عاجل
الأربعاء 11 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

قاضٍ: إسرائيل ستنكر نية الإبادة ونيتها ثابتة بأفعالها وأقوال نتنياهو ووزرائه وقادة جيشه

المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى
المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى

اتجهت أنظار شعوب العالم صباح اليوم  الجمعة 12 يناير 2024 إلى مقر محكمة العدل الدولية في قصر السلام بلاهاي لمتابعة إنعقاد جلسة الاستماع الثانية العلنية لدفاع إسرائيل في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل متهمة إياها بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 فى قصفها العسكرى المسلح وقتل سكان قطاع غزة وتدمير بنيتها والمنازل والتصفية الجسدية والعرقية والتهجير القسرى لسكانها  عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، التي شغلت بال القانونيين حول العالم برؤاهم عن أهم قضية فى القرن ال 21 التي شغلت بال شعوب العالم أجمع وقاداته، خاصة أن كلاً من إسرائيل وجنوب أفريقيا قد صادقت على اتفاقية منع الإبادة الجماعية مما يجعل المحاكمة لا تقل سخونة عن نار الحرب الدائرة حتى الاَن.



 

وفي سبيل الوعى العام العربي نعرض للجزء الثالث للدراسة الدقيقة والمهمة للمفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان: (التدابير المؤقتة فى فكر محكمة العدل الدولية عن جرائم الإبادة الجماعية والسيناريوهات المطروحة فى قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل) ولأن جزءا منها يخص الأمن القومى المصري فيما يتعلق بالتهجير القسري كجزء من القضية والأمن القومى العربى عامة، يعرض فيها الفقيه المصري للإجراءات الدولية وتوقعاته حول فكر ومنهج المحكمة الدولية من واقع السوابق القضائية للمحكمة فى قضايا الإبادة الجماعية والتدابير المؤقتة فيها.

 

ونعرض قبل جلسة الاستماع لإسرائيل صباح اليوم الجمعة 12 يناير 2024 للجزء الثالث من دراسة الفقيه المصري لقراءة متعمقة فى الفكر الإسرائيلى قبل ساعات من دفاعها يخصصه للرد على مزاعم إسرائيل أهمها نفيها لنية الإبادة وحقها فى الدفاع من منظمة إرهابية على حد وصفها والرد على ذلك ,ويطرح تساؤلاً مهما حول مدى مسؤولية أمريكا فى جريمة التواطؤ فى الإبادة وحكم القانون الأمريكى ذاته ,ثم يطرح تساؤلاً عما ستفعله إسرائيل إذا فشلت في الدفاع.

 

أولاً: إسرائيل ستدعى حقها فى الدفاع من إرهاب حماس بإبادة شعبها! وهى من جاوزت حدود الدفاع إلى تدمير الفلسطينيين وتهجيرهم قسرياً.

 

قال الدكتور محمد خفاجي: إسرائيل سوف تدافع بشروع حماس كمنظمة إرهابية على حد وصفها لإبادة شعب إسرائيل، ومن حقها الدفاع بركيزة أن إرهابيي حماس تسللوا إلى إسرائيل وقتلوا وأعدموا وذبحوا واغتصبوا واختطفوا مواطنين إسرائيليين،في محاولة لارتكاب إبادة جماعية.

 

والرأي عندى أن إسرائيل جاوزت نطاق وحدود الدفاع عن النفس إلى تدمير الفلسطينيين وتهجيرهم قسرياً، وهو ما أوضحته جنوب إفريقيا بعدد القتلى المرعب والتهجير القسري، والحرمان من الطعام، والقيود المفروضة على الولادات، من خلال الهجمات على المستشفيات، وهي أدلة كافية لاستنتاج نية معقولة للإبادة الجماعية. ومن اَيات تخبط الموقف الإسرائيلى من قضية جنوب إفريقيا اتهام إسرائيل لها بأنها "تعمل بمثابة الذراع القانوني لحماس" وهو ما قاله ليئور حيات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، رداً على قضية الدولة الإفريقية ضد الدولة اليهودية بشأن الإبادة الجماعية ثانياً: إسرائيل ستنكر عنصر نية الإبادة! فكيف يمكن إثبات نية ارتكاب الإبادة الجماعية؟

 

واكد الدكتور محمد خفاجي أن عنصر النية دائما صعب الإثبات لأنه يكشف عن النوايا الدفينة فى أعماق النفس وعادة ما يخفيها مرتكبوا جريمة الإبادة، فعادة تخفى الدولة نية ارتكاب الإبادة الجماعية. 

 

ومع ذلك يمكن إثبات نية ارتكاب الإبادة الجماعية من خلال الأفعال والترسانة العسكرية التي دمرت المدنيين وعدد القتلى والوحشية فى إبادتهم دون رحمة، ومن خلال التصريحات الصريحة التي يدلي بها رؤساء الدول أو مرتكبو الجريمة.  

 

ويضيف قد استقر قضاء محكمة العدل الدولية فى أحكامها بأنه يمكن إثبات النية من وراء الجرائم حتى ولو دون أقوال صريحة، وأنه يمكن استنتاج النية من الأفعال. ووضعت المحكمة مبدأً لمثل هذا الاستنتاج يتمثل فى التنفيذ المنهجي للجرائم، الذي يعتمد على  وجود خطة منهجية لارتكاب الإبادة الجماعية. ثالثاً : الدليل اليقينى على توافر نية إسرائيل فى الإبادة الجماعية لسكان غزة ثابتة بالأفعال وأقوال نتنياهو ووزرائه وقادة جيشه.  

 

ويشير إن تحقيق تنفيذ إبادة شعب يتوقف على توافر النية الخاصة لجريمة الإبادة، وقواعد القانون الدولي تضع عبئًا ثقيلًا للإثبات يصعب الوفاء به من الناحية العملية، بسبب أن الدول والأفراد الذين يخططون لارتكاب جريمة الإبادة الجماعية يخفون نيتهم سراً ولا يقدمون على الإعلان عنها علنًا.  

 

والرأى عندى أن نية الإبادة متوافرة لدى إسرائيل من خلال جميع الأفعال والترسانة العسكرية التي دمرت بها الحياة قطاع غزة، وأيضاً من التصريحات الخطيرة الصادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك منذ بدء إجراءات المحكمة، تكشف عن نية إسرائيل فى ارتكاب الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة. 

 

ويضيف: أوردت جنوب أفريقيا أمثلة عديدة على "التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية من قبل مسؤولي الدولة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتهديدات بجعل غزة غير صالحة للسكن بشكل دائم، والإشارات إلى وصف الفلسطينيين كحيوانات بشرية وهى موثقة في المطالبة، كما تم الاستشهاد بدعوات الوزيرين اليمينيين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز