١٥ مصنعًا في الإسكندرية لإعادة صناعة الأعلاف من مخلفات الإنتاج الحيواني
نسرين عبد الرحيم
صناعة الأعلاف من المخلفات الزراعية هو من أكثر المشروعات الناجحة التي تحث على الحفاظ على البيئة وتسعى دائما لتحسينها، بالإضافة إلى أن تلك الأعلاف يمكنها إمداد الحيوانات والدواجن بما يحتاجونه من مواد غذائية وعناصر مفيدة، ومع التخطيط الجيد للأمر يمكن العثور على خطوات جيدة لنسير عليها وننجح في صناعة الأعلاف غير التقليدية.
وقالت دكتورة هايدي السرسي رئيس قسم الإنتاج الحيواني بمديرية الزراعة: يلجأ العديد من المستثمرين إلى إنشاء مصانع تدوير المخلفات الزراعية والمتبقيات النباتية لأنها من أنجح المشروعات التي يمكن الاعتماد عليها والتي تعود بالكثير من الفوائد على البلد، لما لها من علاقة بحل مشاكل البيئة والمساهمة في تطوير صناعة الأعلاف في ظل الأزمة الراهنة.
وأشارت إلى أن تلك المصانع تستغل المخلفات الزراعية التي يتم حرقها في بعض الأماكن لعمل الأعلاف للمواشي أو تصنيع الكثير من الأشياء الأخرى المفيدة، وتشجع الحكومة تلك المشروعات لما كان من أضرار لهذه المخلفات والتي تسبب المشاكل البيئية الكبيرة وذلك نتيجة لعدم الوعي بقيمة تلك المواد ولإتباع عدد من الطرق غير الصحيحة في التخلص منها، وتسعى الكثير من الدول لإيجاد طرقا لتقليص تلك المشاكل وتجنب الأضرار الناتجة عنها.
وأوضحت أن المخلفات الزراعية تدخل في صناعة الأعلاف وهي من أهم الصناعات لإعادة تدوير تلك المخلفات فالاستفادة منها كبيرة للغاية على جميع المستويات، ومن خلالها يمكنك انتاج غذاء الأبقار والجاموس وأيضا الأغنام والماعز وذلك من خلال استخدام المتبقيات الزراعية بنسب متفاوتة مثل استخدام حطب القطن بنسبة تصل إلى 40%، ونسبة مماثلة من قوالح الذرة و10% من مخلفات البرتقال والمانجو وقشر البازلاء وقشر الخرشوف وعرش الطماطم او الفول السوداني بالإضافة إلى 10% من المولاس والحجر الجيري والأملاح المعدنية.
وأكدت أنه يتم تحويل المخلفات الزراعية إلى علف حيواني في عدة خطوات وبوجود العديد من الألات اللتي تقوم بعملية تحويل المخلفات إلى علف صالح للاستهلاك الحيواني وتستخدم قشور البرتقال والمانجو و مخلفات مصانع الخضراوات والفواكه المجمدة والمجففة كبدائل لصناعة الأعلاف حاليا.
وأوضحت السرسي أنه يوجد في الإسكندرية حوالي ١٥ مصنعاً لصناعة الأعلاف من المخلفات الزراعية ويدخل أغلبها في صناعة أعلاف المواشي بكل أنواعها ومنها مخلفات تفل الزيتون وتفل البنجر من مصانع السكر والمولاس ومجارش حطب الذرة وكسب فول الصويا وحت الفول وغيرها من المخلفات الزراعية.
يذكر أن وزارة الزراعة تتناول عددًا من الإجراءات المتعلقة بتوفير الأعلاف، تفاديا لتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، التي أثرت على مدخلات صناعة الأعلاف، وارتفاع أسعارها، حيث إن الأعلاف تمثل حوالي 75% من جملة تكاليف الإنتاج لصناعة الدواجن، وكذا تربية المواشي، حيث أن مصر تستورد سنوياً كميات من فول الصويا والذرة الصفراء بخلاف الإنتاج المحلي تقدر بحوالي 4 ملايين طن من بذرة فول الصويا، و13 مليون طن من الذرة الصفراء.
وتتمثل جهود وزارة الزراعة فى إطار العمل على زيادة حجم الانتاج المحلي من فول الصويا، والذرة الصفراء، والتي تمثلت فى تشجيع الزراعات التعاقدية للذرة الصفراء، حيث تمت الإشارة إلى أنه تم تسليم كافة الكميات المنتجة من المزارعين بأسعار تتراوح بين 8000 و9000 جنيه للطن، وهو ما يمثل سعرا مشجعا للمزارعين، وجار حالياً التجهيز للتعاقد على الموسم الجديد لزراعة مساحات كبيرة من الذرة الصفراء.
وفي الختام أكدت السرسي أنه لا بد لنا من الإشارة إلى أهمية العمل على تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية، واستغلالها الاستغلال الأمثل فى صناعة الأعلاف، وذلك بالنظر إلى ما يتوافر منها من كميات ليست بالقليلة، مؤكدين ضرورة أن تكون لها منظومة متكاملة تشتمل كل ما يتعلق بنقاط التجميع، والتوريد لمصانع الأعلاف، ما يسهم فى توفير المزيد من الأعلاف المطلوبة وحل الأزمة الراهنة في توافر الأعلاف وخاماتها .