عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
 "هاتاشاما".. قدوة لحماية بلادنا!

همس الكلمات

"هاتاشاما".. قدوة لحماية بلادنا!

منذ أيام قلائل وتحديدا فى 23 ديسمبر كانت الذكرى الـ67 لانتصار عظيم، لابد من تذكرها حتى تكون نبراسًا لنا جميعا في الحفاظ والدفاع عن كل شبر  من أرضنا الغالية.. هي ذكرى انتصار محافظة بورسعيد على العدوان الثلاثى.



 

 

وفي الواقع ما شهدته ملحمة ذلك الانتصار من تفاني شعبها وقصص البطولات، يجعلنا نذكرها ونعيدها للأذهان على مسمع ومرآى كل مواطن على أرض بلادنا، وبصورة خاصة شبابنا وأجيالنا القادمة للحياة، حتى يعلموا معنى الوفاء والتضحيات من أجل البلاد.

فقد تضمنت الملحمة أبطال وشهداء وأسر المقاومة الشعبية خاصة الذين كانوا سببا فى جعل اسم بورسعيد يذكر فى كل البلدان حول العالم، كما ترجم أبناؤها أنهم سر الصمود والنجاح والانتصار على مر العصور، وحفروا بدماء الشهداء حروفا من النور فى سجل التاريخ.

 فقد كان خمسون يوما من ملحمة الصمود والمقاومة، حيث  تصدى أهل بورسعيد  من شباب ونساء وأطفال ورجال، لجيوش العدوان الثلاثي على مصر في 1956 لتحصل  على لقب المدينة الباسلة.

   ونجح الشعب البورسعيدى بمعاونة بعض الوحدات العسكرية من الجيش والشرطة، أن يلقنوا القوى العظمى درسا في فنون القتال.

وبدأت الملحمة، بتكوين "هاتاشاما"، وهي هيئة تحرير شعب مصر، لمقاومة قوات العدوان الثلاثي ليس بالسلاح فقط، ولكن أيضا بالمنشورات التي تحمل رسائل باللغتين الإنجليزية لجنود الاحتلال وبالعربية لأهالي المدينة توجههم للمقاطعة وطرق المقاومة، وأسسها "أمين  العصفوري"، أحد رموز العمل الوطني، فى ذلك الوقت، وكانت  أول منشوراتها من مطبعة أحد الأبطال "محمد شاكر مخلوف" وحملت توقيع هاتاشاما،  بعنوان "سنقاتل.. سنقاتل"، أسوة بالرئيس الراحل جمال  عبد الناصر عندما  ألقي خطابه التاريخي من على منبر جامع  الأزهر الشريف، وأطلق صرخته ”سنقاتل.. سنقاتل".

وتوالت المطبعة فى إصدار  منشورات أخرى "لا تلقي سلاحك"،  "أرفع رأسك يا أخى"،  "العربات قادمة في الطريق"، كما كان يحدد الأهداف الحيوية للفدائيين لضربها.

وقامت السلطات المصرية بتوزيع الآلاف من البنادق على أهالي بورسعيد لمقاومة قوات العدوان الغازية ومن بين بطولاتهم نجحوا في إسقاط كتيبة قوامها ٢٥٠ ضابطا وجنديا بمنطقة الجميل وأبيدت بالكامل على أيدي الأهالي بالسلاح الأبيض.

 

ولا يمكن أن تمر تلك الذكرى الجليلة بدون أن نتذكر بعض من أبطالنا الأحياء والشهداء رحمهم الله فى تلك الملحمة، ومنهم التلميذ "حسن سليمان حمودة" الذي كان في الثانية عشرة من عمره ، طالبا بمدرسة القناة الإعدادية، وخرج على رأس مسيرة ضخمة وحشد فيها زملاءه ليهتفوا لمصر ويسخرون من الأعداء فأطلق الجنود الفرنسيين رصاصاتهم وأردوه قتيلًا، و"الطفل عسران"، الذي لم يتجاوز السابعة عشر عاما وبكل شجاعة وضع قنبلة لضابط الاتصال البريطاني "الميجر وليامز" في رغيف خبز، لتنفجر في وجهه.

والشهيد الطالب جواد حسني بكلية الحقوق، الذي تطوع في الحرس الوطني وتم تعذيبه لرفضه الإدلاء بأى معلومات ليطلقوا عليه الرصاص داخل سجنه.

كما ضربت المرأة مثالا قويا للشجاعة والفداء، ومنهن التلميذة "زينب الكفراوى"، التي كانت تهرب الأسلحة والذخائر لرجال المقاومة،  والسيدة "فتحية الأخرس" الشهيرة "بأم علي"، حيث من خلال عملها حولت عيادة الدكتور جلال الزرقانى، إلى مخزن للأسلحة والذخائر والقنابل والتي كانت تنقلها للفدائيين وأيضا جعلتها مكانا لإيواء ضباط المخابرات والصاعقة داخل العيادة، وكانت  تخبئها، من خلال ارتداء زى المرضى، وعندما كان ضباط العدو يصعدون للتفتيش داخل العيادة كانت تصرخ في وجوههم وتقول لهم "موتوا أولادى في البيت، وجايين تموتوا المرضى"، فكانوا يتركونها ويهبطون من على السلم على الفور... وغيرهن  من السيدات.

ومن أبطال المقاومة، مجموعة تضمنت كلا من محمد حمد الله، وأحمد هلال، ومحمد سليمان، وعلى زنجير، وألقوا القبض على الضابط الإنجليزي "أنتونى مورهاوس" ابن عمة ملكة إنجلترا، لكرهه الشديد للمصريين، وقاموا بتسليمه، إلى الملازم أول "محمد سامى خضير" ،  واليوزباشى "عز الدين الأمير".

ولا يمكن أن ننسى مجموعة من الضباط الذين شاركوا فدائيى المقاومة الشعبية في نسف وتفجير تمثال "ديليسبس"، وإنزاله من على قاعدته، وهم الضابط "طاهر الأسمر"، و"مدحت الدرينى"، و"جلال هريدى" أطال الله فى عمره، و"محمد أحمد الجيار"، و"أحمد عبد الله" أطال الله فى عمره ، و"نبيل الوقاد"، و"مصطفى عبد الوهاب"، و "السيد صبحى الكومى"، والصاغ "سعد عبد الله عفرة"، والمرحوم "منير على الألفى"، واليوزباشى "مصطفى كمال الصياد"، ضابط الشرطة، والبطل "عبد المنعم الشاعر"، و"يحيى الشاعر".

 

ألستم تتفقون معى، أن أبطال بورسعيد الذين وقفوا صامدين فى وجه العدو، وضربوا أروع الأمثلة أمام العالم فى الحفاظ على أراضي الوطن، لابد أن نضعهم  نصب أعيننا بصورة مستمرة ونقتدى بهم وببطولاتهم لحماية كل شبر من أرضنا، وأن نكون دائما رمز الصمود والتحدي؟!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز