الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

‎الآن يكتب التاريخ

بوابة روز اليوسف

فى هذه اللحظة ومع هذا المزاد الذي تسيل به الحروف هناك صدور تتلقى النيران دفاعا عنك وأخذا بثأرك.. هناك أخ يستشهد وهو يكسب لك قطعة أرض ترفع عليها أعلامك وتسترد كرامتك.. هناك أبطال شرفاء يموتون لتولد أمة ويبعث جيل وتحيا نفوس من عدم.. هناك أقدام تخطو على الألغام وتقتحم المهالك لتأخذ بيدك من موقع المهانة إلى موقف الشرف.. أقدام قد تنسفها القنابل لترفع أنت رأسك وتقول: لقد انتصرت.. لقد تحررت.. لقد محوت العار.

كل نقطة دم تسفح على الرمل هناك هى وردة فى تاجك وقبلة على جبينك لاسمك ووطنك وبلدك وكل صرخة ألم هى وثيقة تأمين لأطفالك وسند استثمار لمستقبلك.

 

 

 

وهؤلاء الأبطال لا يريدون منك إلا أن تكون لهم سندا ويدا ومؤيدا وحائطا صلبا لا تنفذ منه الشائعة ولا تخترقه الفتنة ولا يتسلل إليه الضعف ولا تصدعه الخيانة.. بالطاعة والصبر والنظام والتكتل وراء القائد وتحمل التضحيات أنت تحارب معهم وتكافح كفاحهم. الذي يشكو ويتململ ويتضجر ويخاف ويتعب ويحاول أن ينتهز لنفسه راحة أو مغنما ليس معنا على خط النار.. وخط النار اليوم بطول مصر كلها وهو فى كل شارع وفى كل بيت وفى كل قلب وليس فى الجبهة وحدها.

الذي يستمع إلى صوت الأعداء ويصدق أكاذيبهم المثبطة للهمم ويتطوع بترويجها.. ليس منا.. بل هو على الضفة الأخرى  مع الأعداء وإن كان معنا بالاسم والبطاقة والميلاد.

إن الطائرة السريعة والصواريخ قد اختصرت ميدان القتال وجعلت من الوطن كله جبهة وميدانا وجعلت من كل بيت خندقا وهدفا. لم تعد الشجاعة امتحانا للجندى وحده، بل هى الآن امتحان للجميع.

والصبر على المكاره أصبح واجب الجميع.

وتحمل التضحيات أصبح دور الجميع.

والثمن أصبح فريضة الجميع.

 

 

 

 

بل هى جبهة تمتد بطول العالم العربى كله بشعوبه وجيوشه وزعمائه وملوكه وفواده وثرواته وذهبه وبتروله وأرصدته.

سيكتب التاريخ أين يقف كل واحد.

هو امتحان لكل هؤلاء المائة مليون عربى.

بل هو امتحان لألف مليون مسلم فى الدول الإسلامية فى شهر رمضان.. شهر انتصار بدر وشهر نزول القرآن.. وشهر نزول كلمة الحق التي زلزلت الباطل.

إن استرداد الحق العربى هو حلم المسلمين كلهم وليس حلم  العرب وحدهم.. وهو واجب كل إنسان يحترم حرية العقيدة ويحترم العدل ويثور على الظلم والظالمين.

بل هو امتحان لعدالة هؤلاء الذين يجتمعون  فى مجلس الأمن ويتصورون أنهم كبار وأنهم صانعو المصير للصغار وينسون أنه بالحق وحده يكون الكبير كبيرا وليس بالثروات والموارد.

أنا وأنت وكل  هؤلاء نكتب التاريخ الآن.. وكل واحد له مكان فى الصف فلنستعد لنكتب ما يشرفنا ولنترك لأولادنا حكاية جميلة يحكونها عن انتصارنا العظيم ذات يوم مشرق من أيام رمضان.

 

 

 

 

‎الآن يكتب التاريخ

القائد الرئيس أنور السادات يكتب صفحة مجيدة فى تاريخ الأمة العربية.. ويندفع جيش مصر العظيم لاقتحام قناة السويس لرد المعتدين على أعقابهم.. وفى الصورة تظهرفرحة المقاتلين الأبطال أمام دبابة إسرائيلية تركها جنود  إسرائيل وفروا مذعورين.

 

الإرادة المصرية تقتحم المياه والحواجز والألغام لتحطم أسطورة إسرائيل.. وفى الصورة أحد الجسور التي صنعها أبطالنا البواسل لتحرير الأرض.. وفى أسفل مرارة الهزيمة والفشل على وجوه الأسرى..

 

 

 

مهما طال الزمن. نعود دائما من جديد..  أنشودة علی لسان كل المقاتلين..  وفى الصورة العليا أبطالنا على الضفة الشرقية للقنال..  وفي الصورة الثانية قواتنا تقتحم السدود فى طريقها إلى النصر.  

 

صباح الخير العدد 927

تم نسخ الرابط