عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شباب العريش وأطفال غزة

شباب العريش وأطفال غزة

منذ بدء الحرب على غزة من قبل العدوان الإسرائيلي، كان لمصر دور كبير في تقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء في فلسطين، في القاهرة ظهرت المؤسسات الإنسانية من خلال بنك الطعام المصري وجمعية الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية الكبرى في إطار التحالف الوطني، لتقديم المساعدات العاجلة، رأينا قوافل كبيرة تضم مئات السيارات المحملة بكل الاحتياجات الإنسانية للأشقاء في غزة. 



 

بالأمس ثالث أيام العيد شاهدت فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لبعض الاطفال الصغار لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات بالقرب من الحدود الفاصلة بيننا وبين غزة، كانوا يضحكون ويلعبون رغم ما يتعرضون له منذ 6 أشهر، وكانوا يتحدثون عن الشباب المصري من المتطوعين في التحالف الوطني، وأبناء سيناء خاصة شباب مدينة العريش، العبارات البسيطة لهؤلاء الأطفال والاستماع لما قالوه من مدح لأبناء سيناء يبكي ويضحك في نفس الوقت، ببراءة الأطفال، قدم هؤلاء الصبية الصغار الشكر لمن يقدم لهم الحلوى والطعام والشراب يوميا، وفي أيام عيد الفطر المبارك دون أية معرفة سابقة بهم، وكانوا يقولون إحنا بنشكر "عمو أحمد" عشان بيجيب لنا أكل كل يوم، وإحنا بنحبك يا عمو أحمد، وقفت كثيرا أمام هذه الكلمات التي خرجت من اطفال يقفون وحدهم في كادر تصويري دون أن يكون بجوارهم أحدا من اهاليهم.. الحقيقة ذكرني هذا المشهد المؤثر باتصال تليفوني من صديق عزيز من أهالى مدينة بئر العبد وتحديدا قرية 30 يونيو التي كانت نموذجا للتكافل والإنسانية منذ اندلاع الحرب على غزة حتى كتابة هذا المقال، سألت الكثيرين من أهالي العريش، عن أبرز المتطوعين ويحمل اسم أحمد، وجدت العشرات من الشباب بهذا الاسم بل وصل العدد إلى المئات، عاودت الاتصال برئيس فريق العمل التطوعي وأشهرهم على السوشيال ميديا، الكابتن أحمد مقبل قائد فريق عمل شباب المتطوعين من بعض القرى في مدينة بئر العبد.. المهم أنني سمعت الكثير عن خلية نحل في معظم مدن محافظة شمال سيناء، لتقديم كل الدعم النفسي والمعنوي، والطبي والطعام والشراب وكل أمور الإعاشة لكل أبناء فلسطين المتواجدين على الحدود أو المعبر وحتى الخاضعين للعلاج في مستشفيات الشيخ زويد والعريش، والتي تبعد عن معبر رفح الحدودي بعدة كيلو مترات. 

في شمال سيناء.. الكل يتسابق لنصرة الأطفال والشيوخ والنساء من أهالي القطاع وكل المدن التي تعرضت للإبادة الجماعية من الكيان الصهيوني، الذي لا يعرف معنى الرحمة أو الإنسانية، الكل يعمل في إطار توجيه إلهي وإنساني قبل التوجه الرئاسى أو الحكومي أو حتى التوجه الأهلي والخيري، كل هذا الحب نابع من شهامة المصريين بصفة عامة وأهالي وشباب محافظة شمال سيناء بصفة خاصة. 

آخر عهد لي بسيناء الحبيبة كان الشهر الماضي وتحديدا في احتفال سيناء بذكرى نصر العاشر من رمضان، شاهدت بنفسي هذا الطابور الطويل، والذي يمتد لعدة كيلو مترات، بداية من مدينة العريش وحتى معبر رفح الحدودي في انتظار دورهم لدخول المساعدات الإنسانية إلي إخواننا في غزة.

اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أكد لي في مقابلة شخصية في رمضان أنه وقف بنفسه مع شباب المتطوعين من سيناء لتعبئة شاحنات المساعدات المقدمة من المؤسسات الخيرية ضمن القافلة الثالثة  للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ويشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة بخصوص المساعدات للأخوة الأشقاء في غزة، وأن القيادة السياسية على اتصال دائم لمتابعة الموقف على معبر رفح الحدودي، وهذا الموقف يعتبر رسالة مهمة لدور مصر والمجتمع المدني الداعم لأشقائنا الفلسطينيين في هذه الظروف الاستثنائية، والصعبة التي يمر بها نتيجة العدوان الغاشم على أهالي القطاع.

هذا هو دور مصر، وهذا هو قدرها في محيط وطنها العربي لأنها الأم والسند وقت الشدائد لكل الأخوة الأشقاء في فلسطين، وغيرها من الدول العربية الشقيقة، مصر كبيرة بمواقفها التاريخية وستظل كذلك إلى أن يشاء الله، ومهما تعرضت هذه الدولة لظروف صعبة، ستقف على قدميها راسخة على مر التاريخ، لأنها لم تكن يوما باغية على احد، ولم تكن يوما ضد أحد من أبناء عروبتها، مصر لن تسقط لأنها محبة للسلام، ومحبة للشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني المناضل، ولكل شيء نهاية.. الظلم والعدوان سيأتي يوما وينهزم، ويسود العدل والحق وهذه هي سنة الله في الأرض، مهما علا الباطل والعدوان والظلم والإجرام، ينتصر الحق في النهاية، لأن الله هو الحق وقد حرم الظلم على نفسه، وتوعد الظالمين والمتجبرين بعقاب شديد في الدنيا وفي الآخرة، ما يحدث في غزة طوال الشهور الماضية، دون تحرك العالم لوقف هذه الإبادة البشعة التي لم نسمع عنها من قبل، عبر تاريخ الحروب العسكرية، شيء يندي له الجبين، عموما تحية لكل الشعب المصري الذي يشارك الإخوة الفلسطينين هذه الظروف، وتحية لكل من قدم وجبة من طعام أبنائه لأطفال غزة، وتحية لشباب شمال سيناء المرابطين على الحدود وشباب مصر بصفة عامة، لحماية ما تبقى من الإنسانية في هذا العالم..وتحية لحماة الثغور وحراس الحدود والعيون الساهرة لحفظ الأمن وصون الأعراض.. تحيا مصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز