03:46 م - الثلاثاء 30 سبتمبر 2014
الكاتبة السعودية نور عبد المجيد : مصر بالنسبة لي .. الوطن والوجع والحلم
نور عبد المجيد كاتبة سعودية ، شغلت منصب مسؤول تحرير مجلة " مدى " السعودية لمدة عامين ، ومنصب مساعد رئيس تحرير مجلة " روتانا " لمدة عام واحد ، ولها الآن زاوية ثابتة في مجلة " كل الناس " ، لاقت روايتها ترحيبا كبيرا في الوسط الأدبي وأثني عليها الكثير من النقاد والقراء ، لذلك حرصت بوابة روز اليوسف علي الإقتراب من رؤية الكاتبة وتجربتها الأدبية وكان الحوار كالأتي .
ماهي أقرب رواية الي قلبك ؟
سؤال صعب كمن يسأل أم أي أبنائها تحبه أكثر لكن سأحاول أن أكون صادقة و أقول أحب "صولو" أكثر لانها الاخيرة التي مازلت اتنسم عطر نجاحها الذي لم اكن اتوقع حجمه او صداه الكبير على النفوس ، أحب " الحرمان الكبير " لانها الاولي وأول كل شئ لا ينسى ، أحب " الثنائية لانها قصة صديقة قريبة الي قلبي و لان رجل في ندوة الاسكندرية قال لي كلمات لا أنساها حيث قال "اقرأ منذ طفولتي ولم تستفزني رواية لرؤية كاتب كما فعلت رواية " انا شهيرة " أحب "رغم الفراق " لانه مامن احد الا وقع في هواها وهوى بطلتها ، أحب " نساء ولكن " لان مابها من حديث عن العقد الإنسانية وصعوبة الوصول الي اغوار النفس دوما يستوقفني .
ماذا تمثل مصر للكاتبة نور ؟ و لماذا تستوحي كتاباتك من البيئة المصرية ؟ وهل من الممكن أن تقدمي رواية عن الواقع السعودي ؟
مصر بالنسبة لي هي الوطن ووجع وحلم ، واستوحي كتاباتي منها لاني علي ارضها ولدت ، وعليها عرفت الحب الاول وتعلمت فيها الدرس الأكبر ، علي ارضها أنجبت الطفل الاول وأصبحت ام وتغيرت ملامح روحي بعد الأمومة .
بالطبع سأكتب يوما عن وطني السعودية لكن لاأجد فرق بينهما ، فكلاهما البيت والسكن .
. ما سبب تركيزك علي المرأة في كتاباتك ؟ ومن رأيك هل مازالت تعاني المرأ ة من الاضطهاد ؟
هو شرف لا أدعيه ، وفي رواية " أنا الخائن " تتحدث عن الرجل وبالسان رجل ،وفي كل رواية هناك بطل محوري رجل يقف أمام المراة .
لا أراها مضطهدة بقدر ما أراها محملة بالمسئوليات والأدوار،التي جعلتها تدور كطواحين الهواء التي يصيبها الإجهاد وتبكي أحيانا فيظنون بكاؤها شعور بالاضهاد.
من الكتاب الذين تأثرتي بيهم في مسيرتك الأدبية ؟
كل من قرأت لهم في طفولتي من العمالقة أمثال : " نجيب محفوظ " ، "عباس محمود العقاد "، "احسان عبد القدوس "، "نزار قباني "، "محمد عبدالحليم "، "غادة السمان "، " كامل الشناوي ".
كيف كانت بداية " نور عبد المجيد " ؟
بدأت في عالم الصحافة و عملت مسؤل تحريري مجلة " مدى " سعودية لمدة عامين حتى افقت على حلم يناديني و يؤلمني ان تخليت عنه زمنا فهجرت الصحافة و عدت اليه عندما صدرت روايتي الاولى .
ككل من يتعلم كيف يخطو الخطوات الاولى كان هناك زلات تعرضت. لها حتى كادت ان تجعل التقهقر افضل الحلول لكن و في الوقت ذاته جاءتني معونة كبرى من السماء لأستعيد توازني وإصراري علي الاستمرار.
.ما هو إنعكاس ثورة يناير علي الأدب ؟
ثورة يناير اعادت صياغة قلوبنا وعقولنا جميعا و عندما أقول جميعا لا اتحدث عن شعراء او كتاب ، أنا أتحدث عن منطقة بأكملها وعن أجيال كاملة، خلقت أمل وقوة وتحرر وشعور بالمسؤلية وكل هذه العوامل تؤثر علي الادب بالشكل إيجابي .
ما هو دور المثقفين في الفترة الحالية لإحداث نهضة في الأدب ؟
يوجد طفرة جميلة في القراءة والكتابة ، دور النشر كثيرة ، مكتبات و أنشطة كل هذا يمثل تدعو حانية لكل من يكتب أن تمده بالقوة والثقة ، هي منظومة بين الجميع لا يغني وجود عنصر عن وجود الاخر في تحقيق أهدافها ، وهناك وعي من شرائح كثيرة لا تقف عند المثقفين بدور الكلمة و أهميتها و كلا يعطي قدر ما يستطيع .
في رواية " أريد رجلا "... لماذا اقتصرتي سعادة المرأة في حب رجل ؟
في رواية " أريد رجلا " قلت ان المرأة تمنح و تذوب في كيان الرجل لكن هناك لحظة ان لم يقدر فيها ماتصنعه تطيح به و تقف وحدها على أشلائه و اشلاء قلبها .
حينما تقيم زوجة الدنيا و لا تقعدها على رجل تطالبه بالطلاق لعجزه عن إنجاب الذكور هل يعني هذا انها لا تستطيع الحياة بدونه علي العكس تماماً و الا رضيت و قبلت به و يكفيها حبه و حبها .
في رواية "رغم الفراق " تحدثتي عن الحب والتضحية بلا مقابل.. فهل تري ان الحب والتضحية مازالا في حياتنا ام انه مجرد كلام علي ورق لأثارة مشاعر قارئ ؟
القارئ اكبر من ان تستثير دموعه و اذكى من هذا ، ثم متي كان الدمع شي يسعى اليه الانسان ، كنا نتحدث عن ثورة يناير منذ لحظات فكم عدد الشهداء ؟ ولماذا ماتوا ؟! ألم يضحوا بحياتهم من أجل الحب؟ ! حب الوطن وحب الحرية .
رغم الفراق لا تثير الدمع و لم تتحدث ابدا عن التضحية دون مقابل بل تحدثت عن المبادئ حين ندفع من اجلها كل مقابل .
هذا لا يثير الدمع بل يثير الاحترام وأن أثار الدمع فلانه سمو الانسان الذي خلقه الله ليتمسك بمبادئه ويأخذ بيد غيره ، وهي فطرة خلق الله عليها الانسان .
الكاتبة "نور عبد المجيد " ما هو جديدك في الفترة القادمة؟
أعكف حاليا علي كتابة رواية جديدة ةأتمني أن تلحق بمعرض الكتاب القادم وأدعوا الله أن تسكن كسابقاتها قلب وعقل من يقرأ .
في النهاية .. ماهي كلمتك الأخيرة ولمن ؟
كلمتي الاولى و الاخيرة للجميع .. أشكر من كل قلبي الثقه الكبيرة التي وضعوها في كلماتي وأوكد أننا معنا جميعا بما نقرأ ونكتب يوما لننير مناطق نظن أن الظلام لن يغادرها أبدا .