جمال عبدالصمد
شمس عيد الأم تسبق هلال رمضان
هلال رمضان يهنئ الأم بعيدها
أيام قليلة ونحتفل بمناسبتين عزيزتين على قلوبنا، الأولى هي: عيد الأم الذي يعد من المناسبات الاجتماعية التي تحرص العديد من الأسر المصرية على الاحتفال بها، وما يرافق ذلك من إقبال على شراء الهدايا والمتطلبات الخاصة بكل أم وجدة.
بينما يليها بيومين المناسبة الثانية التي تحتل مكانة عظيمة في قلوب الأمة الإسلامية بأكملها، وهي: استقبال شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا باليمن والبركات، شهر الخير والبركة والمودة والرحمة.
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، وأزمة ارتفاع الأسعار- خاصة السلع الرمضانية- فإن هذه التحديات لم تقف حائلًا أمام شراء هدايا عيد الأم، بل ظلت كما هي على جدول أولويات واهتمامات الأبناء داخل الأسرة المصرية، يأتي ذلك تقديرًا للمكانة التي تتمتع بها الأم بالمجتمع، وإيمانا بالدور العظيم الذي تلعبه في تربية وتنشئة أبنائها، بالإضافة إلى قيمتها الإنسانية التي أكدت عليها الشرائع السماوية كافة.
مما لا شك فيه أن الاحتفال بعيد الأم رسالة تحمل معاني ومشاعر كثيرة متنوعة، منها التأكيد على تربع الأم على عرش قلوب محبيها داخل الأسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة، ومهما قدمت من هدايا، وأقمت الاحتفالات فإنك لا تستطيع أن تعطيها أو توفيها حقها الحقيقي الذي يتناسب مع بحر عطائها الدائم، من منا لم ينعم بنبع حنانها المتدفق على مدار السنين منذ الميلاد حتى الممات، الأم هي مظلة الأمان للأسرة، نشعر بجوارها بالاطمئنان، وفي غيابها تتوقف عجلة الحياة، ويتحول الحلو إلى مر والنور إلى ظلام والأمل إلى ألم، والعديد من المتناقضات الحياتية التي تصيب الإنسان والأسرة بأكملها، وتجعلنا نشعر بالوحدة والضعف.
وأخيرًا وليس آخرًا دعوني أنتهز هذه الفرصة وأقدم لكم نصيحتين، الأولى: موجهة إلى الأبناء الذين يتذكرون أمهاتهم في يوم واحد من العام "عيد الأم"، أنتم النبات الذي زرعته أمهاتكن وحان وقت حصاده. لهذا تقديم الشكر والثناء للأم على ما قدمته وما تقدمه يحتاج لسنوات كثيرة فليس من المعقول أن نختزل مسيرة العطاء هذه في يوم واحد، وعليك أن تقف قليلا مع النفس يوميا وتقيم علاقتك بوالدتك وتسأل نفسك هل أنت راضٍ عما تقدمه لها؟ هل هي راضية عنك؟
أما النصيحة الثانية: فموجهة إلى كل من سيشهد شهر رمضان الكريم، عليك ألا تقع في مصيدة التبذير والإسراف المبالغ فيه على موائد الطعام، مع ضرورة ترشيد الاستهلاك، ومحاولة استغلال شهر المغفرة والعتق من النار بأفكار إنسانية منها على سبيل المثال لا الحصر "التصدق، توزيع شنط رمضان، واطعام الطعام، بر الوالدين وطاعتهما، جبر الخواطر، قضاء الحوائج، زيارة المريض، مساعدة المحتاج، وغيرها من الأعمال، وذلك بهدف جمع أكبر قدر من الحسنات والله يضاعف لمن يشاء. واحرص كل الحرص على اغتنام فرصة ليلة القدر لما لها من فضل عظيم، فهي خير من ألف شهر.
كما أتمنى أن نحرص على صلة الرحم والتواصل والسؤال عن أفراد الأسرة خاصة الوالدين، وأن نسعى دائمًا على تقديم هدية من نوع مختلف ولا تقدر بمال لأمهاتنا في شهر رمضان وفي كل الأوقات وهي أن نرفع أكف الضراعة وندعو لهن بالبركة في العمر والصحة، وأن يجعلهن الله دائما تاج فوق رؤوسنا، وأن يشفي كل أم سكن المرض جسدها وتتألم شفاء لا يغادر سقما. اللهم اشفِ أمهاتنا الشفاء العاجل واشفِ مرضانا، وارحم كل أم توفاها الله واغفر لها وأسكنها فسيح جناتك وارحم أمواتنا جميعا. اللهم بلغنا رمضان وليلة القدر لا فاقدين ولا مفقودين.