في حواره لـبوابة روزاليوسف
مع قنصل الصين بالإسكندرية: لا بد من "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
نسرين عبد الرحيم
مصر هي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية
تعتقد الصين أن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب
منذ أن حضر إلى الإسكندرية لتولي منصب قنصل عام الصين بالإسكندرية وتشهد القنصلية الصينية حالة من النشاط والتحرك بمختلف المجالات وتقديم كافة الخدمات لتوطيد العلاقات المصرية الصينية وإبراز دور الحضارتين الصينية والمصرية ومدى عمق العلاقات التاريخية ومشاعر الأخوة التي تربط بين الشعبين الصيني والمصري، بوابة روزاليوسف التقت "يانغ يي" قنصل عام الصين بالإسكندرية.. وكان هذا الحوار.
في البداية ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
في البداية ليس لدينا رقم محدد لحجم التبادل التجاري بين الصين ومصر ولكن منذ عام ٢٠١٢ كانت مصر أكبر شريك تجاري للصين في إفريقيا والصين الآن تستورد من مصر كميات كبيرة من الحاصلات الزراعية منها الرمان والبرتقال وتقريبا منذ العام الماضي ٦٠٠ مليون جنيه حجم الاستثمارات، وهذا الرقم يتزايد وينمو بشكل سريع.
فمصر هي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. والصين ومصر صديقتان متشابهتان وتتمتعان بثقة متبادلة، وشريكتان جيدتان تعملان معًا من أجل التنمية والرخاء المشترك.
على مدى السنوات العشر الماضية، نفذت الصين ومصر تعاونا مثمرا في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" وحققتا نتائج مثمرة.
وتدعم الصين مصر في اتباع مسار التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية، وتعمل على تعميق الالتحام بين استراتيجيات التنمية مع مصر، وتشجع الشركات الصينية القوية على الاستثمار وبدء الأعمال التجارية في مصر، وترحب بدخول المزيد من المنتجات المصرية عالية الجودة إلى السوق الصينية.
تتمتع الصين ومصر بإمكانات كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات مثل البنية التحتية والتكنولوجيا الزراعية والطاقة المتجددة.
وتستمر التبادلات والتعاون الشعبي والثقافي في التوسع، ويواصل البلدان تعزيز تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر.
وماذا عن التبادل الثقافي؟
بالفعل هناك تبادل ثقافي وهناك مركز ثقافي صيني بالقاهرة وفي الإسكندرية نتعاون مع المتاحف، من خلال عمل أنشطة توضح عراقة الحضارتين الصينية والمصرية ونتعاون مع مكتبة الإسكندرية والمتحف اليوناني الروماني والمتحف القومي والاماكن السياحيه ومع هيئة تنشيط السياحة.
ما موقف الصين من القضية الفلسطينية وكيف ترى موقف مصر؟
بالنسبة إلى الوضع الفلسطيني الإسرائيلي تعتقد الصين أن الأولوية القصوى، هي وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن لتجنب توسع الصراع أو حتى الخروج عن نطاق السيطرة والتسبب في أزمة إنسانية خطيرة. إن السبيل الأساسي لحل الصراع المتكرر بين فلسطين وإسرائيل هو تنفيذ "حل الدولتين"، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.
وتقدر الصين الدور المهم الذي تلعبه مصر في تهدئة الوضع، وتدعم جهود مصر لفتح ممر إنساني، وترغب في تعزيز التنسيق مع مصر والدول العربية من أجل التوصل إلى حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ما حجم السياحة الصينية الآن؟ ولماذا انخفضت عن السابق؟
السبب الرئيسي لانخفاض السياحة بشكل عام في العالم كان أزمة فيروس كورونا ولكن الآن أعداد السائحين تزايد في مصر و السياحة الصينية تحتل المركز الأول للسياحة من حيث إقبال الصينيين على زيارة مصر.
الآن عندما أذهب لأماكن مختلفة لمصر أجد الكثير من الصينيين وقد علمت أن السياحة الصينية في مصر تحتل ١٠%، وهناك حوالي ٥٠ سائحا صينيا يأتون إلى الإسكندرية كل يوم.
وما الذي يعرف الشعب الصيني عن مصر؟
يعرفون الكثير عن مصر لأن الحضارتين من أقدم حضارات العالم ومنذ ٦٠ سنة القائدين أجمعوا أن العلاقات بين البلدين علاقة صداقة وود وإخاء.
وما أهم الأماكن التي تعجبه في الإسكندرية؟
الأماكن الأثرية والتجوال على الشواطئ خصوصا في الاجازه أعشق التجول ومشاهدة الشوارع القديمة في الإسكندرية.
والشعب المصري ودود جدا وكريم والناس تتعامل بشكل لطيف جدا مع الأجانب.
ما أهم المشروعات الآن في الإسكندرية؟
أهم مشروع هو المنطقة الصناعية تيدا وهي منطقة صناعية بها ١٥٠ شركة صينية يعمل بها حوالي ٥٠ ألف مصري وفي الإسكندرية من أهم المشاريع مشروع ميناء الإسكندرية، ومشروع أبي قير وهناك أيضا شركات صغيرة في مجال الحديد والصلب والخياطه والملابس والزراعة.
هل تتابع الفن المصري؟
بالفعل بحب الغناء جدا واعتبر الإسكندرية عاصمة مصر في الفن، وأتابع بشكل كبير عروض الأوبرا ومركز الإبداع وقريبا وفي الخطة سيكون هناك فرق صينية تشارك في العزف والاستعراضات.
ما الدول التي قمت بالعمل بها وانطباعك عنها؟
كنت أعمل بوزارة الخارجية الصينية، ثم القنصلية الصينية بالولايات المتحدة الأمريكية ثم الإسكندرية.
بالطبع العمل بالإسكندرية أفضل من الولايات المتحدة، لأنني أجد مجال لتقديم الكثير والشعب ودود أكثر ومتعاون
ما الأنشطة المختلفة التي تقدمها القنصلية؟
سيكون هناك مسابقات التصوير ومسابقة جسر اللغة الصينية، وهي مسابقة لغة للطلاب المصريين الدارسين للغة الصينية.
والإسكندرية الآن بها مدرستان إعدادي أصبح يدرس بها اللغة الصينية، حيث بدأت منذ آخر شهر ١٠ الماضي.
ماذا تتمنى الفترة المقبلة؟
أتمنى الفترة القادمة أن أقدم مزيدا من الخدمات والتعاون وتنمية العلاقات المصرية الصينية من خلال مزيد من التعاون والاستثمارات، وأحب أن أشكر جميع أهالي الإسكندرية ومحافظة الإسكندرية، للتعاون الدائم وإبراز دور الصين وأنشطتها من خلال الإعلاميين والصحفيين.