خبراء استراتيجيين يستعرضون عبقرية التخطيط الاستراتيجي لحرب أكتوبر بمعرض الكتاب
محمد خضير
عقد بقاعة فكر وابداع ندوة نقاشية ضمن نشاط "كاتب وكتاب" بفعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهره الدولي للكتاب فى دورته ال 55، حول كتاب "التخطيط الاستراتيجى القومى.. التخطيط السياسي العسكرى فى حرب 1973 نموذجًا"، للواء الدكتور أحمد يوسف محمد عبد النبي، مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن احتفالات وزارة الثقافة بمرور 50 عامًا، والذي ناقشة اللواء الدكتور طه السيد، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ،أحد أبطال نصر أكتوبر، واللواء مجدى حجازى، رئيس أركان قوات الدفاع الجوى السابق ومحافظ أسوان الاسبق، وأدار المناقشة الكاتب الصحفي الدكتور أحمد ناجى قمحة، رئيس تحرير مجلتي السياسة الدولية والديمقراطية، وبحضور لفيف من قادة وابطال نصر اكتوبر المجيدة والعديد من القيادات الوطنية وجمهور المعرض.
وقال اللواء مجدي حجازي، أن التخطيط الاستراتيجي القومي بعمل على مواجهة التحديد ويضع اولويات واهداف وفقا لمقدرات وامكانيات الدولة، موضحاً ان انتصار أكتوبر جاء بكل عزة وكرامة من خلال التخطيط الاستراتيجي علي المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والايدلوجية، وجاء رغبهً في كبح جماع عدو الإنسانية الاسمي المدعو باسرائيل.
وأشار إلى أن الكتاب استطاع أن يقيم الموقف السياسى العسكرى على المستوى الدولى، ويبرز الجهود والتوجهات السياسية العسكرية المصرية فى عهدى الرئيسين الراحلين "جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات"، وكذلك الجهود والتوجهات السياسية العسكرية.
واوضح اللواء الدكتور احمد يوسف عبدالنبي اسباب اختياره كتابه هذا الكتاب مبينا السبب الاول هو احترامه الشديد للعملية الاستراتيجية والسياسية والعسكرية لحرب اكتوبر الذي يعتبرها حاله نادرة من التحقيق العسكري الناجح المتمثل في اختراق خد بارليف الذي تم تصنيفه عالميا كأكثر خط محصن بالعصر الحديث ونقاطه الحصينة والساتر الترابي، أما عن السبب الثاني ندره الكتب والدراسات التي تخصصت في الاطار النظري المبسط لحرب اكتوبر المجيدة ، واخيراً يوضح السبب الثالث عن قناعته وايمانه الشديدين فانه لولا عبقريه هذا التخطيط لم يتحقق نصر اكتوبر العظيم.
وقال: انه لا يمكن أن ننكر استراتيجية الدولة وعبقرتيها في بناء وإنجاز الجمهورية الجديدة داعياً وفق الله مصر وقائدها وشعبها لا تمام مسيره البناء والاصلاح والتنمية الشاملة.
وأشار الدكتور أحمد ناجى قمحية: أن التخطيط الاستراتيجي لنصر اكتوبر أكد على قدرة القيادة المصرية الفائقة في اقامه الدولة من جديد وبناء مقاتل شرس بعد النفسية المحبطة التي لحقت بالنكسة، وانزنصى اكتوبر يضرب به المثل حتي هذه اللحظة في القضاء علي اكبر رمز من رموز الكيان الصهيوني، وايضاً كيفيه تطوير الجيش المصري واسلحته بما فيها حائط الصواريخ وعزيمه الشعب وتطوع الفدائيين تلك الفترة العصيبة التي مرت بها الدولة وشعبها من بعد النكسة وحتي انتصار اكتوبر، وهذا بدوره ان دل فيدل علي القيادة الواعية، وان مصرنا بأمر ربها محروسة واهلها في رباط ليوم الدين.
وقال اللواء د.طه السيد، أن التحليل الاستراتيجي تقييم قدرات الدولة وتحديد توجهها الاستراتيجي عبر مرحلتين: مرحلة تحديد الرسالة والرؤية القومية للدولة في إطار منظومتها القيمية، ومرحلة تقييم البيئة الداخلية والخارجية للدولة وتحديد توجهها الاستراتيجي، من خلال تحليل استراتيجي لبيئتها الداخلية والخارجية، وتتبلور المنظومة القيمية للدولة فى تحديد الفلسفة الوطنية لها وثقافتها ونشر مبادئ حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وذلك في إطار رسالة الدولة ورؤيتها القومية.
وأشار إلى إن الكتاب استطاع أن يوثق أهمية التخطيط الاستراتيجي القومي للدول تخطيطا استراتيجيا سياسيا لصياغة استراتيجية سياسية للدولة، وتخطيط استراتيجي اقتصادي لبناء استراتيجية اقتصادية للدولة، وتخطيط استراتيجي اجتماعي تنبثق منه استراتيجية اجتماعية للدولة، وتخطيط استراتيجي سياسي واستراتيجي عسكري لتحديد العقيدة والسياسة والاستراتيجية العسكرية للدولة، وبالمثل لباقي القوى الشاملة للدولة: التكنولوجية والإعلامية والمعلوماتية والمعنوية والبيئية، وكذلك باقي مجالات التنمية المستدامة بالدولة، وقد تعرضنا في هذا الكتاب فقط للملامح الرئيسية للتخطيط الاستراتيجي السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، بالإضافة إلى التخطيط السياسي العسكري بشكل عام، والتخطيط السياسي العسكري في حرب 1973م تفصيليا.
وأكد الدكتور احمد يوسف عبد النبي انى عكفت على تقديم دراسة وتحليل للجهود السياسية العسكرية المصرية والعربية على مستوى المحور الأول وكيف فشلت في تحقيق التسوية السياسية واسترداد الأرض العربية "المحتلة" ثم كيف نجحت القيادة السياسية والعسكرية في تحقيق نجاحات كبيرة وواقعية على مستوى المحورين الثاني والثالث، وأُعيد بناء القوات المسلحة ورفع كفاءتها، بالإضافة إلى تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر كبيرة واستنزاف قدراتها القتالية.
وأشار إلى أنه حرص على أن يضم الكتاب مشتملات ومضامين عملية التخطيط السياسي العسكري لحرب 1973م في إطار تقييم الموقف السياسي العسكري لطرفي الصراع المصري والإسرائيلي، والتهديدات والفرص المتاحة لكل منهما سياسياً وعسكريا على المستوى الدولي والإقليمي الداخلي وصولاً إلى تحديد الهدف السياسي العسكري وتوجهات السياسة العسكرية لكلا الطرفين.