنوب السودان وتشاد وإريتريا وأفريقيا الوسطى، فضلا أن المبادرة قدمت خارطة طريق محددة وشاملة للحل، تبدأ بوقف إطلاق النار، وصولًا لإجراء مفاوضات سياسية تشارك فيها كل القوى والأطراف السودانية.

 

وتبنت الدولة المصرية مسار دول جوار السودان، باعتبارها الأكثر فهما لتعقيدات الأزمة السودانية، والأكثر حرصا على إنهائيا باعتبارها الأكثر تضررا منها، وعليه اعتمدت الاجتماعات الوزارية لهذا المشار خطة عمل شامل تدور حول مجموعة من الإجراءات، تتعلق بإنهاء الصراع المسلح وتهيئة المناخ السياسي، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، هذه الخطة رغم أنها لاقت ترحيبًا وتفاعلًا من الأوساط السياسية السودانية، لكنها تحتاج إلى توحيد الجهود الإقليمية والدولية وتنسيقها، للعمل على تنفيذ بنودها وتفعيلها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز