عاجل
السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
عندما تمس البطون.."تتوه" الأعمال العظيمة

عندما تمس البطون.."تتوه" الأعمال العظيمة

عندما يرتفع سعر الدولار يرفع التجار أسعار السلع، وعندما ينخفض الدولار لا يلجأ أي تاجر لخفض الأسعار.. ونظراً لأن الدولار في ارتفاع مستمر فالأسعار تستمر في الارتفاع العشوائي، والناس تصرخ والدولة تحاول تخفيف الضغط والأعباء عليهم من خلال توفير السلع الأساسية بأسعار تقل عن الأسواق في المنافذ التابعة لوزارتي التموين والزراعة ومنافذ البيع الثابتة والمتنقلة التابعة لوزارة الداخلية والقوات المسلحة، بالإضافة إلى مشروعات ومبادرات "كلنا واحد" و"أهلا رمضان" وغيرها.



 

لكن جهود الدولة وحدها لا تكفي ولا تستطيع مواجهة الغلاء، وجشع بعض التجار وأصحاب المراكز التجارية الكبرى، فلا بد أن يكون هناك دور ايجابي لجهاز حماية المستهلك في الرقابة على التجار، وأيضا ينبغي على المواطن أن يلعب دوراً ايجابياً في مقاطعة التاجر الجشع.. ورفض شراء السلع التي يبالغ التجار في أسعارها بصورة استفزازية واللجوء إلى تصنيع وإعداد بعض السلع في البيوت كما كان يحدث من قبل.. مع الترشيد في الاستهلاك والاستغناء عن بعض السلع غير الضرورية، فالوعي المجتمعي ضروري للغاية في مواجهة الغلاء والتعامل مع المراكز التجارية التي لا ترحم المواطن.

المؤسف أن بعض الناس تكتفي بالصراخ من الغلاء بينما تستمر في الشراء من التجار الجشعين، ولا ترشد الإنفاق وجهاز حماية المستهلك لا يمارس دوره في الحماية، ويكتفي بالتدخل أحيانا في حالة لجوء المستهلك إليه.. وغالبا تكون الشكوى في طي النسيان عندما تكون العلاقة وثيقة بين التاجر ومندوب الجهاز..

 

في ظل الغلاء ترتفع نبرة الغضب وينسى الناس أي أعمال عظيمة تجرى.. حتى لو كانت تمس حياتهم.. وصحتهم.. ويستغل الخبثاء والأشرار الموقف ويبثون الشائعات والأكاذيب والافتراءات لإدراكهم ان اللعب على البطون أسهل الطرق لإثارة الفتن والوقيعة بين الشعب والحكومة. 

 

هناك مشروعات عظيمة مثل التأمين الصحي الشامل.. ورغم انها تتعلق بالارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية والعلاج.. الا انها لا تأخذ حقها من الاهتمام في ظل الصراخ بسبب غلاء الأسعار.. رغم ان هذا المشروع لا يقل عن مشروع القرن "حياة كريمة".

 

رغم التحديات الاقتصادية العالمية والمعقدة بما تفرضه من ضغوط على موازنات كل دول العالم الا ان ذلك لم يعرقل مسيرة هذه المنظومة لتحقيق الرعاية الصحية المتكاملة لكل أفراد الأسرة بجودة عالية وتكلفة مناسبة من خلال المضي قدما في تطبيق هذه المنظومة على مستوى الجمهورية خلال 10سنوات بدلا من 15 عاما كما يقول الدكتور محمد معيط وزير المالية، الذي يؤكد ان تلك المنظومة ستحقق حلم المصريين في الرعاية الصحية اللائقة والارتقاء بالخدمات في مختلف المستشفيات. 

 

في الحقيقة هناك مشروعات عظيمة تجرى على أرض الواقع للارتقاء بحياة المصريين وتغيير واقعهم.. لكن في ظل غلاء الاسعار التي تمس البطون "تتوه" الاعمال العظيمة حفظ الله مصر وأهلها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز