محفوظ علي يكتب: ميشيل المصري.. موسيقى الآلام والأحزان

بدأ حياته الفنية عازف كمان، ونظرا لموهبته الكبيرة عزف مع أم كلثوم في حفلاتها الأخيرة، في أغنيات (أغدا ألقاك، من أجل عينيك، يا مسهرني، ليلة حب).

 ظل عازفا مميزا مع الفرقة الماسية، يعزف ويقوم بتوزيع موسيقى لعشرات الألحان التي تقدمها، وعزف أيضا مع فرقة الرحابنة بمصاحبة (فيروز) فكان عازف الفرقة الأول، كما وزع ثلاثية (محمد عبد الوهاب).. (بعمري كله حبيتك، وأنده عليك، وفي يوم وليلة) التي تغنت بها وردة، أيضا آخر أغاني حليم (قارئة الفنجان) لمحمد الموجي. 

بعد أن اتجه ميشيل المصري إلى التوزيع الموسيقي لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب، بعد ذلك اتجه إلى التأليف الموسيقي والألحان في العديد من المجالات الفنية فكتب الموسيقى لخمسة عشر فيلما روائيا مصريا، كما وضع الموسيقى التصويرية والألحان للعديد من المسلسلات التليفزيونية، من أهمها "أولاد آدم، ليالي الحلمية، عائلة الحاج متولي، من الذي لا يحب فاطمة، لا إله إلا الله جزء واحد"، رغم أنه بدأ خطواته فى التأليف الموسيقى والألحان متأخرا إلا أنه ترك بصمة مهمة في تاريخ الدراما العربية.

يا عم آدم عيالك متبعترين ف المتاهة   "دسنا بقدمنا خيالك، وحياتنا ضلت خطانا، مدينا ف الكون خطانا  زدنا ف غلطنا وخطانا"، كلمات رائعة ولحن مميز يعبر عن تلك المشاهد المليئة بالوجع، صراع القيم والمبادئ بعزف متمكن  وبعد عامين قدم أحد روائعه الموسيقية  ما زال معظمنا يعيش حتى الآن مع تتر ليالي الحلمية و"منين نجيب الشجن  م اختلاف الليل والنهار ومنين بيجي الهوى  من ائتلاف الهوى ومنين بيجي السواد  من الطمع والعناد"، تلك الموسيقى المليئة بالشجن مع كل مشهد، أو بعد سنوات مع من الذي لا يحب فاطمة بين غربتك فى ديار أهلك وغربتك في بلاد الله لو ضي قنديل زهزهلك مش ترمى كله وتجرى وراه مين اللي ما يحبش فاطمة كان عمنا سيد حجاب الشاعر الكبير شريك أساسي في النجاح، كل تلك الكلمات الرائعة وصلت لقلوبنا من خلال قلم الشاعر الراحل وموسيقى ميشيل المصري.

نجاحات عديدة في التأليف الموسيقى عبر بها ملحن متمكن كان يعمل بهدوء، وبعيدا عن جنون الشهرة وضجيجها، أحب عمله وجعل من الكمان شجنا فى قلوبنا ورحل في هدوء أيضًا منذ ٥ سنوات عن عمر ٨٥ عاما.