عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أطول مائدة إفطار بدون طعام.. وعمار يا بلدي وولادك الطيبين!

همس الكلمات

أطول مائدة إفطار بدون طعام.. وعمار يا بلدي وولادك الطيبين!

بدون رياء أو تمثيل، يظهر معدن ابن بلدي الأصيل، بدءا من الطفل الصغير حتى الرجل الكبير، وعندما أقول "عمار يا بلدي وولادك الطيبين" نشعر بها جميعا تزلزل أبداننا من الداخل، لصدق الإحساس بها. 



الذي جعلني أذكر ذلك، ما يحدث من مواقف تنم على التكافل الحقيقي، رغم الظروف الحالية الاقتصادية، ولم لا، والشعور بالغير من أقوى المواقف الصادقة.

وإذا كانت من المواقف العادية، حرص الشباب على توزيع البلح والعصير على المارة والسيارات في الشهر المبارك،   بمجرد مدفع الإفطار، وهي واقعة شهدتها بنفسي، لدرجة من يحاول السير سريعا يجري وراءه الشاب لإلقاء البلح له.

ولكن من المواقف التي استوقفتني كثيرا، أن تسعى لإفطار ركاب قطار بأكمله وقت إطلاق المدفع، وهذا ما يحدث يوميا مع ركاب القطار المار بمحطة أبوحماد، حيث يتطوع أهالي المدينة بمحافظة الشرقية بتوزيع وجبات خفيفة  بدون مقابل لإفطار الركاب وقت أذان المغرب.

والغريب أيضا، أن الأهالي لا تقوم فقط بإفطار ركاب  قطار  واحد وهي الرحلة التي تمر وقت الإفطار، ولكن أيضا القطار الذي يمر قبل موعد الأذان بحوالي ثلث ساعة.

و بالذمة مش الله عليكم يا أهل بلدي، عندما يتكاتف أهالي تلك المدينة للتطوع، لتجهيز الوجبات وتغليفها ثم توزيعها على ركاب القطار في منظومة متكاملة دون كلل أو ملل يوميا، ويفضلون إفطار الراكب الصائم عن وجودهم في المنزل والالتفاف حول مائدة الإفطار، حيث لا يتم ذلك، إلا بعد أداء مهمتهم، وهم فرحين ومتمنين الأجر والثواب.

 

وعكس ما كان متوقعا أن الظروف الاقتصادية ستؤثر على موائد الرحمن في الشوارع، ولكن برصد أماكن كثيرة جدا في الأحياء الشعبية قبل الغنية، لوحظ فرش الموائد بصورة كبيرة ومتقاربة وليست على مسافات بعيدة، مما يعني الحرص من الأغلبية على المشاركة في التكافل والتضامن بصورة مؤثرة وتدعو للتفاخر بأهل بلدي.

 

ولم تتوقف الشهامة على أهل البلد فقط، ولكن امتدت إلى  الأشقاء الفلسطينيين العالقين في شمال سيناء، حيث قامت حملة شبابية تابعة لوزارة الشباب والرياضة بتنظيم إفطار جماعي لهؤلاء العالقين، وقام برعايتها الوزير الدكتور أشرف صبحي، كما حرص اللواء  عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على الحضور، للتأكيد  على التضامن والوحدة مع أشقائنا الفلسطينيين في الظروف الصعبة، سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي وتقديم كل الدعم والمساندة لهم.

كما يرسل الإفطار الجماعي في ذلك المكان المهم، على أرض الفيروز الغالية في الصالة المغطاة بالعريش.. رسالة مهمة للعالم بأجمعه، على أن مدينة العريش يسودها الأمن والأمان، رغم الأحداث الجارية في غزة.

 

ولا يمكن أن ننسى ما تم من ملحمة أهل سيناء الوطنية التي تميزت بالإيثار على النفس، حيث نظم مجلس القبائل والعائلات المصرية أطول مائدة إفطار بدون طعام لأهالي غزة، بطول 8 كم على ساحل العريش، حيث جاءت المائدة تحت شعار مائدة إفطار "حكاية خير" وتضمنت" إفطارا رمزيا" على شاطئ العريش، اقتصر على المياه والتمر، فقط، بينما أرسلت الوجبات الكاملة أكثر من 100 ألف وجبة  لأشقائهم الفلسطينيين، ليؤثروا إخواننا الفلسطينيين على أنفسهم.

  

 وشاركت في المائدة، السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان والمهندسة نيفين عثمان رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، وعدد من أعضاء مجلسي الشعب والشيوخ وكبار العائلات وشيوخ القبائل في شمال سيناء، مع مشاركة  مميزة من أهالي شمال سيناء.

 

وتوافر الأمن والأمان، يذكرنى بأهمية الوحدة الوطنية بين كل أطياف المجتمع، حتى يصبح الشعب نسيجا واحدا ولا يمكن أن يخترقه أي من خفافيش الظلام، التي تسعى للنيل من وحدتنا، وهذا ما يحرص على توثيقه حفل إفطار د. هدى يسي رئيس اتحاد المستثمرات العرب سنويا، حيث شهد حضور عدد  كبير من أئمة الأزهر وفي مقدمتهم نائب عن فضيلة الشيخ الإمام الأكبر ا. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وهو الشيخ الدكتور أسامة الحديدي مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأيضا عدد كبير من القساوسة ممثلي الكنيسة الأرثوذكسية وفي مقدمتهم نيافة الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وأيضا ممثلو الكنيسة الكاثوليكية، وغيرهم من الشخصيات من مختلف الجهات، ومنهم لواء شريف صلاح الدين رئيس الجهاز الوطني للإدارة والاستثمار، ولواء أركان حرب دكتور حسام نجيدة رئيس شركة سافي للاستثمار وإدارة المشروعات، لتوقيع اتفاقيات للتنمية على أرض مصر الغالية، وأعربوا جميعا عن سعادتهم أن تضمهم مائدة واحدة تحت شعار "الوحدة الوطنية".

 

ألستم تتفقون معي، أنه لا أحد يمكن أن يزايد على شهامة أهل مصر وكرمهم ووحدتهم، والوقوف وقت الشدائد، يدا فى يد بعض، في قوة وفخر واعتزاز واستمرار التأكيد للدور المصري قيادة وشعبا في دعم أشقائنا الفلسطينيين؟!

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز