عاجل
الثلاثاء 4 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ما بين مبادرتي القاهرة والدوحة بشأن غزة

ما بين مبادرتي القاهرة والدوحة بشأن غزة
ما بين مبادرتي القاهرة والدوحة بشأن غزة

بقلم : محمد صالح رجب



سارعت القاهرة بتقديم مبادرتها للتهدئة بين حماس وإسرائيل قبل أن يتفاقم الأمر في غزة  حقنا للدماء ومنعا للخراب المتوقع على أن يتم جلوس الطرفين إلى مائدة التفاوض فور وقف إطلاق النار. الجامعة العربية ودول العالم ساندت المبادرة ، وحدها حماس رفضت المبادرة بإيعاز من قطر وتركيا ووصفتها بالمذلة .

سارع أمير قطر إلى تركيا ، وعقد لقاءات مغلقة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لم يتسرب منها شئ إلى الإعلام ، بعدها تطورت مواقف حماس من رفض المبادرة المصرية إلى النيل من الدور المصري كما جاء على ألسنة العديد من قادتها.

ورغم أن المبادرة المصرية وحدها المطروحة رسميا على الساحة حتى الآن ، إلا أن مبادرة أخرى حملت مطالب حماس العشرة انطلقت سرا من الدوحة إلى أمريكا ، ولن نقف عند اختيار قطر لأمريكا لرعاية مبادرتها ، المهم أن أمريكا ستدرس الأمر وستعرضه على إسرائيل وسيستغرق الأمر بعض الوقت ، لتمكين إسرائيل على الأرض من تحقيق أهدافها الحقيقية من تدمير البنية التحتية لقطاع غزة وإغلاق أكبر قدر من الأنفاق واستنفاذ وتدمير مخزون حماس والفصائل الأخرى من الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها في الفترة الماضية ،ويصعب استعواضها لا سيما بعد استقرار الأوضاع في مصر، وغيرها من أهداف إسرائيل المعلنة والغير معلنة .

بعدها ستعلن أمريكا وربما قطر موافقة الطرفين وأعني بهما إسرائيل وحماس على قبول المبادرة القطرية المدعومة أمريكيا ،وربما زجوا باسم مصر فيها باعتبارها المبادرة المصرية التي عدلتها قطر لصالح الفلسطينيين ، وفيه ستوافق إسرائيل على بعض مطالب حماس من قبيل الإفراج عن بعض المعتقلين أو ما شابه من مطالب.

إن ما بين المبادرة المصرية والمبادرة القطرية هو هذا الكم الهائل من الدماء التي سالت وهذا الخراب الذي لحق بغزة ،والإيذاء النفسي والبدني الذي طال الغزاويين أطفالا ونساء وشيوخا، فهل تستحق المطالب التي ستقبل بها إسرائيل كل هذه الخسائر التي لحقت بغزة وأهلها ؟ ألم يكن من الممكن تحقيقها من خلال المبادرة المصرية دون تكبد كل تلك الخسائر ؟

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز