المؤرخ العسكري عبده مُباشر يروي أبعاد عظمة قرار حرب أكتوبر المجيد
قال الكاتب الصحفي والمؤرخ العسكري عبدة مُباشر، عميد المحررين العسكريين الذين عايشوا حرب أكتوبر 1973، أن عظمة قرار اقتحام خط بارليف والعبور إلى شرق سيناء تكمن في البيئة والظروف التي كانت عليها مصر في ذلك الوقت.

وأضاف مُباشر : تسلم الرئيس محمد أنور السادات الحكم 16 أكتوبر 1970، بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، فاجتمع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم 19 أكتوبر من ذات العام، للاضلاع على القدرات العسكرية من القادة، وكانت كل موازين القوى بالمقاييس الكم والكيف لصالح جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد عميد المحررين العسكريين: كان الموقف في ذلك الوقت خط ونصف ذخيرة، بمعنى أن الذخيرة المتوافرة لدى الجيش المصري تكفي يوم ونصف فقط قتال، ومع ذلك أمر الرئيس يومها بوضع خطة هجومية لعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، لرفع العلم المصري على شرق القناة.

وشدد مُباشر خلال حديثة بصالون تواصل الاجيال بنقابة الصحفيين، الذي عقد مساء أمس الأربعاء تحت عنوان: «الصحافة بين جبهة أكتوبر النصر وجبهة الوعي»، الذي أدارها الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، على أن وصف ما حدث في الخامس من يونيو 1967 تزييف للتاريخ، فالانتكاسة تشبه المرض بعد بدء التعافي، بينما الواقع أن مصر كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي ذبحت في ذلك اليوم.
وأوضح مُباشر، اسرائيل التي ولدت فعليًا بانتصارها في حرب 1948، ثم فرضت واقعًا أمام الجميع لا يمكن الاقتراب منه، في العدوان الثلاثي عام 1967، ثم كانت في قمة انتصارها عام 1967، باحتلالها سيناء والضفة الغربية بفلسطين وهضبة الجولان السورية، تحولت من دولة صغيرة لا تتجاوز مساحتها .20.6 ألف كيلو متر، إلى احتلال الضفة الشرقية من سيناء البالغ مساحتها 61.3 ألف كيلو متر ، ليبلغ اجمالي الأراضي العربية التي احتلتها 70 ألف كيلو متر.
في حين أن قوات مصر التي تم حشدها في سيناء من 14 مايو حتى 5 يونيو 1967، قرابة 200 ألف بلا هدف استراتيجي ثم الانسحاب العشوائي بأمر شفوي لانسحاب القوات في 24 ساعة إلى غرب القناة وهو مستحيل عمليًا أن تسير القوات 400 كيلو متر عودة، وما اعقبه من خسائر واستهداف من طيران العدو.
وأشار مُباشر إلى أن مجد القائد الألماني روميل يكمن في خطة انسحابه الناجحة من شمال إفريقيا.
وفي كل هذه الظروف والحرب النفسية، والامكانيات المحدودة بعد تدمير القوات جاء قرار السادات بوضع أول خطة هجومية في تاريخ جيش مصر الحديث بعد عهد محمد على وبداية عهد إسماعيل، وعظمته تكمن في أن من هو في قاع الهزيمة يرفض الاستسلام ويقرر مواجهة من هم جالسون على قمة النصر.
وشدد مُباشر على أن ثقة السادات في عظمة المُقاتل المصري، والتخطيط الاحترافي والإرادة والعزيمة كانت من أهم مقومات انتصار أكتوبر العظيم.

وشدد اللواء ماجد شحاتـه أحد أبطال المجموعة ١٣٩ قتال على أن المُقاتل المصري سطر بطولات اسطورية بأقل الامكانيات التسليحية في مواجهة أحدث معدات عسكرية، وكانت الصفعة الأولى للعدو في معركة رأس العس عقب هزيمة 67 باسابيع، مُكبدًا العدو خسائر فادحة في المعدات والسلاح تلى ذلك تدمير المدمرة إيلات، ما عزز الروح المعنوية لدي المقاتل المصري.

وأضاف شحاته الشعب المصري كان دائمًا ظهيرًا قوبًا لجيشه راويًا نماذج عديدة لذلك التلاحم خلال حرب الاستنزاف وخلال معارك حرب ١٩٧٣، خاصة المقاومة الباسلة لقوات شارون ومنعها من الوصول إلى مدينة السويس عبر الثغرة وما تكبدت قوات العدو من خسائر فادحة في المعدات والأرواح.

فيما تحدث الكاتب الصحفي عبدالله حسن عن سنوات العبور من اليأس إلى الانتصار، ومعايشته لمظاهرات الجامعة المطالبة بالحرب خلال دراسته ثم التحاقه بالجبهة مجندًا على 1972, والفارق بين الحديث في مظاهرة في الحياة المدنية، وتحديات وبطولات القتال الحقيقية، مروًا بالانتصار العظيم ودور الصحافة المصرية في توحيد الجبهة الداخلية.
شهد الصالون حضور كثيف من الكتاب الصحفيين، وفي الختام قدم جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة وأيمن عبدالمجيد مؤسس ومدير الصالون عضو المجلس دروع لابطال حرب أكتوبر اللواء ماجد شحاته، والاستاذ عبده مُباشر والأستاذ عبدالله حسن، وشارك في الندوة من أعضاء مجلس النقابة الكاتبة الصحفية دعاء النجار، حسين الزناتي وكيل النقابة.



