قادرون باختلاف.. طلباتهم أوامر

"قادرون باختلاف".. مبادرة رائدة حققت العديد من الإنجازات خلال السنوات الماضية، أطلقها وتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠١٨م، وتهدف هذه المبادرة إلى دمج ذوي الهمم في المجتمع المصري وتمكينهم من تحقيق آمالهم وطموحاتهم وتوظيف قدراتهم، وذلك من خلال صندوق "قادرون باختلاف"، الذي تم إنشاؤه حسب قانون رقم ٢٠٠ لسنة ٢٠٢٠م، وذلك من أجل التنسيق مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، للمساهمة في توفير أوجه الدعم والرعاية بجميع مناحي الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة.

يهتم صندوق "قادرون باختلاف" بالعديد من المحاور الرئيسية والمهمة، مثل: التعليم والصحة والثقافة والرياضة.

في مجال التعليم تم توفير المنح الدراسية للطلاب المتفوقين من ذوي الهمم في جميع المراحل التعليمية، بالإضافة إلى عملية دمجهم بالمدارس، وتطوير المناهج الدراسية لتشمل مواد تناسب احتياجاتهم وقدراتهم الذهنية والحركية، فضلا عن توفير  الأدوات التكنولوجية لمساعدة الطلاب من ذوي الإعاقة بالمدارس والجامعات، وتدريب المعلمين على طرق التعامل معهم.

أسهمت مبادرة "قادرون باختلاف" في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة لذوي الهمم، حيث تم توفير التأمين الصحي الشامل لهم، كما تم إنشاء مراكز متخصصة لتقديم خدمات التأهيل الطبي المناسبة، بالإضافة إلى توفير الأجهزة التعويضية مجانًا لذوي الإعاقة، وفي قطاع الثقافة تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية لإضفاء البهجة وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، بالإضافة إلى منحهم فرصًا للمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية، بهدف دعم الفنانين والمبدعين من ذوي الهمم.

أسهمت مبادرة "قادرون باختلاف" في تحقيق العديد من الإنجازات الرياضية لذوي الهمم، حيث تم تنظيم العديد من البطولات الرياضية بكل الألعاب، ودعم ذوي الهمم الذين شاركوا بالمسابقات المحلية والعالمية، وحصدوا الميداليات والمراكز المتقدمة في كل الرياضات عربيا ودوليا، بالإضافة إلى توفير المنشآت اللازمة لممارسة الرياضة.

رغم وجود العديد من التحديات التي يواجهها أولادنا وشبابنا من ذوي الهمم في حياتهم اليومية، إلا أن مبادرة "قادرون باختلاف" تمكنت من التغلب على العديد من هذه التحديات، وذلك لكونها مبادرة تستهدف العمل الإنساني والمجتمعي، كما أسهمت في تحسين حياة ذوي الهمم في مصر وتقديمهم بشكل راقٍ.

وأسهمت المبادرة في تغيير بعض الأفكار النمطية السائدة عن ذوي الهمم، من خلال تغيير النظرة المجتمعية لهم من كونهم "أشخاصًا معاقين" إلى كونهم "أشخاصًا قادرين"، كما لعبت دورا مهما في توفير فرص عمل للأشخاص ذوي الهمم في القطاعين العام والخاص، ومنحهم قروضا ميسرة لبدء مشاريعهم الخاصة، بالإضافة إلى تدريبهم على المهارات اللازمة لسوق العمل الذي يناسب إعاقتهم.

 في النهاية.. أتمنى مواصلة دعم مؤسسات الدولة المختلفة والمجتمع المدني لمبادرة "قادرون باختلاف"، كما أتمنى تكثيف الجهود لتغيير الأفكار النمطية والصورة الذهنية الخاطئة عن أبطالنا من ذوي الهمم، وأن تستمر وتزداد الخدمات المقدمة لهم، وتوفير المزيد من فرص العمل المناسب لقدراتهم، وتحسين البنية التحتية، وتوفير بيئة مناسبة تعمل على تسهيل حركتهم ودمجهم بالمجتمع بصورة طبيعية.

أخيرا وليس آخرا: النسخة الخامسة من احتفالية "قادرون باختلاف" لذوي الهمم وأصحاب القدرات الخاصة، التي تقام كل عام برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت بمثابة صندوق الدنيا أو مصباح علاء الدين لأبطالنا من ذوي الهمم، حيث وجه الرئيس الحكومة بتخصيص ١٠ مليارات جنيه لصندوق ذوي الهمم، بالإضافة إلى مخاطبة كل الجهات بسرعة تلبية أمنيات وطلبات أبطال "قادرون باختلاف".

ختاما.. الرئيس عبد الفتاح السيسي دائم الحرص على حضور احتفالية "قادرون باختلاف" منذ نسختها الأولى، ودائما يكون له العديد من اللفتات الإنسانية، والتي تغمر جميع الحضور بالسعادة، وتشعر أولادنا من ذوي الهمم بالأمان، عندما يحيطهم بذراعيه وبكلماته الرقيقة، وكذلك مداعبته لهم وفتح باب الحوار معهم دون أية تحفظات، مما أسهم في إذابة رهبة مقابلتهم لرئيس الجمهورية.