عاجل
السبت 1 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
العمل التطوعي السعيد.. والحزبي السياسي البغيض

العمل التطوعي السعيد.. والحزبي السياسي البغيض

العمل التطوعي ينبع دائمًا من الحب لخدمة الوطن والشعب.. ومن يتابع الشباب المتطوع في المشروع العملاق "حياة كريمة" البالغ عددهم أكثر من 36 ألف شاب وفتاة؛ للارتقاء بحياة الفقراء في مختلف القرى.. وآلاف الشباب المتطوع في التحالف الوطني لتقديم ملايين الكراتين الرمضانية من السلع للفقراء والمحتاجين الذين ينتظرون هذه الكراتين بشغف.. يدرك أن الفتيات والشباب- المشاركين في هذه المبادرات الإنسانية ومبادرة "كتف في كتف"- يعملون بحب ووفاء وتعلو الابتسامة وجوههم لإدراكهم أنهم يعملون في خدمة الفقراء والمحتاجين والمساكين.. بل يتسابقون في تقديم أعمال الخير للناس لثقتهم أن تلك الأعمال تصب في الخير والاتجاه الصحيح بلا مصلحة شخصية أو منفعة ومكاسب خاصة.. كلهم يعملون تطوعيًا بهدف الخير.. فلماذا يتجه الشباب بأعداد ضخمة للعمل التطوعي بينما لا يقدم بشغف عن الاتجاه للعمل الحزبي والاندماج في العمل السياسي عبر منصات شرعية؟



في الحقيقة عندما يتقدم الشاب أو الفتاة لعمل تطوعي يدرك مسبقًا أنه يهدف لفعل الخير أو خدمة مشروع قومي يصب في خدمة الوطن والناس فإنه يعلم أن هذا العمل مجرد من المنافع الخاصة، وفي مناخ من الحب والوئام والتفاعل في عمل جماعي يخلو من الصراعات، بل إنه سباق على فعل الخير والالتحام وسط مجموعات تعمل بنقاء هدفها الخير.. أما العمل الحزبي أو الممارسة السياسية من خلال الانضمام لحزب سياسي.. فإن الشاب عندما يلتحق بالحزب، وهو مجرد من أي أغراض خبيثة.. وإنما يريد المشاركة السياسية والتفاعل مع الناس والتعبير عن رأيه بحرية في مختلف القضايا التي تهم الناس وشؤونها.. فإن هذا الشاب يصطدم بما يجرى في دهاليز الأحزاب ولعبة المصالح والمكاسب، ويدرك أن كل حزب يموج بصراعات تهدف لتحقيق منافع أو مناصب ومكاسب خاصة ويفتقد للتواصل مع الناس ولا توجد جسور بين الحزب والمواطنين.. وقد تحول الحزب إلى ساحة للصراعات بين الأعضاء وسباق محموم للفوز بمنصب أو منفعة. 

 

الفارق كبير بين الاندماج في الأعمال التطوعية القائمة على الخير.. والانضمام إلى حزب هدفه الصراع على السلطة، ويتحول إلى ساحة للخلافات والصراعات لتحقيق المنافع، بينما يتجاهل التوصل مع القواعد الشعبية التي تتطلع إلى خدمات وأعمال إيجابية تفيد المجتمع والناس.

 

العمل التطوعي ينبع من حب وشغف لخدمة الوطن والناس خاصة الفقراء والمحتاجين.. أما الالتحاق بالحزب فإن غالبية الشباب يدرك أن العمل السياسي أو الممارسة الحزبية لا تخلو من الصراعات والمقالب والبذاءات والنجاسة وأن معظم الأحزاب ليس لها جسور مع الناس وأنها أحزاب هشة بعضها عائلي يبحث عن وجاهة اجتماعية أو منفعة خاصة. 

 

العمل التطوعي ينطلق دائمًا من الحب ودوافع فعل الخير.. ومن يعمل متطوعًا يكسو وجهه الفرحة والسعادة بما يؤديه ويقوم به على عكس بعض الممارسات الحزبية والسياسية البغيضة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز