رسالة مهمة .. في زيارة الرئيس لضريح غاندي

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند تاريخية ومهمة للغاية. فقد حققت نتائج مثمرة وأدت للارتقاء بالتعاون بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية في مرحلة يعاني فيها العالم من ظروف صعبة وتحديات قاسية.

الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، واختيار الرئيس السيسي كضيف شرف في احتفالات الهند بـ"يوم الجمهورية" تعبر عن الدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيرها على المستوى الدولي، وحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تبني سياسة متوازنة معتدلة توطد العلاقات مع الدول كافة في الشرق والغرب، وتحظى باحترام العالم، خاصة أنها ترسخ لقيم العدل والسلام واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

وقد عبرت زيارة الرئيس السيسي لضريح المهاتما غاندي، الزعيم الروحي للهند، ووضع إكليل من الزهور على قبره؛ عن مدى الاحترام والتقدير لزعيم رفع شعار المقاومة الشعبية السلمية.. وعدم اللجوء للعنف.

هذه الزيارة أعطت دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين مصر والهند في مختلف المجالات، وتنسيق مواقف الدولتين في القضايا الدولية والإقليمية وفتح مجالات جديدة للاستثمار، خاصة أن مصر تمثل موقعًا ومركزًا مهمًا لانطلاق الهند نحو تعزيز تعاونه التجاري مع دول إفريقيا.. كما أن الهند تمثل سوقًا ضخمًا، باعتبارها ثاني أكبر دولة في عدد السكان ولديها أيضًا عدد كبير من كبار المستثمرين ورجال الأعمال، حرص الرئيس السيسي على الالتقاء بهم لجذبهم لضخ استثمارات بمصر، خاصة أن هناك محفزات وتسهيلات لإقامة المشروعات الاستثمارية خاصة في منطقة قناة السويس وغيرها.

العلاقات بين الهند ومصر تاريخية ولها جذور عميقة.. تساهم في تحقيق تعاون ومصالح مشتركة بين الدولتين، تصب في صالح الشعبين المصري والهندي، خاصة أن مصر والهند لهما تاريخ مشترك في حركة عدم الانحياز.. ويمكن قيام الدولتين بتفعيل دول الحركة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم.

  كما أن الهند عضو مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا، وتسيطر على ربع الاقتصاد العالمي تقريبًا.. وتنتج نحو 30 في المائة مما يحتاجه العالم من السلع.. ومن الممكن انضمام مصر لمجموعة بريكس خاصة أنها تحظى باحترام دولي، وكما قال رئيس وزراء الهند أن مصر دولة تربط آسيا بإفريقيا والأمة المصرية تدعو دائمًا إلى الاستقرار في إفريقيا والعالم العربي وأن مصر داعمة لقضايا الدول النامية وعبر عن تقدير بلاده الكبير للرئيس السيسي ولقيادته الحكيمة التي حافظت على الأمن والاستقرار ومؤسسات الدولة في مصر عقب ما شهدته المنطقة من أحداث فوضى وعنف خلال ما عرف بـ"الربيع العربي"، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر حاليًا.

  في الحقيقة الدولة المصرية بقيادتها الرشيدة تتعامل مع الشرق والغرب.. ولا تنحاز لطرف ضد طرف في الصراعات والنزاعات وإنما تنحاز للعدل والحلول السلمية لإنقاذ البشرية من ويلات الحروب.. وهذه الثوابت في السياسة المصرية تحظى باحترام العالم.