عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
غواص في بحر الإنسانية

غواص في بحر الإنسانية

عندما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "الفيس بوك"، تستوقفني موضوعات تسترعي الانتباه وتجذب النظر وتثير عامل الفضول بداخلي لقراءتها والتجول بين مفردات معانيها، وأعتقد أن من أشهر هذه الموضوعات القصص الاجتماعية التي تحمل رسائل إنسانية، والتي أشعر أنها بمثابة درس أو نموذج يحتاج إلى تسليط الضوء عليه ودراسته بتمعن، وتطبيقه على أرض الواقع. 



 

 

لذا اخترت لحضراتكم قصة قصيرة تحمل معاني عديدة وعظيمة.. يقال إن طفلا سمع والدته تطلب من جارتها القليل من ملح الطعام، رغم توافر أكياس الملح في المنزل، الأمر الذي دفع الابن إلى سؤال والدته، لماذا تطلبين من جارتنا الملح ونحن نمتلك منه ما يكفي ويزيد؟!

فكانت الإجابة من الأم بمثابة درس يحمل قيما إنسانية في الحياة، حيث ردت الأم على ابنها قائلة: يا ولدي، جارتنا دائماً تطرق بابنا لتطلب بعض الأشياء وهم فقراء، فأردت أن أطلب منها شيئاً بسيطاً لا يُكلفها ماديًا، وأنا لست بحاجة له، ولكنني أحببت أن أُشعرها بأنني أيضاً في حاجة واحتياج لها ولا يوجد فرق بيني وبينها.

وأردفت.. يا بني ما حدث سيسهل على جارتنا أن تطلب أي شيءٍ تحتاجه منا دون تردد أو خجل.

ربما تكون هذه القصة عادية مثلها في ذلك مثل الكثير من القصص والحكايات التي نشاهدها ونقرأها بين الحين والآخر، وقد تمر مرور الكرام أمام أعين بعض الناس، ولكن رغم ذلك تجد الكثيرين يغوصون بين معاني مفردات هذه القصة، التي تستعرض مواقف إنسانية وتسردها بأسلوب بسيط وسهل، بالإضافة إلى أنها حولت المواقف إلى نصائح  ودروس حياتية يجب أن تطبق في الحياة والمعاملات اليومية، كما استطاعت أن تعكس لنا معدن وصفات أصحاب القلوب الطيبة.

لا شك أن مساعدة الناس والسعي إلى  قضاء حوائجهم تعد عبادة من أعظم العبادات، فهي أحد أبواب الخير التي تنفع الإنسان، كما أنها تحتل مكانة عالية جداً بكل الشرائع السماوية، والتي تحثنا على إيصال النفع للآخرين بقدر المستطاع، فمن سلك طريق مساعدة وقضاء حوائج الناس قضى الله - عز وجل- حوائجه.

وذلك مصداقًا لقول رسول الله ﷺ: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..." إلى آخر الحديث.

في النهاية، كلنا نعيش في مجتمع واحد نختلف في الثقافة، والمستوى التعليمي والاجتماعي، كما نختلف في الطباع والأشكال، لكننا نتشابه جميعًا في كوننا بشرا نحمل صفة الإنسانية، نتواصل ونتعامل مع بعضنا البعض في أمور حياتية كثيرة ومتنوعة، ولكن هل سأل أحدنا نفسه أين هو من العلاقة الإنسانية التي تقرها الشرائع السماوية؟

أخيرًا وليس آخرًا، هناك العديد من العبارات والأقوال والحكم التي تجسد معنى الإنسانية منها على سبيل المثال لا الحصر:  "إذا أحسست بالألم فأنت حيّ.. أما إذا أحسست بألم الآخرين فأنت إنسان"، هذا ما يؤكد على أن كل إنسان بني آدم، ولكن ليس كل بني آدم إنسان.

وختامًا.. أود أن أدعو الجميع إلى إدراك وتنمية وإعلاء قيمة الشعور بالآخر في أنفسهم، من خلال الممارسات الإيجابية التي تساهم في نشر القيم الإنسانية في مجتمعاتنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز