عاجل
السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
سئمنا.. سئمنا.. القنابل الغبية!

سئمنا.. سئمنا.. القنابل الغبية!

سئمنا.. سئمنا.. هتاف لجمع من المتظاهرين المناهضين للحكومة الإسرائيلية في أحد ميادين تل أبيب، مطالبين باستقالة الحكومة، وإجراء انتخابات جديدة وسط الحرب المستمرة في غزة.



 

ويشاركهم الكثير من سكان تل أبيب بأن الحكومة عبارة عن حفنة من الأغبياء يقودوهم إلى مكان فظيع، يقودهم إلى مستقبل لا يوصف.. نتنياهو وجميع الحمقى الآخرين يدمرون إسرائيل ويدمرون كل ما كانوا يحلمون به، وأنهم في حاجة إلى حكومة جديدة وزعيم جديد.  ونحن سئمنا.. سئمنا.  مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة إلى أكثر من 28 ألف فلسطيني، 70% من النساء والأطفال، وما زالت إسرائيل تقتل الآلاف من أجل استعادة 134 أسيراً، محتجزين في رفح. 

سئمنا غطرسة إسرائيل وتعديها اللأخلاقي واللاإنساني بتدمير أحياء كاملة في غزة وتشريد 1.8 مليون من أهالي غزة.. سئمنا ولعصور رغبة الصهيونية وهرطقتها الفاضحة في إظهار الشعب اليهودي على أنه قومية موحدة، ومراوغتها الشديدة، مستخدمة بعض الأدوات الدينية والأساطير التاريخية، في أسطورة أرض الميعاد، وفكرة "الوعد الإلهي" الذي قطعه "إله بني إسرائيل" لهم بتملّك "الأرض المقدسة"، وفكرة أنّ اليهود هم "شعب الله المختار". وفكرة انتظار "المسيح المخلص" الذي لم يأت بعد . 

سئمنا محاولاتها لإنجاز ذلك، وتحقيق هدفها في اغتصاب فلسطين وطرد أهلها وتجنيد يهود العالم لدعم مشروعها ومَدِّه بالعنصر البشري المطلوب، راحت الحركة الصهيونية تُسخّر بعض الادعاءات الدينية والأساطير التاريخية بغية ضمان تأييد الدول الكبرى في تطلّعاتها من جهة، وابتعاث الحمية الدينية لدى عامة اليهود من جهة أخرى، وتحوّيل  النصوص والأسفار المقدسة وأحداث التاريخ المزيف إلى معينٍ لا ينضب تعوّل عليه الحركة الصهيونية وتستمد منه تأثيرها وفاعليتها بين عامة اليهود في أصقاع الأرض ولا سيّما المتدينين منهم. أتصف الخطاب الصهيوني منذ نشأة الصهيونية على يد تيودور هرتزل بالمراوغة وبتسخير بعض الادعاءات الدينية والأساطير التاريخية، وكان على الدولة الصهيونية أن تقدّم نفسها كدولة ديمقراطية ليبيرالية تنتمي إلى الحضارة الغربية العقلانية، وتقوم في الوقت نفسه بقتل الفلسطينيين وطردهم وهدم قراهم وديارهم، وكان على الدولة الصهيونية أن تقدّم نفسها باعتبارها دولة علمانية، ولكنّها في الوقت نفسه دولة دينية متطرّفة في تديُّنها.

واليوم تستغل إسرائيل تفوقها التكنولوجي في تحقيق أحلامها، وتشهد هذه الحرب على غزة استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة جديدة فائقة التطور. يلعب فيها الذكاء الصناعي دورا مهما في الأسلحة المستخدمة في الحرب تساعد في جمع المعلومات وتحديد الأهداف، لكن يبقى قرار القتل بأيدٍ بشرية، ورغم الادعاء بأن استخدام الذكاء الصناعي في التسلح يجعل الأسلحة أكثر دقة في إصابة أهدافها، وبالتالي يحد من الدمار غير المرغوب فيه وقتل غير المقاتلين، لكن الواقع كان مختلفاً، فالقتلة معظمهم من المدنيينً، وقد عبرت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات أخرى عن مخاوفها بشأن استخدام الذكاء الصناعي في النزاعات المسلحة بشكل عام، مؤكدة أن الالتزامات القانونية والمسؤولية الأخلاقية في الحرب يجب ألا توكل للآلات والبرمجيات".  وتتعلق المخاوف الأساسية حول استخدام الذكاء الصناعي في الحرب بأنظمة الأسلحة الذاتية - وهي أنظمة تعمل تلقائيًا بناءً على آليات التشغيل، بمجرد تفعيلها. ومن بينها أنظمة الدفاع الصاروخي وبعض الذخائر المحلقة (الانتحارية). 

إن استخدام الذكاء الصناعي في النزاعات المسلحة لا يقتصر على الأسلحة وآليات عملها، إنما يستخدم أيضا في مراحل أبكر لجمع وتحديد الأهداف. والحرب الدائرة الآن ليست المناسبة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل الذكاء الصناعي. بعد حرب 2021 على غزة، قال ضابط كبير في المخابرات العسكرية الإسرائيلية لصحيفة جيروزاليم بوست "للمرة الأولى، شكل الذكاء الصناعي جزءا أساسيا وعاملا مضاعفا للقوة في محاربة العدو". وتشهد هذه الحرب مزيدا من تدخل الذكاء الصناعي من جمع الاستخبارات حتى حصر الأهداف. وقال قائد سابق للقوات الإسرائيلية في لقاء صحفي على موقع إلكتروني تابع لصحيفة يديعوت أحرونوت، متحدثا عن وحدة إدارة الاستهداف: "إنها آلة تعالج كميات هائلة من البيانات بشكل أسرع وأكثر فاعلية من أي إنسان، وتترجمها إلى أهداف قابلة للتنفيذ". وقال متحدثا عن حرب غزة عام 2021: "في السابق كنا نحدد خمسين هدفا في غزة في السنة، أصبحت هذه الآلة تخلق مئة هدف في اليوم الواحد كمصنع أهداف يعمل على مدار الساعة. الألة تعمل على تحديد الأهداف باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع وجود تطابق كامل بين توصيات النظام الآلي والتحقق الذي يتم بواسطة شخص، من خلال كم هائل من البيانات التي تجمعها الأذرع المختلفة للمخابرات الإسرائيلية في قطاع غزة. لكن يبقى أمر تنفيذ الاستهداف في يد الجندي الاسرائيلي. 

إن من بين ما ينتجه نظام "جوسبل"، ملفات عن "منازل عناصر حماس وعائلاتهم"، بالإضافة إلى أعداد المدنيين الذين يقدر الجيش الإسرائيلي أنهم سيقتلون في الضربة.  

يقول تقييم صادر عن مكتب إدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية في ديسمبر 2023، نقلته قناة "سي إن إن" الأمريكية أولا، إن ما بين 40 و45 بالمئة من جملة 29 ألف قنبلة جو- أرض أطلقتها إسرائيل على غزة كانت قنابل غير موجهة، أو ما يعرف بـ"القنابل الغبية". ففي إحدى الغارات الإسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين وسط غزة قتلت ما لا يقل عن ستة وثمانين شخصا، وقال الجيش الإسرائيلي، الذي اعترف بأنه استخدم السلاح الخطأ في الهجوم، لـ"بي بي سي"، وقتها إنه "يأسف للضرر الحاصل بسبب الهجوم". وأن نوع القنابل المستعمل لم يكن ملائما لطبيعة الهدف، مما أحدث أضرارا جانبية واسعة النطاق كان يمكن تجنبها". 

مع تجاوز عدد الضحايا في غزة حتى الآن 28 ألفا. توصف دبابات "البرق" بأنها "الإصدار الخامس"، من دبابة ميركافا الشهيرة. من أبرز خاصيات هذه الدبابة هي إتاحة إمكانية رؤية قادتها لما حولهم والقتال وهم داخل الدبابة المغلقة تماما. فإن الدبابة مجهزة "بشبكة واسعة من أجهزة الاستشعار الموثوقة" لرصد الأهداف. وتتيح للقائد رؤية ما حول الدبابة بزاوية 360 درجة بالاستعانة بخاصية الواقع المعزّز ، ويرصد النظام أى تهديد قادم ويقصفه قبل وصوله الدبابة. كما يستخدم الإسرائيليون طائرات بدون طيار تزن ثلاثة كيلو جرامات ويأتي معها رأس قذيفة منفصل، وتجمع الطائرة بدون طيار "سبايك فايرفلاي" المعلومات وتحدد الهدف وبتوجيه من جندي بلوح تحكم عن بعد يمكن أن تعود الطائرة للقاعدة ويمكن أن تهاجم الهدف إذا كانت مزودة بالرأس الحربي، الذي يزن 350 غرامًا. وتستطيع الطيران فوق مواقع للعدو لا يستطيع جندي على الأرض رؤيتها. بعد إخراجها من علبة صغيرة محمولة، ترسل الطائرة لتحلق فوق المكان المطلوب. ويمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى ثلاثين دقيقة وتمنح القوات العسكرية رؤية للوضع لمسافة تصل 1.5 كيلومتر، إلى جانب "اللدغة الحديدية Iron Sting وهي قذيفة هاون موجهة عن طريق الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، طورتها شركة إسرائيلية، وقد بدأ استخدامها لأول مرة في غزة، وقذيفة اللدغة الحديدية صغيرة ودقيقة التوجيه ذات قدرات عالية في مختلف سيناريوهات الحرب، يتراوح مداها بين 1 و12 كيلومترا، ويستطيع رأسها اختراق الخرسانة المزدوجة وتفتيتها.

سئمنا، من غباء نتنياهو ورغبته في إطالة أمد الحرب، رغم معارضة مجلس الحرب الإسرائيلي، ونحن على أمل أن تنجح مصر في سعيها ومبادراتها في وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء حرب أوهام النصر الإسرائيلية، كما يتوقع العزيز الغالي اللواء سمير فرج الخبير العسكري خلال أسابيع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز