شومان: الثقافة قادرة على التعبير حقيقةً يثبتها الإقبال الكبير معرض القاهرة للكتاب 

أكد الشاعر والباحث مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة أن الإقبال الكبير على معرض القاهرة للكتاب، يؤكد قدرة الثقافة على التغيير. 

وقال شومان: إنه لم يتفاجأ بالإقبال الكبير على فعاليات الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أن ذلك يؤكد أن جين الحضارة المصرية لم ينقطع، فالراقات الثقافية هي فصيلة الدم الأصيلة في عروق الشعب المصري الذي يؤمن بقدرة الثقافة على التغيير.

وأضاف شومان في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "بعيدا عن الكلام الإنشائي، يحتاج الواقع الميداني لدراسة علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة في ضوء حقيقة أن بعض الأسر المصرية تدخر من قوتها لتنعم بالثقافة".

واستطرد شومان قائلا: "لقد أحسنت الهيئة المنظمة في اختيار شخصيتي المعرض، لهذه الدورة، فصلاح جاهين وكامل كيلاني أيقونتان ثقافيتان، كل واحد في مجاله، ورغم بعد مسافة المعرض والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي نمر بها الآن إلا أن ما نرصده يؤكد أن المصريين يؤكدون كل يوم أهمية الوعي بشخصيتهم المتفردة في مقاومة قوى التخلف والظلام ومجابهة الثقافة الاستهلاكية".

وقال شومان إن الكتاب الورقي جزء أصيل في المكون الثقافي المصري، ولعل التكنولوجيا قد ساهمت فى هذا الإقبال فلا تعارض بين انتشارها واقتناء الأجيال الجديدة للكتاب حيث يرى القراء الكُتاب رأي العين ويتحاورون معهم، وهذا الأمر يعكس تقديرا للكتاب والمبدعين.

 وقال رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر مسعود شومان إنه بالرغم من ارتفاع سعر الورق وهو ما أثر على سعر الكتاب، إلا أن القوى الشرائية لم تتأثر، وهذا راجع لخبرات المصريين في تأثير الوعى على تميز الأجيال، فضلا عن تزاوج الكتاب بالأنشطة الثقافية والفنية وهو الدور الذي تلعبه هيئات وزارة الثقافة خاصة قصور الثقافة وهيئة الكتاب، فضلا عن نشاط الطفل.

وذأشار إلى أن الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة في دعم الكتاب هو دور تاريخى عظيم، وأظن أن مقولة "زمن الرواية" التي كرس لها مجموعة من النقاد قد بدأت في الخفوت حيث بدت أنها مقولة سياسية واجتماعية لا جمالية وساهمت فى خروج أعمال كثيرة تلهث وراء المقولة والجوائز وأدخلتنا في صراعات الترند وتقاتل الميديا.

وأعرب شومان عن اعتقاده بأن المعرض وما حوله من فعاليات تتجلى من خلاله قدرة مصر ومبدعيها على مواجهة سلعنة الثقافة الهشة، مشيرًا إلى أن الجمهور يقاوم بحضوره ثقافة الترند والدعاية الفجة للأعمال المتهافتة.

وشدد على أن مصر تملك عدتها وعتادها في الثقافة وهي ملكيتنا الأصلية التي تسترد مكانتها كل يوم ليتأكد لنا أن من يريدون سرقة مكانتها الثقافية والحضارية لن يكون في مقدورهم الاستمرار، فالفرح بالكتاب والمبدعين في هذا العرس وبميلاد الكتب، وبهذا الإقبال يؤكد أن مصر رغم كل التقارير المكذوبة هي رمز التنوع والحضارة وحديقة الإبداع التي ماتزال قادرة على صيد الدهشة.