عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اليتيم" و"اليتيمة" في يوم واحد

اليتيم" و"اليتيمة" في يوم واحد

أدى المصلون اليوم صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم، أو كما يطلق عليها البعض "الجمعة اليتيمة" أو"الجمعةالحزينة"، التي يرجع تسميتها بذلك الاسم، نظرا للحزن الشديد الذي تتركه في نفوس وقلوب المصلين والعابدين في شهر القرآن الكريم، وذلك لأنها تعني أن شهر الصيام على مشارف الانتهاء، لذا ينتاب الجميع حالة من الشعور بالضيق والوحشة لرحيل شهر الرحمة والمغفرة والعبادة.



 

 الجمعة اليتيمة تأتي وحيدةً في نهاية شهر رمضان، وهي تُعتبر من الأيام المباركة التي يُكثر فيها المسلمون من الدعاء والعبادة، لذا نجد من المصلين من يودعون شهر رمضان بالدموع والحزن الشديد، وهذا نظرا لتخوفهم من عدم قبول الله أعمالهم، وفي هذا اليوم يرفع المصلون أكف الضراعة إلى الله عز وجل، داعين له وراجين عفوه ومغفرته، ودخول الجنة والعتق من النار، وأن يتقبل الله منهم صالح الأعمال، وأن يبلغهم رمضان القادم لا فاقدين ولا مفقودين.

الاحتفال وتخصيص عبادات خاصة للجمعة اليتيمة وتمييزها عن باقي الأيام، ليس له أصل في الشرع، فلا فرق بين الجمعة الأولى والثانية والثالثة من الشهر الكريم، ولكنها لا تتعدى سوى كونها إشارة على أن أيام رمضان على مشارف الانتهاء. 

 

ومن باب الرحمة في هذا الشهر الفضيل أن يتواكب الاحتفال بيوم اليتيم لهذا العام مع آخر جمعة من شهر رمضان، الأمر الذي يعكس مدى أهمية التراحم والتكافل بين المسلمين، حيث فى هذا الشهر تزداد الأعمال الصالحة من صدقات وزكاة وكفارات.. وأيضا من بين هذه الأعمال رعاية الأيتام، تلك الفئة التي فقدت عائلها وداعمها ولها ظروف خاصة.  

حثت كل الشرائع السماوية على الاهتمام برعاية اليتيم وإكرامه ومساعدته.. وكفالة اليتيم من الأمور التي حثنا عليها الدين الإسلامي.. قال الله تعالى في كتابه الكريم: "يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامىَ والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خيرٍ فإِن اللَّه به عليم".. وفي حديث شريف قال رسول الله ﷺ "أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بإصبعيه  السبابة والوسطى".

تحتفل مصر بيوم اليتيم في أول جمعة من شهر إبريل من كل عام، وذلك تقديرًا لجهود المؤسسات الخيرية والأفراد الذين يقومون برعاية الأيتام، بالإضافة إلى قيامهم بتوفير احتياجاتهم من مأكل وملبس ورعاية صحية وتعليمية، فضلا عن إقامة الأنشطة والاحتفالات التي تهدف إلى إسعاد الأيتام ورسم البسمة على وجوههم وإدخال البهجة والسرور إلى نفوسهم وقلوبهم.

وعلى الرغم من تخصيص هذا اليوم للاحتفال بيوم اليتيم، وما يتضمنه من فعاليات وأنشطة واحتفالات مختلفة ومتنوعة، فإن اليتيم يحتاج مشاعر التضامن والرحمة طوال العام وكل لحظة، خاصة أنه بحاجة إلى المزيد من الدعم المادي والنفسي والمعنوي من أجل مساعدتهم على عيش حياة كريمة، والتغلب على مشاعر الحزن والفقدان لديهم، بالإضافة إلى توفير بيئة آمنة وداعمة لهم.

 

ختاماً.. أيام قليلة ويمضي رمضان، وتحزن وتبكي قلوب المؤمنين على فراقه قبل أن تدمع عيونهم، لهذا نودعه على أن نلقاه العام المقبل إن شاء الله، ومع اقتراب إسدال الستار على شهر رمضان نرفع أكف الضراعة وندعو الله أن يتقبل منا رمضان، وأن يجعلنا من الفائزين به.  اللهم ربنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا به، اللهم أعده علينا بالخير والبركات أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، نحن ومن نحب وبتمام الصحة والعافية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز