عاجل
الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

نصر صحفى عالمى

روزاليوسف تحصل على ‎تقارير المخابرات الأمريكية عن حرب أكتوبر

أسرار تعلن لأول مرة: إسرائيل خسرت 12 ألف قتيل وفقدت فى الأسبوع الأول: ثلث مدرعاتها، وثلث سلاحها البحرى، و149 طائرة



 

حققت روزاليوسف نصرًا صحفيًا عالميًا هذا الأسبوع. حصلت على أخطر تقارير المخابرات الأمريكية عن حرب أكتوبر! التقرير الأول وضعته وكالة المخابرات الخاصة بوزارة الدفاع الأمريكية التي تعد من أقوى أجهزة المخابرات العسكرية فى العالم. والتقرير التالى ملحق به، وضعته لجنة عسكرية فنية أمريكية خاصة، بعد دراسة استمرت منذ اليوم الثانى من حرب أكتوبر، وانتهت قبل توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثانى فى سيناء. والتقريران لا يتعرضان لدراسة الحرب وحقيقة حجم الخسائر الإسرائيلية فقط، ولكنهما يستخلصان أيضا مدى التغيرات التي فرضتها حرب أكتوبر على الاستراتيجيات العسكرية فى العالم من حيث نوع التسليح وحجمه فى أى صدام عسكرى فى المستقبل. كما يؤكدان أن الحرب الخامسة بين العرب وإسرائيل قادمة إذا لم يتوصل الجانبان إلى تسوية شاملة للمشكلة. التقارير تطلب على ضوء دروس أكتوبر: مضاعفة ذخيرة الجيش الأمريكى 25 مرة ومضاعفة تسليح إسرائيل عشر مرات تمكنت من الحصول على نسخة من التقرير الذي قدمه الجنرال دانييل جراهام رئيس وكالة المخابرات وزارة الدفاع الأمريكية إلى مجلس الأمن القومى الذي يرأسه الدكتور هنرى كيسنجر، عن حرب أكتوبر. ويقول التقرير بعد استعراض التغيير الهائل فى الفكر العسكرى والتدريب والتخطيط ودقة استخدام الأسلحة فى الجيش المصري، أن احتمالات الحرب الخامسة بين إسرائيل ومصر وسوريا ستتضاعف إذا لم توافق إسرائيل على اتفاقيات جديدة للفصل بين قواتها والقوات المصرية فى سيناء والقوات السورية فى الجولان. وحدد الجنرال جراهام شهر نوفمبر القادم كساعة الصفر سياسيا التي يبدأ عندها العد التنازلى للحرب الخامسة فى الشرق الأوسط، إذا لم تستجب إسرائيل لمطالب العرب، وخاصة أن القاهرة ودمشق تصران على عقد مؤتمر جنيف للوصول إلى حل شامل للمشكلة. ويتطرق تيرر الوكالة إلى خسائر إسرائيل المحتملة فى حرب خامسة. ويقول إن خسائر إسرائيل فى الجنود والعتاد سترتفع ارتفاعا مخيفا بالنسبة لدولة تعدادها أقل من ثلاثة ملايين، فى حالة نشوب حرب خامسة. وينصح الجنرال جراهام فى تقريره السرى بأن تزاد قوة إسرائيل العسكرية إلى عشرة رأضعاف قوتها فى حرب أكتوبر، لكى تتمكن من مواجهة قواات مصر وسوريا فى أى حرب جديدة، ويقول إن ذلك يتطلب جهدا ونفقات باهظة لفترة لا تقل عن خمسة أعوام، وأن إسرائيل لن تستطيع أن تتحمل الخسائر المخيفة المحتملة فى حرب قادمة. وأوصى الجنرال الأمريكى فى تقريره بضرورة تقديم كافة الضمانات الأمريكية لإسرائيل، بجانب المعونات والمساعدات العسكرية إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية عدم تعريض أمن وسلامة إسرائيل للخطر. ومع هذا التقرير، حصلت أيضا على ملحق سرى، يمثل حصيلة دراسات قام بها أكثر من مائة ضابط أمريكى من الرتب الكبيرة.. غير عشرات من الخبراء المدنيين.. وثلاثة عقول إلكترونية تعتبر فى حد ذاتها أخطر أسرار الترسانة العسكرية الأمريكية. وقد استمرت هذه الدراسات بالتحديد منذ اليوم الثانى من حرب أكتوبر.. فقد كان اليوم الأول من تلك الحرب مفاجأة.. بل يؤكدون أن إسرائيل تستطيع وبسهولة أن تصد جيوش مصر وتمنعها من عبور قناة السويس، وتعبر هى - أى قوات إسرائيل - إلى الضفة الغربية فى الساعات الأولى من أى حرب مع مصر! ونتيجة لمفاجآت اليوم الأول من حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف فى ست ساعات.. تم إنشاء هذه اللجنة العسك رية السرية بقرار من مجلس الأمن القومى الذي يرأسه هنرى كيسنجر نفسه. وتقول دراسة هذه اللجنة فى تقريرها النهائى: 1- على الرغم من رفض المصادر العسكرية الإسرائيلية إعطاء اللجنة، أرقاما محددة تحديدا دقيقا عن خسائر إسرائيل فى الرجال والسلاح.. وتقديم هذه المصادر طلبات إمدادات من الأسلحة شملت كل أنواع الأسلحة الأمريكية بما فيها الطائرات والمدرعات وكافة أنواع الذخائر حتى قطع بحرية. «وهذا يذاع لأول مرة»، فقد تسلمت إسرائيل ثلاث قطع بحرية مخصصة للدفاع عن الموانئ من الولايات المتحدة، وذلك بعد وقف إطلاق النار الأول وبالتحديد يوم 23 أكتوبر عام 1973.. إلا أن اللجنة الأمريكية قد ثبت لها أن «القوات الإسرائيلية لم يكن أمامها إلا 24 ساعة فقط ينتهى بعدها كل مخزونها من الذخائر الخاصة بالطائرات والمدرعات والمدفعية وبطاريات الدفاع الجوى المجهزة بصواريخ هوك وذلك يوم 14 أكتوبر.. أى بعد ثمانية أيام فقط من القتال. ولذلك.. توصى اللجنة بأن تزيد الولايات المتحدة من احتياطى المخزون من الذخائر فى إسرائيل لعشرة أضعاف ما كانت تحدده قبل حرب أكتوبر! وبالنسبة لنتائج الدراسات التی قامت بها اللجنة الأمريكية، فإن اللجنة توصى بشدة بضرورة زيادة المخزون من الأسلحة الأمريكية من كافة الأسلحة والذخائر 25 ضعفا بالنسبة للقوات المسلحة الأمريكية على مدى الخمسة، أعوام القادمة على أن يزداد هذا المخزون 15 ضعفا على مدى العامين القادمين بالتحديد. وعلى الرغم من ذلك.. فإنه بالنسبة لإسرائيل.. فإنها يجب أن تتوقع أضعاف الخسائر التي منيت بها فى حرب أكتوبر.. وهى خسائركبيرة جدا فى أى حرب قادمة.. وتورد اللجنة الأرقام التالية، وهى تذاع لأول مرة منذ حرب أكتوبر: * سلاح الطيران الإسرائيلى: خسر فى الأسبوع الأول من حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية 149 طائرة.. فقد نتيجتها 199 طيارا إسرائيليا بين قتيل ومفقود وأسير. ويعنى هذا أن إسرائيل خسرت على الأقل خمسين طائرة فانتوم ويقودها طيران.. أى فقدت مائة طيار فانتوم و99 طيارا لبقية الطائرات التي يقودها طيار واحد وهى السكاى هوك والميراج. وخسر سلاح الطيران الإسرائيلى ى الأسبوع الثانى من حرب أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار الأول 69 طائرة فقد نتيجتها 87 طيارا إسرائيليا بين قتيل ومفقود وأسير. بين وقف إطلاق النار الأول والثانى خسر سلاح الطيران الإسرائيلى «11» طائرة منها خمس طائرات فانتوم.. وخمس طائرات سكاى هوك.. وطائرة ميراج واحدة! * سلاح المدرعات الإسرائيلى: فقدت إسرائيل ثلث قواتها المدرعة من دبابات ونصف مجنزرات ومدفعية محمولة، وذلك فى الأسبوع الأول من حرب أكتوبر. ومجموع خسارة إسرائيل فى المدرعات طوال الحرب حتى وقف إطلاق النار الأول يوم 22 أكتوبر زادت على الألف والمائتين والخمسين مدرعة.. وبين وقف إطلاق النار الأول والثانى فقدت إسرائيل 88 مدرعة فى جبهة السويس وسيناء. وبين وقف إطلاق النار الثانى وتوقيع اتفاقية فصل القوات بين مصر وإسرائيل فقدت إسرائيل 17 مدرعة. * سلاح البحرية الإسرائيلية: نتيجة للمعارك البحرية التي صحبت معارك حرب أكتوبر، فقدت إسرائيل ثلث سلاحها البحرى ومن هذا غواصة فقدت فى منطقة بحرية بالقرب من بورسعيد. ولم ينشر حتى الآن أن إسرائيل فقدت غواصة من الغواصات الست التي كانت تملكها قبل حرب أكتوبر! الخسارة البشرية يقول تقرير اللجنة الأمريكية إن الأرقام الدولية التي أذاعتها إسرائيل عن خسائرها فى الأرواح.. تعبر عن الحقيقة التي تحاول السلطات الإسرائيلية حتى الآن وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على حرب أكتوبر إخفاءها.. فقد كانت هذه الأرقام فى الأسبوع الأول من الحرب وبناء على مصادر جيش الدفاع الإسرائيلى تزيد على الأرقام النهائية التي نشرها نفس الجيش فى الكتيب الخاص بقتلى هذه الحرب. وقد تبين للجنة من خلال اتصالات إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة وبصفة سرية أن إسرائيل تحاول من جديد الحصول على موافقة السلطات المصرية، للبحث عن عشرات بل مئات قتلى إسرائيل فى الضفتين الشرقية والغربية لقناة السويس. وهذه الاتصالات السرية مازالت تدور بين تل أبيب وواشنطن حتى كتابة هذا التقرير.. أى من شهر يوليو عام 1975. وعلى الرغم من الصمت التام من جانب المسؤولين الإسرائيليين عن حقيقة أرقام قتلى وجرحى معارك أكتوبر ورفض هؤلاء إعطاء اللجنة الأمريكية - عندما قام بعض أعضائها بزيارة إسرائيل أكثر من مرة - الأرقام النهائية للخسارة البشرية.. إلا أن اللجنة بعد أبحاث استمرت طوال ثمانية عشر شهرا الماضية تبين لها أن عدد القتلى والجرحى وهؤلاء لن يصلحوا للخدمة العسكرية فى المستقبل يزيد قليلا عن الاثنى عشر ألفا، على الجبهتين المصرية والسورية. وكانت خسارة إسرائيل فى الرجال كبيرة جدا، وبصورة مزعجة، أثناء وجود القوات الإسرائيلية فى الضفة الغربية للقناة.. بعد عملية ثغرة الدفرسوار.

معلومات مخابراتهم وأفكارهم المسبقة فتحى غانم وقف صحفي أمريكى غاضب يسأل هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية: - كيف لم تستطع المخابرات الأمريكية أن تعرف أن المصريين قادرون على عبور القنال؟ وأجاب كيسنجر بلهجة أستاذ الجامعة الذي يفلسف الأمور: - إن مخابراتنا لم تقصر، وقبل أن ينشب القتال وتعبر القوات المصرية قنال السويس، اتصلنا بمخابرات إسرائيل ثلاث مرات، وتبادلنا المعلومات، وفى كل مرة من هذه المرات الثلاث سألنا المخابرات الإسرائيلية سؤالا محددا.. هل يستطيع المصريون القيام بعمل عسكرى؟ وكان الجواب دائما.. هو أن المصريين غير قادرين على القيام بأى عمل عسكرى. ثم أضاف كيسنجر: - إن الخطأ الذي وقعنا فيه نحن والإسرائيليون، هو أنه كانت لدينا نظرية مسبقة نفسر بها كل المعلومات التي ترد إلينا، وهذه النظرية هى أن الجيش المصري غير قادر على القتال.. وأعترف بأنى فى جميع المناسبات التي ناقشت فيها موضوع الشرق الأوسط.. لم يخطر لنا أبدا أن نناقش هذا الاحتمال»! وقال كيسنجر أخيرا متفلسفا: - لقد أخضعنا الواقع لأفكارنا المسبقة، ولم نخضع أفكارنا للواقع. هذا المعنى الذي وصل إليه وزير خارجية أمريكا فى حديثه للصحفيين بعد يومين من عبور قواتنا قنال السويس.. لابد أن يفرض نفسه يوما ما على حكام إسرائيل وساسة واشنجتون.. إذ عليهم أن يدركوا من خلال قنالنا الباسل الجبار أن كل الأفكار والنظريات المسبقة عن أمن إسرائيل الذي يعتمد على البطش والإرهاب هو خرافة، بعد أن تحدتهم القوات العربية فى سيناء والجولان.. وأثبتت لهم أن الذي يعتمد على البطش والإرهاب لابد أن يلقى ما يستحقه من ردع وعقاب.. كذلك لابد أن يدرك ساسة واشنجتون من خلال حربنا التحريرية العظيمة، أن الاعتماد على بلطجة إسرائيل للمحافظة على مصالح أمريكا فى البلاد العربية، إنما هو وهم لا يتفق مع الواقع، ولسوف تثبت الأيام.. وبإرادة المقاتلين من أجل الحرية والسلام والعدل.. أن نيران حرب التحرير هى امتحان رهيب تسقط فيه كل الأهداف العدوانية والغايات الخبيثة، وتنتصر فيه إرادة الاستقلال والكرامة الإنسانية. لأن الذين يقاتلون فى صفوف العرب يقيسون معنى الوجود والحياة، بمقياس الوجود الأصيل والحياة الكريمة، أو الاستشهاد البطولى وميتة هى حق على الجميع فيختارونها ميتة شريفة. هل ترى تستطيع الأفكار المسبقة التي عميت أمام الواقع والمعلومات التي تجمعها المخابرات، هل ترى تستطيع أن تصمد أمام النوايا الصادقة العقيدة المؤمنة فى قلوب البشر؟!

عدد مجلة روزاليوسف 2469 أكتوبر 1975

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز