عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"أوجادين" و"الفشقة" أراضٍ عربية تحتلها آثيوبيا

خريطة إفريقيا
خريطة إفريقيا

أضاف الاتفاق الأخير بين اقليم أرض الصومال الانفصالي والحكومة الاثيوبية، قضية خلافية جديدة بين الدول العربية وإثيوبيا، بالإضافة إلى قضيتي احتلالها منطقة الفشقة السودانية، وإقليم أوجادين الصومالي.



 

وفي ذلك التقرير سنتعرض جميع جوانب هذه الصراعات:

 

كان الصراع الإثيوبي الصومالي قد بدأ في خمسينيات القرن الماضي، حين سلمت منطقة أوجادين إلى إثيوبيا من قِبل البريطانيين، وحتى يومنا هذا، وبلغت التوترات ذروتها في ثلاث حروب وفي العديد من الاشتباكات العسكرية على طول الحدود. ومع ذلك، بسبب الحرب الأهلية الصومالية وعدم وجود حكومة مركزية فعالة في الصومال منذ انهيار جمهورية الصومال الديمقراطية في عام 1991، تتمتع إثيوبيا بالسيطرة العسكرية والاقتصادية على الأراضي الصومالية.. ما هي الخلفية التاريخية لهذا الصراع؟

 

خلال القرن السادس عشر، قاد الإمام "أحمد بن إبراهيم الغازي" بغزو الحبشة، وجعل معظم المناطق المسيحية سياسيًا تحت سلطة السلطنة المسلمة، بجيش يتكون بشكل رئيسي من الصوماليين، كانت قوات "الغازي" وحلفاؤها العثمانيون على وشك محو المملكة الإثيوبية القديمة.

 

ومع ذلك، تمكن الإثيوبيون من الحصول على مساعدة قوات "كريستوفاو دا جاما" البرتغالية والحفاظ على استقلالية مناطقهم.  واستنفد كلا الكيانين السياسيين مواردهما وقواهما العاملة في هذه العملية، ما أدى إلى تقلص كلتا القوتين وتغيير الديناميكا الإقليمية لقرون قادمة. 

 

ويرجع العديد من المؤرخين أصول العداء بين الصومال وإثيوبيا إلى   القرن التاسع عشر، عندما غزا الملك الإثيوبي "منليك الثاني" إقليم أوجادين الذي يسكنه الصوماليون، وساهمت هذه الخطوة بشكل مباشر في نشوء حملة صومالية كبيرة مناهضة للاستعمار بقيادة دولة الدراويش التي أسسها "سيد محمد بن عبد الله حسن". 

 

احتلال إثيوبيا لإقليم أوجادين 

ولما تنبه الاستعمار الغربي إلى أهمية القرن الإفريقي، نجحت بريطانيا في إقامة محمية عسكرية عام 1839 لحماية مصالحها في خليج عدن وفرضت سيطرتها على المنطقة حتى زاحمتها فرنسا عام 1860 ثم إيطاليا سنة 1889. 

 

ونجحت كل هذه الأطراف في تقسيم منطقة القرن الإفريقي إلى دويلات وإقامة تحالفات علنية وسرية مع بعض القبائل هناك، لضمان مصالحها سيما أثناء النزاع البريطاني الإيطالي في فترة الحرب العالمية الثانية.

 

ويقول المؤرخ الأوجاديني"محمد عبدي"، إنه كعادة الاحتلال في كل زمان ومكان كان شغل البريطانيين الأهم هو تفتيت المنطقة بأي شكل، وقد استقطعت منطقة أوجادين وضمتها إلى إثيوبيا مكافأة لها على دعمها الدائم للتاج البريطاني، حيث تقلص النفوذ الفرنسي واكتفى بجيبوتي، بينما تركز النفوذ الإيطالي جنوب الصومال حتى أعلن انسحابه عام 1960.

 

بعد أن استولت إثيوبيا أراضي أوجادين عام 1954 بمساعدة بريطانيا ما زالت تمارس كل صنوف الاضطهاد طوال أكثر من قرن ضد الأبرياء من قتل وتعذيب، وتشريد وتهجير، وتجويع وتجهيل، وإبادة جماعية، وتصفية عنصرية، وتطهير عرقي، وكل هذه الأساليب الوحشية لا تزال مستمرة إلى اليوم. 

 

كيف تمارس إثيوبيا أنواع الاضطهاد على إقليم أوجادين؟

 لا يوجد تعليم أو خدمة صحية أو لا وظائف لا يسمح للصوماليين بالتجارة بل يهرّبون بعض البضائع الضرورية من الصومال، ولا يسمح لهم أن يزرعوا أرضهم إلا بالطريقة التقليدية غير النافعة.  وتحظر عمل الجمعيات الخيرية في الأقليم، لمساعدة المحتاجين، وتمنع الصحافة أو غيرها من وسائل الإعلام أن تقترب من الإقليم، لإظهار الكفاح الشعبي ضد الاحتلال، حيث واصل شعب الصومال الغربي الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإثيوبي، حتى في ظل غياب السند الصومالي وفي هذه الظروف الدولية والإقليمية الحالكة، وضحوا كل ما يملكون من أجل الأمة؛ حيث حمل الشعب في الأرض المحتلة مشروع الصمود والاستعصاء على التركيع ورفض الاستسلام والخضوع للأمر الواقع.  

 

وكانت جبهة تحرير الاوجادين قد شنت كفاحا مسلحا ضد الحكومة الاثيوبية، استدعى تدخلا من القوات الصومالية لدعم الجبهة في عام 1963، وبعد معارك بين الجيشين اتفقا الطرفين على وقف لإطلاق النار.

 

وفي عام 1977 كانت المنطقة مسرحا لحرب بين الصومال وإثيوبيا استمرت لعام، بعد ان تدخل الجيش الصومالي هذه المرة لدعم جبهة تحرير غرب الصومال التي تأسست قبل ذلك بعام، وفي عام 1984 تأسست الجبهة الوطنية لتحرير اوجادين وتولي رئاستها "عبدالرحمن مهدي" الذي كان رئيس اتحاد الشبيبة في جبهة تحرير غرب الصومال. قادت الحركة مقاومة مسلحة ضد نظام "منجستو" حتى سقوطه عام 1991، ومن ثم ضد حكومة جبهة شعوب آثيوبيا الديمقراطية.

 

 أما ثاني مناطق الخلاف على الأراضي التي تحتلها اثيوبيا، منطقة الفشقة الكبرى السودانية واحتلال إثيوبيا خلال فترة حكم الرئيس السوداني المعزول عمر حسن البشير، منذ أكتر من قرن، وخلال السنوات الأخيرة بعد الإطاحة بالبشير تدخل الجيش السوداني وحرر أجزاء كبيرة من المنطقة، ولكن لازال الخلاف على أشده بين البلدين، حيث يستغل الإثيوبيون الحرب الدائرة في الداخل السوداني في استدعاء قائد ميليشيا الجنجاويد "حميدتي"، ضد القوات المسلحة السودانية، واستمرار قبائل الامهرة الإثيوبية في احتلال أجزاء من منطقة الفشقة. أين تقع منطقة الفشقة السودانية:

 “الفشقة” تقع بين نهرين، حيث تلتقي منطقتا أمهرة وتيجراي في شمال إثيوبيا بولاية القضارف الواقعة في شرق السودان والمحاذية لمنطقة أمهرة الإثيوبية.

وتعد الفشقة إحدى المحليات الخمس المكونة لولاية القضارف السودانية، تبدو على شكل شبه جزيرة تتخللها أنهار.

 

من الجدير بالذكر أن الفشقة تبلغ مساحتها نحو مليوني فدان، وتمتد على مسافة 168 كيلومترا مع الحدود الإثيوبية من مجمل المسافة الحدودية لولاية القضارف السودانية مع إثيوبيا، البالغة نحو 265 كيلومترًا.  

 

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز