توصيات للمتحدث الرسمي

المتحدث الرسمي هو الوجه الذي يفكر فيه الجميع حينما يذكر اسم المنظمة. وهو مسؤول عن إدارة الانطباع والصورة العامة للمنظمة، ويجسد المتحدث الرسمي هوية المنظمة. وهو المسؤول عن التحدث عن أنشطتها، والرد على أسئلة الإعلاميين وعمل المؤتمرات الصحفية وإلقاء تصريحات تختص بملخص نتائج اجتماعات المنظمة أو أحداثها. 

فمصداقيته ونزاهته، وجهودة المبذولة لكسب رضا جمهور مؤسسته والاستحواذ على ثقته تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل انطباعات مرغوبة عن أداء تلك المؤسسات الحكومية محل الدراسة في أذهان الجمهور المتعامل معها. 

وهو ما قدمته دراسة أجرتها تلميذتي المتميزة رضا صالح راغب عبد الحكيم، التي قمت بالإشراف على رسالة الماجستير الخاصة بها حيث قمنا بتطوير الفكرة وتحديد منهجية العمل وإطاره النظري والتطبيقي في محاولة للتعرف على دور المتحدث الرسمي في إدارة الانطباع عن المؤسسات الحكومية، وقد أظهرت النتائج  أن الانطباعات العامة المتشكلة لدى المبحوثين عينة الدراسة نحو أداء المتحدثين الرسميين بالمؤسسات الحكومية محل الدراسة (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والسكان)، قد جاءت إيجابية، ثم محايدة، ثم سلبية.

وفيما يخص الانطباعات المتشكلة لدى المبحوثين عينة الدراسة عن المؤسسات الحكومية محل الدراسة، فقد أوضحت النتائج أن إيجابية استراتيجيات إدارة الانطباع (ترويج الذات، التكامل، التمثيل، الترهيب، طلب المساعدة) لدى الجمهور.

وفي ضوء نتائج الدراسة وما خلصت إليه، اقترحت الباحثة مجموعة من التوصيات، منها وبناءً على ما كشفت عنه الدراسة عن مدى أهمية معرفة الجمهور المصري بالمتحدث الرسمي وجهوده المبذولة للارتقاء بمستوى الخدمات، التي تقدمها مؤسسته بما يخدم مصالح جمهورها المتلقي توصي الباحثة بضرورة إبراز المتحدث الرسمي على الساحة الإعلامية وتسخير كل الوسائل الإعلامية سواء التقليدية أو الحديثة لتعريف الجمهور به، وبجهوده المبذولة، وذلك كأحد سُبل التحفيز المعنوي له لإتمام عملة المكلف به على أكمل وجه ممكن.

مع ضرورة الاهتمام بتأهيل المتحدثين الرسميين، من خلال تقديم دورات تدريبية متخصصة لكي يكونوا على علم بأهم العوامل التي تساعدهم على كسب ثقة جمهورهم فيما يقولونه ويصرحون به، وتمكنهم من إقناع الطرف الآخر لما يصدر عنهم من قرارات أو تصريحات، وإدارة الحوار بفعالية، واستخدام لغة الجسد لديهم بشكل يتوافق مع الكلام الذي يخرج منهم، ومن ثم يتمكنون من جذب الانتباه وإدارة انطباع جيد عنهم وعن مؤسساتهم. وضرورة اهتمام المتحدث الرسمي بالمحتوى الذي يقدمه في لقاءاته الإعلامية، والتزامه بالمصداقية والحيادية في نشر أخباره، والتعامل بديمقراطية مع جمهوره وإتاحة الحرية الكاملة له للاعتراض وإبداء رأيه في القرارات المتخذة، والتي من شأنها أن تصب في مصلحته في نهاية المطاف وذلك حتى يتسنى له فرصة الاستحواذ على ثقة الجمهور.

وبناءً على ما كشفت عنه الدراسة من قدرة المتحدث الرسمي على تشكيل الرأي العام وإدارة انطباعاته نحو المؤسسات الحكومية بناء على أدائه لمهامه المكلف بها، فإن الباحثة توصي بوضع مجموعة من القيم والمعايير الأخلاقية كدليل للمؤسسات وحث المتحدثين الرسميين على الالتزام بها ونتيجة لذلك ستتشكل انطباعات مرغوبة نحو أداء المؤسسات الحكومية وانضباطها في كل أعمالها.

 وفقًا للنتائج التي توصلت إليها الدراسة التي كشفت عن انطباعات الجمهور نحو أداء المتحدث الرسمي والمؤسسات الحكومية محل الدراسة "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والسكان"، فإن الباحثة توصي بأهمية إجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تستهدف تقييم الجمهور لأداء المتحدثين الرسميين لوزارات وجهات أخرى، كرئاسة الجمهورية، ووزارة مجلس الوزراء على سبيل المثال.

إجراء المزيد من الدراسات عن المتحدث الرسمي ومهامه، خاصة مع وجود المتحدث الرسمي في جميع الدوائر الحكومية بمؤسسات الجمهورية المصرية، ومحدودية الدراسات الخاصة به.

يجب على المؤسسات الحكومية أن تضع اختيار المتحدثين باسمها من ذوي الخبرة في مجال الإعلام والقدرة على التأثير في وسائل الإعلام والجمهور في صدارة أولوياتها. ذلك لضمان نجاح حملاتها الإعلامية وبلوغ رسائلها لجمهورها المستهدف. فمن الضروري أن تختار من يتحدث باسمها أشخاص لديهم خلفية إعلامية كافية وقدرة على التواصل الفعال مع وسائل الإعلام والجمهور.

 تفعيل ممارسة استراتيجيات إدارة الانطباع بالمؤسسات الحكومية بشكل علمي وعملي مدروس، والمتمثلة في استراتيجيات ترويج الذات، التكامل، التمثيل، الترهيب، طلب المساعدة، مع تقنين استخدام استراتيجية التهديد والإجبار إلا عند الضرورة القصوى التي تقتضي مصلحة العمل.