عاجل
الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

في ذكراه الأربعين.. مذكرات عماد حمدي تكشف علاقة نادية الجندي بإفلاسه

عماد حمدي
عماد حمدي

يحل اليوم 28 يناير ذكرى وفاة الفنان الراحل عماد حمدي، الذي كان أبرز دنجوانات جيله، ولقب بفتى الشاشة الأول، حيث قدم البطولة في أعمال فنية كثيرة، وكوّن ثنائيًا ناجحًا مع شادية وفاتن حمامة ومديحة يسري، وغيرهن من نجمات جيله، وجمع ثروة كبيرة من الأموال والنجاحات، ولكن نهايته كانت مأساوية وسط إفلاس وإهمال، وكانت له حكايات كثيرة.



 

ميلاده وبدايته الفنية

وُلد عماد حمدي في نوفمبر عام 1909 بمحافظة سوهاج، وكان له أخ توأم اسمه عبد الرحمن، وكان والده يعمل موظفًا.

 

قام عماد حمدي ببطولة العديد من الأفلام المهمة في السينما، حيث شارك في نحو 274 عملاً، بدأها في عام 1945 من خلال فيلم "السوق السوداء"، أمام عقيلة راتب.

ثنائيات فنية لـ"عماد حمدي"

كوّن عماد حمدي ثنائيًا رومانسيًا مع فاتن حمامة، وقدما معًا أفلامًا مثل "وداعا يا غرامي، والمنزل رقم 13، وعبيد المال، وحب في الظلام، وموعد مع السعادة، وآثار في الرمال، والله معنا، ولا أنام، والزوجة العذراء".

 

وقدم مع شادية، وهي إحدى زوجاته، أفلامًا مثل "أقوى من الحب، وشرف البنت، وليلة من عمري، وشاطئ الذكريات، والمرأة المجهولة".

 

كما جمعه "ديو" سينمائيًا بمديحة يسري، وقدما معًا "من غير وداع، ووفاء وحياة أو موت، وإني راحلة، وقتلت زوجتي، وقلب يحترق، ووفاء للأبد".

زيجاته الأربع

تزوج عماد حمدي أكثر من مرة، كانت الأولى من الفنانة فتحية شريف، التي أنجب منها ابنه نادر.. ثم من الفنانة شادية، التي لم تستمر طويلا، ثم من الفنانة نادية الجندي والتي كانت تصغره بـ40 عامًا، وأنجب منها ابنه "هشام".

بداية قصة حبه مع نادية الجندي

قصة الزواج الأخيرة حظيت باهتمام كبير، حيث بدأت بعد مشاركة نادية الجندي لـ"عماد حمدي"، بطولة فيلمه "زوجة من الشارع"، والذي أخرجه حسن الإمام، وخلال التحضير للتصوير سمع عماد حمدي اسم نادية الجندي يتردد أكثر من مرة، باعتبارها فنانة شابة وموهوبة، وعندما رآها شعر بانجذاب شديد إليها، ولم يهتم بالفارق العمري بينهما.

كان حريصًا على توجيه نادية الجندي وتقديم النصائح لها، فزاد اقترابهما من بعضهما بعضا، وتعلقت هي به، رغم الفارق العمري بينهما، وبدأت بينهما قصة حب من نظرات وجلسات عمل طويلة، تحوّلت تدريجيًا إلى دخول كل شخص منهما في حياة الآخر بشكل كبير، وكان مشهد القبلة في الفيلم، والذي تمت إعادته 7 مرات عاملًا قويًا لإنجذابها نحوه، وشعرت نادية الجندي كما وصفت في تصريحات لها، بأنها وجدت الأب والحبيب الذي نجح في احتوائها وعوّضها عن غياب والدها، فيما شعر عماد بأنه وجد الحب الذي يعيده إلى أيام الشباب والصبا مع فتاة مليئة بالحيوية والنشاط.

قصة حب عماد حمدى لـ"نادية الجندي"

أثارت هذه القصة جدلًا واسعًا حينها، وأصبحت حديث الجميع والسؤال عن حقيقة العلاقة بينهما، فعلاقة بين الفنان القدير والممثلة الشابة لم تعد علاقة تلميذة تحرص على اكتساب خبرة من أستاذ، بل أصبحت حبًا صريحًا وهو ما ظهر في وجودهما معاً طوال الوقت تقريباً خلال التصوير، وقبل أن ينتهي تصوير الفيلم تم الزواج.

وعاشا حياة سعيدة لفترة، وحياة الاستقرار العائلي، وحبه الشديد لها جعله يفكر كيف يسعدها، فهي تعشق الفن ولكن خطواتها بطيئة فقرر أن ينتج لها فيلمًا، خاصة أنه سبق له إنتاج فيلمين لشادية وهما "شاطئ الذكريات" و"ليلة من عمري"، وليس غريبًا أن يفكر الزوج في إنتاج فيلم لزوجته، فما المانع إذا كانت زوجته ممثلة اختارت فن التمثيل.

فيلم بمبة كشر

وقال عماد في مذكراته إنه استعد لإنتاج فيلم "بمبة كشر" لزوجته نادية الجندي، وهو فيلم استعراضي غنائي من إخراج حسن الإمام يتطلب نفقات غير عادية، ومجاميع، وراقصات، ومغنيات، واستعراضات، وملابس وديكورات تختلف عن ملابس وديكورات الأفلام العادية.

بداية الأزمة

لم يبخل عماد على الفيلم بشيء، فقد كان يريده فيلمًا استعراضيًا ناجحًا، وبسبب خوفه من الضرائب، كتب الفيلم باسم زوجته، وبلغت تكاليف إنتاج الفيلم أكثر من خمسين ألف جنيه، وهو مبلغ باهظ حينها، وأصبح معروفًا أنه من إنتاج نادية الجندي، واتفقا أن تأخذ هي نسبة معينة من الإيرادات، وتعطيه الباقي فهما زوجان وليس بينهما خلاف، والثقة موجودة في اتفاقات الأزواج.

 

وأضاف في مذكراته: "لم أتوقع أنه من الضروري أن يكتب الزوج أوراقاً ويحضر شهوداً بعقدٍ مع زوجته، فقد كان اتفاقاً بين زوج وزوجته لا يحتاج لكل تلك الإجراءات التي تُتخذ عادةً بين الغرباء، وبدأ العرض وحقق نجاحاً كبيراً واستمر عرضه لأسابيع عديدة وحقق إيرادات معقولة، والحقيقة أن فيلم "بمبة كشر" هو الذي قدم نادية الجندي للناس كبطلة لفيلم استعراضي تجيد الرقص والغناء والتمثيل.

مذكرات عماد حمدي

ورغم أن ذلك هو الذي صنع اسمها ودفعها في طريق الفن بخطواتٍ واسعة، لم يأخذ عماد حمدي مليماً من إيرادات الفيلم الذي أنتجه باسم زوجته، وأراد أن يتحاشى متاعب الضرائب فخسر كل شيء.

وأضاف في مذكراته أيضا: "لم أكن نادماً على ما أنفقته طالما أن الفيلم قد نجح وحقق الهدف، وطالما أنني قدمت خدمةً لزوجتي التي اخترتها أثناء عملي في فيلم "زوجة من الشارع"، ولكن تجربة إنتاج فيلم "بمبة كشر" تركت في نفسي آثارا لا يمكن إزالتها أبداً.

واستكمل حديثه: "هناك تفاصيل أخرى لا أحب أن أخوض فيها، لكن كل تلك الظروف، بالإضافة إلى الفارق الكبير في العمر جعلت الخلافات تنشأ بيني وبين نادية الجندي التي عشت معها أطول فترة زواج، وهي ثلاثة عشر عاماً، ولكن الحقيقة هي أن الاستمرارية لم تكن موجودة، فلقد انتهى العمر الافتراضي لحياتنا الزوجية قبل ذلك بكثير، فالإنسان يظل يتحمل ويتحمل حتى تأتي لحظة معينة يصبح فيها غير قادر على التحمل أو الانتظار.

إصابة عماد حمدي بالاكتئاب

وعبّر عماد حمدي عن حزنه للانفصال قائلًا: "لم أندم على شيء، لا على الإنتاج السينمائي الذي كلفني الآلاف، ولا على شقة الزمالك، شقة تمليك كانت في الأصل شقتين حولتهما إلى شقةٍ واحدة من تسع غرف لا يقل ثمنها حسب أسعار الثمانينيات عن ربع مليون جنيه، كتبتها أيضا باسمها، ولكن فضلت راحة البال عن كل هذا.

 

وأضاف: "عندما انفصلت عن شادية ظلت الصحف والمجلات تكتب لفترة طويلة، وكان انفصالنا حدثًا مهمًا يستحق الكلام والتعليقات والتأويلات والتفسيرات، لماذا وقع الانفصال، وهل هناك احتمال للتفاهم وللعودة وما دور أولاد الحلال في الوصال؟، لكن عندما حدث انفصالي عن نادية الجندي لم تكتب الصحف أكثر من خبر موجز عن واقعة الانفصال، وكأن أحداً لم يندهش لما حدث، وكأن تلك النهاية كانت منتظرة، ومتوقعة، ولم تكن هناك مفاجأة أو صدمة أو استغراب أو حتى مجرد سؤال لماذا حدث الانفصال؟".

نادية الجندي ترد على اتهامات نجل عماد حمدي

وسبق لنادية أن ردت في تصريحات لها، على اتهام سابق لنجل عماد حمدي، الذي يدعي نادر، والذي سرد نفس قصة والده، وأضاف أن نادية تسببت في إفلاس والده واستولت على كل ممتلكاته، وتسببت في موته مفلسا.

وقالت إنه كاذب وأن عماد حمدي لم يكتب لها شيئا، لأنه لم يكن يملك شيئا في الفترة الأخيرة من حياته، حيث إنه لم يكن يعمل نهائيا في الفترة قبل وفاته.

وأكدت أنها أنتجت فيلمها الأول "بمبة كشر" من أموالها التي كسبتها من متجر الأزياء الذي كانت تمتلكه، هذا بالإضافة إلى أنها لم تطالب نادر بنصف شقته، حيث إن نصفها من حق ابنها هشام، ومع ذلك تركتها له ولم تطالب بحق ابنها في الشقة.

وأضافت أن نجل عماد حمدي يشوه سمعتها بسبب كره قديم لها لأسباب عائلية، وأن ابنها هشام وجه له عدة رسائل ليتوقف عن تصريحاته المسيئة ضدها، وهددته بأنها ستقيم دعوى قضائية ضده إذا استمر في ذلك.

وفاته

توفي عماد حمدي في 28 يناير سنة 1984، عن عمر يناهز الـ 74 عامًا، بعد تعرضه لأزمة قلبية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز