"مجمع الزراعات المحمية" نقلة نوعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضر وإنتاج البذور
وكالات
في خطوة نوعية فريدة تدشن الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة للقوات المسلحة في الأول من شهر سبتمبر المقبل مجمع إنتاج تقاوي البذور على مساحة أكثر من سبعة أفدنة داخل قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية على طريق وادي النطرون - العلمين، الأمر الذي يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج البذور للدولة المصرية والتي كان يتم استيرادها من الخارج بنحو ٩٥% بفاتورة تصل إلى نحو ٥ مليارات جنيه.
ويقع قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية "غرب مدينة الحمام " على مساحة ١٠ آلاف فدان ما بين ١٣٠٢ بيت زراعي " أنواع " وقطاعات أخرى ما بين صوب ومكشوفة، يتم ضخ إنتاجها من مختلف أنواع الخضار والفاكهة وبصفة يومية، ما بين المنافذ التابعة للشركة الوطنية بمختلف المحافظات والسوق المحلي ما ساعد على استقرار أسعار معظمها بالسوق المحلي، وفق أهداف المشروع الاستراتيجية بالمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة للأنشطة الزراعية، وذلك بجانب مناطق الإنتاج الزراعي بأبو سلطان، والعاشر من رمضان، وقرية الأمل بسيناء شرق الإسماعيلية، توفر نحو ٤٠ ألفا و٥٠٠ فرصة عمل للشباب.
وقالت الدكتور نهلة المغاوري الباحثة بمركز البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة إنه تم الاستعانة بالخبراء من مصر وإسبانيا للتدريب الكوادر من المهندسين الزراعيين بالمجمع الجديد لإنتاج أنواع "التقاوي" المختلفة مع تدريب عمالة قادرة على القيام بجميع الأعمال الفنية.
وأشارت إلى أن المجمع يعد رائدا في إنتاج التقاوي المصرية التي كان يتم استيراد نحو ٩٥% من الخارج، مؤكدة أن إقامة وتدشين المجمع سيحقق الاكتفاء الذاتي للشركة الوطنية للزراعات المحمية بمواقعها المختلفة وكذلك السوق المحلي.
كما أكد الدكتور محمد عادل الطحاوي مدير محطة بحوث البساتين بالقصاصين ومسؤول البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر لمنطقة شرق الدلتا وسيناء أن المخطط من خلال مجمع التقاوي، إنتاج تقاوي معتمدة خاصة بالشركة الوطنية بالتعاون مع الإدارات المختلفة لمركز البحوث الزراعية وباتباع كافة الإجراءات القانونية لإنتاج التقاوي.
وأضاف أن إنتاج المجمع سيحقق الاكتفاء الذاتي للشركة الوطنية من الأصناف النباتية التي يتم يزرع منها ما هو داخل الصوب الزراعية أو خارجها خلال مدة من ٦ شهور إلى عام باسم الشركة الوطنية للزراعات المحمية.
وأشار إلى الاهتمام بإنتاج بذور البصل والثوم والفاصوليا الخضراء والجافة والبازلاء وغيرها، موضحا أنه نظرا للتوسعة في المساحة المنزرعة كان من الضروري أن تزيد التقاوي المنتجة محليا لتواكب هذه الزيادة.
وفي جولة لوكالة أنباء الشرق الأوسط في قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية شرح محمد لطيف مهندس جودة بمحطة الفرز، عمل محطة الفرز والتي تقع على مساحة ١٢ فدانا بإمكانيات فرز ٦٠٠ طن/ يوم ، وتتكون المحطة من رصيف استقبال و٥ أبواب لاستقبال المنتج من القطاعات المختلفة وتصنيفة على حسب درجته، كما تضم المحطة ثلاجات ضخمة لوضع المنتجات بها، كل واحدة تتسع لنحو ٢٥٠ طنا، من بينها ٦ ثلاجات تخزين درنات البطاطس بإجمالي سبعة آلاف طن، ويتم دخول المنتج إلى صالة الفرز التي يتم من خلالها فرز المنتج على حسب درجته سواء كانت الأولى أو الثانية أو الثالثة وعلى حسب مواصفات العميل.
وأضاف أنه عقب عملية الفرز يتم تخزين المنتج في ثلاجات حفظ تبريد وتبريد سريع ثم يتم عملية شحن المنتج من رصيف الشحن.
كما نوه بعملية مراحل فرز المنتج، حيث يتم على الخط النصف آلى وخلال المرحلة الأولى، تنقية المنتج من الشوائب بنسبة ٨٠ بالمئة وفي المرحلة الثانية يتم تنقية المنتج من الشوائب والأتربة ومن البقايا الكيماوية المتعلقة بنسبة ١٠٠ % .
أما مرحلة التجفيف يتم خلالها تجفيف المنتج من المياه وقطرات المياه المتعلقة ثم يتم دخول المنتج على سير الفرز ويتكون من ٣ حارات، والمرحلة الأخيرة تتعلق بعملية وزن المنتج وتغليفه لحين شحنه..مشيرا إلى أن عملية تسويق المنتج تتم أيضا من خلال المواصفات التي يطلبها العميل.
ومن داخل صوبة زراعة الفلفل، قال الدكتور هشام كامل أحد الباحثين بمركز البحوث الزراعية واستشاري الشركة الوطنية للزراعات المحمية إن دورنا تطبيق البحوث العلمية التي تم التوصل إليها على أرض الواقع من خلال أحدث الأساليب والأبحاث العلمية من أجل زيادة الإنتاج للشركة الوطنية للمحميات الزراعية.
وأضاف أنه يتم استخدم المكافحة المتكاملة في الزراعات المحمية تطبيقا لسياسة الشركة في غذاء صحي آمن قابل للتصدير بدون متبقيات مبيدات.
وأشار إلى المستلزمات والمواد التي وفرتها الشركة لإنتاج المبيدات الحيوية وبعض المستخلصات النباتية التي تستخدم كبدائل للمبيدات الكيماوية لإنتاج غذاء صحي خال من المبيدات، مؤكدا " نحن نطبق كل ما هو جديد من أساليب علمية وعملية حديثة لتوفير المدخلات وإنتاج جودة عالية بالكميات المطلوبة، كما نستخدم الأساليب التكنولوجية والعلمية الحديثة كي نستطيع إنتاج محصول مطابق للتصدير وللمواصفات المطلوبة بالنسبة للمصدر".
ومن داخل صوبة شتلات العديد من الخضراوات التي يتم إنتاجها من خلال شركة "أونيست" المصرية بالشراكة مع إحدى الشركات الهولندية، وللتعرف على المنتجات والمحاصيل التي يتم إنتاجها ومدى توافرها، قال محمود أبو رية صاحب شركة "أونيست" إن المحاصيل الموجودة بالصوب الخاصة بالشركة هي الطماطم والفلفل الألوان والخيار وهي محاصيل أساسية، مؤكدا أن إنتاج الصوب خاص بالتصدير للسوق الأوروبي وبعض الدول العربية، مبينًا أنه تم اختيار قاعدة محمد نجيب تحديدًا لعدة أسباب هي أن التكنولوجيا عالية داخل الصوب ومناسبة للزراعات التي تقوم "أونيست" بزراعتها، كما أن الخبراء الهولنديين المتواجدين بشكل مستمر يقومون بنقل الخبرة للمهندسين التابعين للشركة.
كما اشار إلى أن المسؤولين عن التسويق في الشركة الهولندية متواجدون لمتابعة المحصول من بداية زراعته وصولا إلى عملية تصديره.
فيما قال مسؤول الشركة الهولندية إن نفس النظام الذي يتم استخدامه في هولندا ونفس الأدوات، تتم في قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، ما يؤكد على أننا نسير على أحدث المعايير والنظم الحديثة.
ومن داخل صوبة خاصة بإنتاج التين الإسباني ، قال المختص عبد النبي عبدالله، الذي تواجد من أجل تنفيذ إحدى التجارب الخاصة بزراعة التين من خلال زراعته في الصوب، إن أهم ما يميز زراعة التين في الصوب أنه يعطي منتجا عاليا الجودة ويقلل عملية الرش والتسميد مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج والجودة العالية.
ومن داخل البيت الشبكي لإنتاج الطماطم، أوضح المهندس جمعة منصور المسؤول عن البيت الشبكي لإنتاج الطماطم، أن مساحة البيت تبلغ ١٢ فدانا بطاقة إنتاجية للفدان ٣٠ طنا.
ومن داخل صوبة إنتاج تقاوي البطاطس، أوضح الدكتور عبدالبديع صالح الأستاذ بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة والاستشاري بمشروع إنتاج البطاطس، أن مشروع إنتاج تقاوي البطاطس يهدف إلى إنتاج تقاوي مطابقة للمعايير العالمية وتوفير الفاتورة الاستيرادية التي نستخدمها في استيراد البطاطس سنويًا، مشيرا إلى أنه يتم الاستيراد لزراعة العروة الصيفي ما يقرب من ١٤٤ ألف طن سنويا.
وأضاف أن القيادة السياسية بدأت الاهتمام بمشروع إنتاج تقاوي الخضر بصفة عامة، موضحا أن البطاطس خالية من المسببات المرضية سواء كانت فيروسية أو فطرية أو بيكتيرية، كما تهدف إلى توفير تقاوي للمزارع المصري على مدار الثلاث عروات، شارحًا مراحل عملية إنتاج التقاوي.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة موجودة في كل المراحل الإنتاجية من خلال مركز البحوث الزراعية وإدارة فحص واعتماد التقاوي وإدارة التفتيش الحقلي في المحافظات المختلفة، ومعهد بحوث أمراض النبات أو مشروع فحص ومكافحة العفن البني في البطاطس، موضحا أن عدد الصوب ثمانية يتم التحكم فيها آليًا باستخدام أحدث التكنولوجيا.