عاجل
الأربعاء 5 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر وفرنسا
البنك الاهلي

جوتيرش: قمة باريس تنعقد في سياق دولي ينطوي على الكثير من التحديات

الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش

أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش أن انعقاد القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد" في باريس، يأتي في سياق دولي ينطوي على الكثير من التحديات .



 

 

وقال جوتيرش - في كلمته اليوم الخميس أمام القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد" المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس - إن القمة أساس ممتاز للعمل لنستجيب للصعوبات التي تواجهها دول كثيرة نامية ، لأن الجمود ليس خيارا متاحا لنا .

وأضاف: أن النظام المالي الدولي في أزمة ، ووصلنا إلى منتصف الطريق في برنامج 2030 ولكن أهداف التنمية المستدامة تبتعد يوما بعد يوم ، مشيرا إلى أن الأهداف الأساسية لمكافحة الجوع والفقر تبتعد عنا ، بعد عقود من التقدم. 

وتابع:أن هناك أكثر 750 مليون شخص لا يسدون جوعهم ، وعشرات الملايين من الناس ينزلقون نحو الفقر المدقع ، ونبه إلى أن جائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا زادت الوضع سوءا ، وتمكنت الدول الغنية من إيجاد السيولة الضرورية لإعادة إطلاق عجلة اقتصادها، ولكن الدول النامية تفتقر إلى هذه القدرة .

ولفت إلى أن هناك العديد من الزعماء يواجهون خيارا مميتا إما خدمة الدين وإما سد الاحتياجات الأساسية للشعوب، وقال: الكثير من الدول الإفريقية تنفق اليوم أموالا على الديون أكثر مما تنفق على خدمات الصحة لشعوبها مع آثار مروعة لذلك على أجيال وأجيال.

وأضاف: أن هناك اليوم 52 دولة في حالة عجز عن دفع ديونها وتقترب من حد العجز عن سداد الديون من بينها أغلبية الدول الأقل تقدما ،وكذلك أغلبية الدول الـ 50 الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، وهناك عشرات الدول الأخري التي ممكن أن تنضم إليها في حالة العجز عن سداد الديون.  

  وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش "إنه بعد 80 عاما فقد أصبحت الهندسة المالية الدولية لا تعمل بشكل جيد وغير عادلة ،ولم تعد قادرة للاستجابة لاحتياجات العالم في القرن الـ 21 حيث أنه عالم متعدد الأطراف ،يتميز باقتصاديات وأسواق مالية مندمجة إلى حد بعيد ولكنه يتميز أيضا بتوترات جيوسياسية ومخاطر متزايدة". 

وأضاف جوتيرش - في كلمته اليوم الخميس، أمام القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد" المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس - "إن المؤسسات المالية الدولية اليوم أصبحت صغيرة جدا ومحدودة ،وهذا لا يسمح لها بالقيام بمهمتها وأن تكون في خدمة الجميع وخاصة الدول الأقل ضعفا ، مثالا على ذلك أن رأس المال المسدد للبنك الدولي مقارنة بالإنتاج القومي العالمي يمثل أقل من 1/5 مما كان عام 1960 بينما التحديات قد زادت". 

وتابع: أن النظام المالي الدولي يزيد من تفاقم انعدام المساواة ، حيث أنه في عام 2021 خصص صندوق النقد الدولي لأكثر من 650 مليار دولار ،من حقوق السحب الخاصة للدول وحصلت عدد من دول الاتحاد الأوروبي على 160 مليار دولار ، بينما حصلت الدول الإفريقية على 34 مليار دولار أي أنه وبمعنى أخر فقد حصل مواطن أوروبي على 13 ضعف المواطن الإفريقي ، منوها بأن كل ما سبق تم باحترام القواعد والقوانين ولكن لنعترف أن هذه القواعد أصبحت لا أخلاقية اليوم.

وأوضح جوتيرش أن الهندسة المالية لا تعكس عالمنا اليوم وقد تقود إلى التفتت والتفكك في عالم نرى فيه أن الوضع الجيوسياسي هو عامل التفكك والفتت ، لذلك لن يكون هناك حل جذري لهذه الأزمة بدون إصلاحات جدية ولهذا فقد وجهت نداء لتجتمع الحكومات بأن تعيد النظر بالهندسة المالية العالمية للقرن الـ 21 في بداية هذا الشهر ، مشيرا إلى أنه وفي إطار التحضير لقمة المستقبل قمت بعرض ورقة سياسية مفصلة لهيكلة مالية دولية مفصلة تكون شبكة أمان لكل الدول.

وأشار إلى أن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها ولكننا نعمل من أجل إصلاحات جذرية نحن في أمس الحاجة لها ، يمكننا العمل في حالة من الطوارئ لمواجهة الاحتياجات الطارئة للاقتصاديات الناشئة والنامية لذلك اقترحت مبلغ 500 مليار دولار سنويا لاستثمارها في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمناخ.

 

  وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش أن هناك إجراءات يمكن أن يتبناها رؤساء الدول والحكومات الآن ، منها أن يتم إنشاء آلية لتخفيف الديون حقيقية لإعطاء مهل أطول ونسب فائدة أقل خاصة فيما يتعلق بالتمويلات من أجل المناخ، كما يمكن أيضا لرؤساء الدول والحكومات أن يزيدوا من التمويلات المتوفرة للمناخ والتنمية من خلال تغيير نظم البنوك التنمية متعددة الأطراف ومن خلال تنسيق أكبر لتغيير النهج المتبع المتعلق بالمجازفة والمخاطر في التمويل. وأضاف: هنا نعود إلى دور الوكالات والمؤسسات التي تضع علامات ونقاط على الاقتصاد، وبرأي هذه الوكالات ليست نزيهة في رؤيتها للأمور، كما يمكن أيضا ضمان التمويل بتكلفة معقولة للدول النامية. 

وقال جوتيرش - في كلمته اليوم الخميس أمام القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد" المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس - إنه يمكن أيضا لقادة الدول أن يزيدوا من إمكانيات التمويل للدول المحتاجة من خلال إعادة توجيه وهيكلة حقوق السحب الخاصة ومن خلال آليات مبتكرة لزيادة السيولة العالمية ، مشيرا إلى أن البنك الإفريقي للتنمية قد أطلق مبادرة يمكن أن تزيد من أثر استخدام حقوق السحب الخاصة لمصلحة الدول الإفريقية بـ 5 مرات.

وتابع: أنه يمكن أيضا لقادة الدول أن يوجدوا آلية لإصدار حقوق السحب الخاصة بشكل أتوماتيكي في حالة الأزمة ويمكنهم أيضا أن يضعوا سعر للكربون وأن يضعوا حدا للمساعدات التي تعطى لقطاع الوقود الأحفوري وكل ما تربحه بفضل هذه الإجراءات يمكن أن يتم استخدامه بشكل منتج وهذا أقل ما يمكن أن نفعله وإلا سوف يستمر الوضع كما هو، لافتا إلى أنه في اليومين المقبلين سوف تكون مناقشاتنا مفيدة جدا لإيحاد سبل للمضي قدما في تلك الإجراءات.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن كل هذه الخطوات ستساعد على القضاء على الفقر والجوع وتحسن اقتصاديات الدول النامية والناشئة وتزيد من الاستثمارات في مجال الصحة والتعليم والمناخ ، منوها بأننا لسنا مضطرين للانتظار للإصلاح وهيكلة المالية الدولية يمكن أن نتبنى مثل هذه التدابير والإجراءات اليوم ونخطو خطوة جادة نحو عدالة عالمية.

وقال جوتيرش - في ختام كلمته - إن القيود على التعاون الدولي تجعل من الصعب إيجاد حل لمشكلاتنا ولكن الحلول ليست مستحيلة ويمكن أن نبدأ الآن .. أحثكم ألا يكون هذا المؤتمر فقط نداء من القلب من أجل التغيير ولكن نداء حرب لتغيير جذري وفوري.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز