عاجل
الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفيتو.. والبرتقال!

همس الكلمات

الفيتو.. والبرتقال!

في الوقت الذي تعلن فيه قوى غربية تصريحات خاطئة ومضللة، بشأن تأخر مصر في تقديم المساعدات لغزة وتتناسى ما قدمته مصر منذ اليوم الأول لفتح المساعدات، يأتي عم "ربيع أبو حسن" أحد أبناء  محافظة بني سويف، تاجر الفاكهة البسيط، الذي قام  بإلقاء البرتقال على شاحنات الإغاثة  المتجهة إلى قطاع غزة وهي مارة أمامه، ليؤكد أن مصر قيادة وشعبا لا تتأخر عن تقديم المساعدات لأشقائنا فى غزة.



 

وقبل الاستطراد في حكاية عم ربيع، لا بد من الرد على المزاعم الكاذبة لضياع حق الدولة في مساندتها للقضية الفلسطينية ومساعدة أشقائنا في غزة، وتوضيح العديد من الحقائق وتكرارها مرارا أمام العالم أجمع، فمصر  منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بذلت أقصى جهودها لاستمرار دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء في القطاع وما زالت مستمرة ، وذلك  عبر معبر رفح من الجانب المصري، وكانت المشكلة  في دخولها منذ البداية  من الجانب الإسرائيلي، الذي كان  يقصف  الطرق المؤدية للمعبر من الجانب الفسطيني.. وعلى ذلك فإن المتهم الأول في تعطيل أو تأخير دخول المساعدات هو الجانب الإسرائيلي.

 

ومن أكثر الأدلة على ذلك، تكدس شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية المصرية بصورة تراها  كل دول العالم  أمام المعبر فب انتظار السماح لها بالدخول وفتح المعبر من الجانب الآخر. 

كما قامت الدولة ببناء منطقة لوجستية لاستقبال المساعدات المرسلة إلى أهلنا في غزة، في محاولة لتقليل التكدسات على العريش، وتسهيل عمل الهلال الأحمر المصري.

وعندما تصر مصر في المحافل الدولية على وقف العدوان الإسرائيلي في غزة ، بينما يتم استخدام "الفيتو الأمريكي" للمرة الثالثة على التوالي، ويرفض وقف ذلك الاعتداء، بل ويدعمه واستمرار تزويده بمزيد من المساعدات لاستمرار الحرب والتعدي، إلى جانب عدم قدرة مجلس الأمن عن إصدار قرارٍ لوقف العدوان الصهيوني على غزة بعد مرورِ أكثر من 4 أشهر، والتهديد المتواصل واستهداف مدينة رفح ‏المكتظة بالنازحين، دون أي تحرك دولي تجاه كل تلك الممارسات.

أين تلك القوى الغربية من تصريحاتها تجاه  كل ما يحدث ضد أشقائنا؟ وتكشف الحقائق الثابتة، بدلا من الادعاءات الكاذبة.

ونعود مرة أخرى إلى "تاجر البرتقال" الذي ضرب أكبر الأمثلة في شهامة المصري الصعيدي الأصيل، حيث كان يرى يوميا شاحنات الإغاثة للأشقاء في فلسطين، وكان يتمنى أمنية من ربه كلما رآها "ليس لنفسه"، ولكن لإخوانه، وهي أن يتمكن من المساهمة في تلك المساعدات.

ولبى الله أمنيته الغالية والصادقة من قلبه، فهو  يخرج كل صباح من منزله، ليسعى على رزقه ولم يعرف أنه سيرى شاحنات مساعدات غزة تمر أمامه، وبمجرد مشاهدتها، تصرف سريعا وفقا لما يمتلكه وهي الفاكهة وخاصة ثمرات البرتقال وقام بإلقاء أكبر كمية بيده فوق تلك الشاحنات، ولم يفكر لحظة أن ما يتم إلقاؤه هو مصدر رزقه وقوت عائلته.

 وعجبتني بساطته وهو يقول "ما صدقت إني شفت حاجة من ريحتهم، ورميت على أد ما أقدر وكنت أتمنى يكون عندي حاجة أغلى من كده".

وعبر بذلك عم ربيع، بكل صدق، عما يرغب كل مصري في مساعدة أهلنا في غزة وتعبيرا عن حبه لهم.

 

ألستم تتفقون  معي، أن الموقف المصري تجاه أشقائنا في غزة، لا يقبل أي مزايدات أو مهاترات وأكاذيب بشأنه، وجميع شعبنا عم "ربيع"، إلى جانب قيادتنا الحكيمة والعادلة بحقوق الدول جميعا ومنها فلسطين؟! 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز