شهر المرأة والتحدي.. النجارة وسائق قطار

تعودنا دائما أن تكون المرأة ملكة شهر مارس، نتيجة الاحتفالات المتعددة  الخاصة بالمرأة في هذا الشهر، بدءا من  الاحتفال باليوم العالمي لها في 8 مارس وبالمرأة المصرية 16 مارس، ثم عيد أعياد ست الحبايب الخميس 21 مارس، الذي يتزامن للمرة الأولى تقريبا، مع شهر الكرم والنفحات الطيبة شهر رمضان.

بطبيعة الحال تنوعت الاحتفالات بالمرأة في هذا الشهر، بكافة أشكال التكريم والحب والعرفان بالجميل للمرأة أم الشهيد والعاملة والأم والأخت والزوجة.. ولكن كان أكثر الاحتفالات هو إبراز المرأة الأكثر تحديا التي نجحت في اختراق كافة الأعمال بما فيها أعمال كانت مقصورة فقط على الرجل وهي سائق القطار.

 ففي لافتة جميلة وجديدة، حيث تم تشغيل إدارة محطة العبور بالقطار الكهربائي الخفيف بشكل كامل، من خلال العنصر النسائي، في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي نظمته الشبكة المسؤولة عن إدارة وتشغيل الخط الثالث للمترو والقطار الكهربائي الخفيف LRT قطار العاصمة.

 حيث كانت الشبكة قد قامت بتوظيف السيدات لأول مرة في مصر بمناصب جديدة، وهي ناظرة محطة، مديرة منطقة، قائدة قطار، موظفات، خدمة عملاء، صرافات تذاكر، وموظفات جهاز الأكس راي، عاملات النظافة وغيرها.

وفي الواقع، لا بد من الإشارة إلى أن الرجل لم يعد يهيمن على أي عمل، فالمرأة اخترقت أصعب المهام وكان يقال لها لن تنجح فيها ولم لا.. وهن رمز التحدي والصمود وإثبات الذات، ومن تلك الأعمال، السواقة وقيادة الحافلة الضخمة وليس القطار فقط ومهنة الميكانيكي والأمن والشرطة والتدريب الرياضي ومجال المقاولات والبناء والتشييد.

وتعد قائدة القطار بمثابة التحدي الأكبر الذي نجحت في اختراقه واجتيازه، حيث لم يكن من السهولة تقبل الأمر أن فتاة تقود قطارا، ولكن حاليا أصبحت مجالا للفخر، وأثبتت أن المرأة يمكنها قيادة القطار والتواجد في المهن الصعبة ومنها قيادة القطار. 

والذي يدعو للفخر أيضًا، أن السائقات الناجحات في ذلك المجال من الفتيات ذات المؤهلات العلمية، ولم تخجل من العمل سواقة، ومن أمثلة ذلك، "سوزان محمد" أول فتاة قامت بقيادة المترو، فهي حاصلة على ليسانس آداب، وعندما علمت بفرص العمل في المترو تقدمت لخوض التجربة، وتمكنت من اجتياز كل الاختبارات بعد أن حصلت على تدريب لمدة 4 أشهر حتى تتمكن من قيادة القطار بمفردها والتعامل بحكمة وسرعة اتخاذ القرار في المواقف الفجائية، وتؤكد تعرضها  للعديد من الانتقادات في البداية، ولكن لم تلتفت إليها وأثبتت أن البنت تستطيع فعل كل شيء يعتقد البعض أنه صعب عليها.

كما أثبت الكثير من الفتيات أن هناك أعمالا أيضا اعتبرها الرجال أنهم فقط هم من يقومون بها، ولكن نجحت الفتيات فيها، ومنها  ميكانيكا السيارات، حيث يتواجد في قرية بمحافظة الدقهلية مركز سارة للعناية بالسيارات تملكه "سارة دياب"، الفتاة الحاصلة على دبلوم تجارة ذات الـ25 عاما، وتعمل في مهنة الميكانيكا لتثبت أن تلك المهنة ليست للرجال فقط، وتحلم بتأسيس فروع في عموم محافظات مصر، بهدف استقطاب الكوادر والخبرات النسائية ليصبح أكبر مركز لصيانة السيارات في مصر، ونجاحها في العمل شجعها على استكمال دراستها الجامعية.

وأيضا من الأمثلة الصعبة، مهنة النجارة، حيث نجد في صعيد مصر ومحافظة أسيوط ذات القيود الاجتماعية المتشددة، الطالبتين غادة عادلي ورحمة سامي، في سن العشرين، وتعملان في ورشة النجارة باحتراف مهنة النجارة الصعبة من تصميمات وتصنيع وأيضا التسويق، لتضربا المثل والقدوة في قدرة المرأة على الدخول في وظائف تكاد تقتصر على الرجال رغم صعوبتها  وخطورتها.

كما أثبتت التجارب أن المرأة المصرية لديها قدرة كبيرة على تحويل أي تحديات إلى حلول، ومنها منظومة قش الأرز كنموذج، حيث استطاعت السيدات العاملات في المنظومة إنتاج أعلاف وأسمدة من القش، طبقا لوزيرة البيئة، التي أكدت أن الدخل المحقق بلغ خلال فترة عمل تصل إلى شهرين ونصف هذا العام إلى مليار و٢٠٠ مليون من مخلف زراعي واحد، هو قش الأرز.

ألستم تتفقون معي، أن بالنظر إلى المرأة المتعلمة التي اخترقت أصعب المهام وخاصة المهن الحرفية، ولم تفكر في العمل بوظيفة مكتبية، فمن باب أولى، أن يسعى كل شاب للعمل ويخترق كل المجالات، بجدية وتصميم على النجاح وإثبات وجوده في المجتمع ليفخر بنفسه أولا، ثم ينال فخر أسرته وحق دولته عليه.