عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"علي إسماعيل" غرام في السينما

"علي إسماعيل" غرام في السينما

تعاني المكتبة السينمائية بصفة عامة، والموسيقية بصفة خاصة، من فقر شديد وندرة هائلة في الكتب، وتحديدًا كتب التوثيق والتحليل، ولا يصدر في المجالين في الغالب إلا بعض ما تقدمه لنا المهرجانات السينمائية والموسيقية، احتفاء بفنان أو موسيقار أو مطرب، والحقيقة أنه وصلني كتاب صدر مؤخرا عن الموسيقار العبقري الراحل على إسماعيل، للدكتورة المبدعة دائمًا رانيا يحيى، أستاذ فلسفة الفن بأكاديمية الفنون والملقبة بفراشة الفلوت، وهي أيضا باحثة في ألوان الموسيقى وتاريخها، ولها 9 كتب صادرة قبل هذا الكتاب المهم "علي إسماعيل غرام في السينما"، والذي صدر بمناسبة مئوية ميلاده، وأيضا بمناسبة تكريمه من مهرجان الإسكندرية السينمائي.



هذا الموسيقار العبقري الذي يعتبر من أساطين الموسيقى العربية، ومع ذلك لم يأخذ حقه ومكانته التي يستحقها في تاريخ الموسيقى العربية وعلاماتها البارزة، ومن منا لا يذكر "راجعين ماشيين، شايلين في ايدنا سلاح"، التي خرجت للنور في فيلم العصفور، وتنبأت بالعبور العظيم في 73 ومن منا لا يذكر "الأرض لو عطشانة نفديها بدمانا"، التي قدمها في ملحمة فيلم الأرض، وغيرها من الأغاني والموسيقى التصويرية لأفلام الخمسينات والستينات، وكنا وقتها نبحث عن اسم من قام بعمل تلك الموسيقات الرائعة، ومن منا لا يذكر ألحان فرقة رضا وأغانيها الرائعة الخالدة التي لا تزال تُغنى حتى الآن.

 

لقد كان على إسماعيل مشروعا فنيا متكاملا كما تقول د. رانيا يحيى، في مقدمة الكتاب الثرى، فعلى الرغم من المدة الزمنية القصيرة التي لم تتعد العقدين، إلا أنه استطاع بقيمة ما قدمه وتركه من ميراث خالد لأجيال وأجيال، أن يحفر اسمه في تاريخ الفن المصري كما وكيفا، تأليفا ولحنا وتوزيعا، وحتى على مستوى قيادة الأوركسترا.

ويتناول الكتاب الدسم جدًا مراحل تطور الفنان على إسماعيل، من عازف وبداية عمله في الكازينوهات، وتطويره لنفسه وعلاقاته مع الكبار آنذاك منهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ثم بداية معرفته بكمال الطويل ودخوله الإذاعة، ثم أول إبداعاته اللحنية التي طور فيها الكثير من الجمل الموسيقية فأصبحت سريعة الإيقاع، وقدم ألحانا جميلة لعبد الحليم، وأحلام، وشهرزاد، ومنها "يا عاشقين يا مغرمين" لحليم، ومن هنا كانت انطلاقته في عالم الغناء، إلا أن أهم المحطات التي كشفت عن حسه الوطني وإبداعاته في الأغنية الوطنية ما قدمه مع فايدة كامل في حرب 56 "دع سمائي فسمائي محرقة، دع قنالي فقنالي مغرقة"، والتي كانت بداية انطلاقة الأغاني الوطنية وتوزيعاتها، لعبد الحليم حافظ، وغيره.

 

أما الطفرة الكبرى فقد جاءته ليكون أحد أطراف وأعمدة الثالوث الأعظم مع على ومحمود رضا، ليقدموا مشروعهم التاريخي "فرقة رضا للفنون"، والتي انطلق من خلالها على إسماعيل، ليعطي لألحانه أجنحة تتخطى للعالمية، ومازالت تعيش معنا للآن. 

 

والحقيقة إنني استمتعت بشدة وأنا ألتهم صفحات الكتاب، وما ذكرته في مقالي المتواضع عن الكتاب الثرى والشخصية الثرية، وكذلك الكاتبة المبدعة التي أثرت وتثرى المكتبة الموسيقية والسينمائية دائمًا، لهو نقطة في بحر مما يتضمنه الكتاب من معلومات ومحطات مهمة، وتحليل رائع وعلمي متخصص للعبقري الموسيقار الراحل على إسماعيل. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز