حقائق وأرقام بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: القضاء ينتصر للمرأة منذ دستور 2014 حتى اليوم
رمضان أحمد _عبدالباسط الرمكي
يحتفل العالم في 8 من مارس في كل عام باليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي، ومنذ أكثر من قرن من الزمان، والمجتمعات في كل أنحاء العالم يحتفلون بيوم خاص بالمرأة للدلالة على الاحترام العام فى ضمير المجتمعات وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والابتكار في العمل، ويلعب القضاء دورًا أساسيًا من أجل المجتمع ومن أجل الحفاظ على النظام الاجتماعي الذي يضم بين دفتيه المرأة أماً وأختاً وزوجة وبنتاً وزميلة فى العمل، فالقاضى يحمل من الأعباء والهُموم لأنه يبُتْ في أمر النّاس وجهات الإدارة، ويحكُم بينهُم، ويسعى جاهداً للوصُول إلى العدل، والرّحمة، والمُساواة في الحُقوق، والإنصاف، والأهم من هذا كُله استغلال روح القانون وصولاً للعدالة.
فماذا قدم القضاء المصري منذ 18 يناير 2014 تاريخ صدور دستور 2014 للمرأة من حقوق وانتصارات فى ساحاته؟ خاصة أن الحقوق يصونها القضاء فى كل دولة، فبالعدل تصان قيم المجتمع، وتستقر المبادئ ويعلو بناء الإنسان، ليكون المجتمع أكثر أمناً واستقراراً، وهو ما نعرض فى السطور التالية من خلال أهم 9 قضايا للمرأة المصرية.
هناك مئات الأحكام القضائية الخالدة لحماية المرأة من أشكال الإهانة أو العنف وتمتعها بالحقوق اللصيقة بها وهى ثابتة على شبكة المعلومات الرقمية الدولية ولعل أهمها : الولاية التعليمية وحظر إهانتها وحقها فى شهادة ميلاد طفلها وحصولها إجازة 3 مرات لرعاية طفلها الوحيد دون اشتراط انجاب طفل لكل إجازة، والتوفيق بين واجبات أسرتها ومتطلبات عملها، وأجرها الكامل لإجازة الوضع سواء كان المولود حياً أو ميتاً، وإجازة استثانية حتى تتعافى عصبياً ونفسياً من أثار التحرش، وحقها فى التعويض عن فقدان زوجها من حوادث المحلات الخطرة المُدارة بدون ترخيص، وجميعها أصدرها القاضى الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة الذي يعد أكثر القضاة حظاً وافراً فى مصر والوطن العربى فى إصدار أحكام تخطت المئات لإنصاف المرأة وحمايتها.
أول حكم قضائى بعد صدور دستور 2014 بأسبوعين فقط بإلزام جهات الإدارة بالتوفيق بين واجبات الأسرة للمرأة ومتطلبات عملها “قضية امرأة الكفيف والقاضى النبيل”.
بعد صدور دستور 2014 بأسبوعين فقط أصدرت محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ في الدعوى رقم 6216 لسنة 11 قضائية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة بإلغاء قرار وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ فيما تضمنه من رفض طلب السيدة (م.س.م) الممرضة بمستشفى بلطيم المركزي بإعفائها من السهر فى الليل بالمستشفى من أجل رعاية زوجها الكفيف بالمنزل، والذي يعمل خطيب وإمام مسجد ببلطيم وألزمت وكيل وزارة الصحة بعد تكليفها بالسهر بالمستشفى.
أكدت المحكمة على أنه يستوجب على كافة جهات الإدارة والمسؤولين بالدولة ألا يتغافلوا تجاه المرأة عن كفالة التوازن والتوفيق بين واجبات الأسرة ومتطلبات العمل وهو ما ارتقى به المشرع الدستوري ليضحي من الحقوق الدستورية الأصيلة للمرأة.
وقد حصلت السيدة الملقبة إعلاميا بإمرأة الكفيف على شهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا بعدم وجود طعن على الحكم التاريخى الصادر لصالحها.
القضية الثانية: لا يجوز للزوج وأهله إهانة زوجته وحرمانها من حقها فى استخراج شهادة ميلاد المولود
حصلت السيدة رانيا حسن الحنش على شهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا بعدم طعن الحكومة المصرية على الحكم التاريخى الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة برئاسة القاضى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بأنه لا يجوز للزوج وأهله إهانة زوجته وحرمانها من حقها فى استخراج شهادة ميلاد المولود، وأن الخلافات الزوجية أثناء الحمل لا تحرم الزوجة من حق المولود فى أوراقه الثبوتية وأن الإسلام جاء بإعزاز المرأة وإكرامها، ولزوم معاشرة الزوجات بالمعروف حقاً واجباً، وأن مرارة تجرُّع كؤوس الإهانة من الزوج وأهله تذهب بكل محبَّة للزوج في قلب زوجته فلا نعيم ولا راحة، وأن الزوجة تشارك الزوج حقها فى استخراج شهادة ميلاد المولود وحصنتها ضد تعسف الزوج، وهو ما يعد انتصاراً جديداً للزوجة المصرية تجاه تعنت الزوج وأهله ورغبتهم فى الانتقام من الزوجة والنكاية لها وإذلالها.
وقضت بوقف تنفيذ قرار الجهة الإدارية المطعون فيه السلبى بالامتناع عن اثبات واقعة ميلاد إبن المدعية الطفل "نور" فى السجلات المعدة لقيد المواليد، وما يترتب على ذلك من أثار أخصها الزام جهة الإدارة باثبات واقعة ميلاد الطفل المذكور في سجلات المواليد وتسليم والدته شهادة قيد ميلاده وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته دون إعلان.
القضية الثالثة: باستحقاق الأم الحاضنة الولاية التعليمية وحسم صراع عائلتين على طفلين
حصلت السيدة المصرية زغلولة سعيد أبوشنب على شهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا، بعدم حصول طعن على حكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة في الدعوى رقم 12217 لسنة 15 ق بتأييد قرار الإدارة التعليمية برفض تسليم الملفات الدراسية للأب عمر عيد عمر الخاصة بالطفلين إسراء بالفرقة الأولى الإعدادية بمدرسة النهضة بإدارة العامرية التعليمية بمحافظة الإسكندرية، ومحمد بالصف السادس الإبتدائى بذات المدرسة بقصد تحويلهما إلى مدرسة النجاح الإعدادية التابعة لإدارة أبو المطامير التعليمية بمحافظة البحيرة مقر إقامة الأب، لوجود صراع بين الأب والأم والجدة للأب والجدة للأم خلاصته ثمانية أحكام متلاحقة من محكمة الأسرة بالحضانة وبالولاية التعليمية لهم جميعا، وما يترتب على ذلك من آثار أخصها عدم تغيير النظام الدراسي للطفلين وفقا لرغبة الأب وعقدها لأم الطفلين.
وأكدت المحكمة أن مدار الولاية التعليمية المعقودة للحاضن ترتبط بمصلحة الصغير وأن الحضانة يجب أن يراعى فيها مصلحة المحضون التي تقضى بأن يبقى عند أمه بما يحقق صفائه النفسى ولأنها أكثر رحمة وشفقة وعطفا وحنانا وكونها أكثر تفرغا من الأب لرعاية الأطفال خاصة البنات اللاتى يحتجن لتعلم أمور النساء ولا يفصحن في أمورهن الخاصة.
القضية الرابعة: حماية المرأة وظيفياً من تحرش الشوارع بإجازة حتى تتعافى عصبياً ونفسياً من أثار التحرش: قضت المحكمة الإدارية العليا فحص فى الطعن رقم 57813 لسنة 60 ق عليا بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي وأيدت الحكم التاريخى الصادر من محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بإلغاء قرار التأمين الصحي بكفر الشيخ بعدم تمكين سيدة عاملة بسيطة بالتأمين الصحي لاستكمال عملها تعرضت للتحرش الجنسى البشع من مجموعة من الشباب فى شارع عبدالسلام عارف بكفر الشيخ، وهتك عرضها بحجة أن تمكينها من دخول المستشفى يحرج زميلاتها فى العمل! وأمرت التأمين الصحي بتمكين السيدة العاملة البسيطة من استلام عملها، وقررت منح المُتحرش بها إجازة حتى تتعافى عصبياً ونفسياً من أثار التحرش دون عائق أو قيد، القضية الخامسة: إلغاء قرار وزارة العدل بفصل موظفة فقدت بصرها بعد 21 خدمة بدار العدالة “الرحمة فوق العدل”.
أصدرت المحكمة الإدارية العليا الدائرة الثانية فحص حكما فى الطعن رقم 46581 لسنة 60 ق عليا عام 2020 بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من وزارة العدل وتأييد حكم محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بإلغاء قرار وزير العدل فيما تضمنه من إنهاء خدمة الموظفة هنية محمد السيد على سن 42 عاما ورفع اسمها من سجل قيد أسماء العاملين بالنيابة العامة اعتبارا من تاريخ ثبوت العجز الكامل المرضى المستديم، وما يترتب على ذلك من آثار أخصها إلزام وزارة العدل باعتبارها فى إجازة مرضية بأجر كامل حتى بلوغها سن الستين شاملا الأجر الاساسى والأجر المتغير من حوافز وبدلات ومكآفات وأجور إضافية المقررة لشاغلي وظيفتها كما لو كانت قائمة بالعمل، ومشاركة فيه وألزمت وزير العدل المصروفات.
القضية السادسة: انصاف موظفة الصحة بعد 27 سنة خدمة فصلتها الصحة بسبب فقدانها البصر
“الدوافع الإنسانية”، حصلت السيدة اَمال أيوب الحناوى على شهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا بعدم حصول طعن على حكم صادر لصالحها في الدعوى رقم 15645 لسنة 62 ق، من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية بسبب فقدانها البصر فجأة بعد أن أمضت 27 سنة في العمل وهى مُبصرة، بإلغاء قرار وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية بفصلها من العمل على سن 48 عاما.
وما يترتب على ذلك من آثار أخصها إلزام الإدارة بصرف مرتبها كاملا من وقت فصلها حتى تاريخ صدور الحكم، ومنحها إجازة استثنائية في بيتها حتى بلوغها سن الستين بأجر كامل شاملا الحوافز والبدلات والمكافاَت كما لو كانت قائمة بالعمل فعلًا ومشاركةً فيه بحسبان أن الدوافع الإنسانية تتأبى أن تتدنى حقوق العامل المريض بمرض مزمن بعد ثبوت مرضه وزيادة حاجته إلى صنوف الرعاية عن تلك التي يتمتع بها قبل مرضه، والمرض قدر الله وحساب الموظف ينصرف فيما تمليه عليه إرادته
القضية السابعة: إلزام المحليات بتعويض الزوجة عن فقدان زوجها من حوادث المحلات الخطرة المُدارة دون ترخيص
قضت المحكمة الإدارية العليا دائرة الفحص بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد ضد زوجة وأطفالها الثلاثة، وأيدت الحكم التاريخى الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بإلزام رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد، بأن يؤدي للمدعية (ث.إ.ق) عن نفسها وبصفتها وصية على أولادها القصر طفلتين وطفل مبلغا مقداره مائة ألف جنيه (100.000جنيه) تعويضاً عما لحقهم من أضرار مادية وأدبية جراء وفاة مورثهم نتيجة حادث انفجار أنبوبتين لمحل خردة فى الشارع مُدار دون ترخيص تُقسم بينهم بحسب النصيب الشرعي لكل منهم، وألزمت الإدارة المصروفات.
أكدت المحكمة مسؤولية المحليات عن عدم غلق المحالات الخطرة دون ترخيص وتحملها بالتعويض حال وقوع الحوادث إعمالاً لقاعدة أن تعدد الأسباب المتكافئة المؤدية للضرر تجعلها جميعا متعادلة في تحملها بعبء مسؤولية إحداث الضرر وهو ما ذهب إليه القضاء الفرنسى، ويؤكد تفعيل دور المحليات فى الرقابة الميدانية الحقيقية وليست المكتبية أو الصورية لتنفيذ خطط التنمية التي تتبناها الدولة لحماية المواطنين .
القضية الثامنة: الأم تستحق الأجر الكامل عن إجازة الوضع سواء كان المولود حيًا أو ميتًا
حصلت إحدى السيدات على شهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا بعدم الطعن على الحكم التاريخى انتصاراً للمرأة الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة القاضى الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بقبول الدعوى وبأحقية المدعية (ع.ص.ي) في إجازة وضع بكل مدتها رغم وفاة مولودها، وألزمت الجهة الإدارية بأن تؤدى لها الأجر الكامل المستحق لها عن أجازة الوضع سواء كان مولودها حياً أو ميتاً، شاملاً العلاوات والبدلات والحوافز، والأجورالإضافية الأخرى ومقابل الجهود غير العادية وغيرها من المزايا المالية الأخرى محسوبة على أساس أن المدعية كأنها قائمة بالعمل فعلاً ومشاركةً فيه، وألزمت جهة الإدارة المصروفات.
وأكدت المحكمة أن الحكمة فى منح الأم إجازة وضع حال مولودها حياً هى منحها مدة تسمح لها بالراحة بعد عناء الحمل والولادة وقيامها اللصيق بدورها كأم فى العناية الفائقة للمولود والتصاقها الروحى والجسدي به لوهنه الشديد واعتماده بشكل كلى عليها لتلبية احتياجاته الفطرية وأن الغاية من منح المرأة إجازة وضع حال مولودها ميتاَ أوجب لمراعاة حاتها الصحية والنفسية على فقدان وليدها وما يصاحبها من الاكتئاب والاضطرابات النفسية تمتد لفترة تعادل مدة الإجازة ذاتها فتأخذ حكمها.
القضية التاسعة: إقدام الزوجة على تنظيم النسل لا يحرمها من إجازة رعاية طفلها الوحيد للحد الأقصى ست سنوات
قضت المحكمة الإدارية العليا فحص برفض الطعن رقم 60997 لسنة 60 ق عليا بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ ضد الطبيبة (ھ .ف.ا) طبيبة الأطفال بوزارة الصحة بأحد مستشفيات الوزارة وتأييد الحكم التاريخى الصادر من محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بوقف تنفيذ قرار وكيل وزارة الصحة بإنهاء خدمة الطبيبة (ھ .ف.ا) بحجة غيابها عن العمل؛ بسبب اتفاقها مع زوجها على تنظيم النسل بتأخير الإنجاب بعد أن رزقها الله بطفل وحيد وبعد رفض الإدارة طلبها للحصول على إجازة رعاية طفلها مرة أخرى لذات الطفل، وبطلان شرط انجاب طفل لكل إجازة، وما يترتب على ذلك من أثار باعتبارها قائمة بإجازة وجوبية لرعاية طفلها الوحيد لثلاث مرات وبحدها الأقصى ست سنوات وتمكين الطبيبة من استلام عملها بالمستشفى وألزمت وكيل وزارة الصحة المصروفات.
وأكدت المحكمة أن حق الأم فى إجازة لرعاية طفلها ليست منحة من الإدارة إن شاءت منحتها وإن رغبت منعتها بل حق تستمده من القانون مباشرة، وأن اشتراط الإدارة انجاب طفل لكل إجازة لرعايته مخالف للقانون ولا يجوز أن تفرض على الأمهات انجاب الأطفال لتمنحهن الإجازة غير المقيدة بالتعداد. وأن وقت اختيار إجازة رعاية الطفل تحدده الأم وحدها وهو شأن أسرى لا دخل للإدارة فيه وإلا انقلب دورها من تقدير مصلحة العمل إلى التعسف ضد الأمهات فى الشؤون الأسرية، وأن تنظيم النسل جعل المرأة تنخرط في الحياة العامة وشاركت الرجل الذي ظل لعقود طويلة يحتكر بعض الوظائف، بسبب نعتها بحملها المتكرر، وأن منح النساء فرص وجودية مكنتها من الصمود في وجه التحولات المجتمعية الحديثة رسخت من استقلاليتهن الذاتية.