تفاصيل كلمة بايدن أمام قمة المناخ بشرم الشيخ
أ ش أ
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال كلمته أمام قمة المناخ (cop 27) بمدينة شرم الشيخ:
- 500 مليون دولار لتمويل تحول مصر إلى الطاقة النظيفة
- رسالتنا من مصر هي منع وقوع كارثة مناخية والاستفادة من فرصة إنشاء اقتصاد جديد بالطاقة النظيفة
- سنعمل مع مصر على حجز 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي
- 150 مليون دولار دفعة أولى لمبادرات تدعم خطة "بريبر" للتكيف في إفريقيا
- نسعي لحشد دول العالم لاتخاذ أهداف طموحة بشأن المناخ
- الكونجرس اعتمد أكبر قانون مناخي في تاريخ البلاد يقدر بنحو 368 مليار دولار لدعم الكهرباء النظيفة
- ملتزمون بتنفيذ اتفاق باريس من أجل تخفيض الانبعاثات بنسبة تتراوح من 50 إلى 52%
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، التزام بلاده بمكافحة تغير المناخ وتوفير موارد الطاقة المتجددة، قائلاً : "مهمتنا منع كارثة مناخية، والانتقال للطاقة الخضراء"، مشددًا على أن الولايات المتحدة تتعامل مع قضية المناخ كملف عاجل.
وأضاف الرئيس الأمريكي - خلال كلمته، أمام قمة المناخ (cop 27) بمدينة شرم الشيخ - "نسعي لحشد دول العالم لاتخاذ أهداف طموحة بشأن المناخ".
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي، لاستضافة هذه اللحظة التاريخية، والمشاركة في هذه القمة الحيوية، معربًا عن شكره للمبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري، مشيدًا بالتقدم الهائل في مجال المناخ الذي تم إنجازه خلال السنتين الماضيتين.
وقال بايدن: "رسالتنا من هنا في مصر، حيث الأهرامات والآثار العريقة الشاهدة على عبقرية البشرية على مدى الألفيات، هي منع وقوع كارثة مناخية والاستفادة من فرصة إنشاء اقتصاد جديد بالطاقة النظيفة"، مشددًا على أن هذا ضروري لحاضرنا ومستقبلنا.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه وفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية فالسنوات الثمانية الأخيرة كانت الأشد حرارة في العالم، حيث شهدت الولايات المتحدة جفافًا تاريخيًا وحرائق في الغرب وأعاصير وعواصف مدمرة في الشرق، وفي إفريقيا أيضًا حيث شاهدنا الكثير من أمم العالم الأكثر تضررًا من تغير المناخ وتعرضًا لانعدام الأمن الغذائي والجوع.
وتابع: "شاهدنا ظواهر كثيرة لتغير المناخ منها الجفاف الشديد في القرن الإفريقي منذ أربع سنوات، وفي نهر النيجر في غرب إفريقيا نرى الحياة التي يعيشها الصيادون والمزارعون في نيجيريا، حيث أن أكثر من 600 شخص قد قتل بالفياضانات ومليون و300 ألف هجروا، كما تغيرت مسارات هجرة الحيوانات بعد مئات السنين وتعرض الرعاة والمزارعين للخطر".
وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أهمية مواجهة ظاهرة تغير المناخ من أجل الأمن البشري والبيئي والقومي وحياة كوكبنا.
وعن الإجراءات الأمريكية لمواجهة تغير المناخ.. استعرض الرئيس بايدن، جهود إدارته في هذا الصدد، من خلال تنفيذ برنامج لمواجهة الأزمة المناخية وزيادة الأمن في مجال الطاقة في الوطن وعبر العالم، وذلك من خلال الانضمام إلى اتفاق باريس وقامت بعقد مؤتمرات كبرى بشأن المناخ على مستوى القمة، فضلاً عن إعادة إنشاء منتدى الاقتصاديات الكبرى لدفع البلدان في العالم على زيادة مواجهة التغير المناخي.
وأشار بايدن إلى أن في مؤتمر المناخ الـ 26 بجلاسكو ساعدت الولايات المتحدة على التوصل إلى التزامات حيوية، حيث دفعت ثلثي الاقتصادات في العالم من الناتج العالمي نحو مسار منع الاحترار بما يزيد على 1.5 درجة.
ولفت إلى اعتماد الكونجرس لأكبر قانون مناخي في تاريخ البلاد يقدر بنحو 368 مليار دولار لدعم الكهرباء النظيفة من الرياح البحرية العائمة إلى الطاقة الشمسية وعربات صفرية الانبعاثات ووقود الطيران، فضلاً عن تنظيف العمليات الصناعية والزراعية.
وأكد أن ذلك القانون الجديد سيسمح بتخفيض الانبعاثات بحلول عام 2030 لنحو مليار طن سنويًا، ما يطلق العنان للنمو الاقتصادي مولد بالطاقة النظيفة، فضلاً عن الاستثمارات في البطاريات الكهربائية إلى الهيدروجين سيفتح جولة من الابتكار ويخفض التكاليف ويحسن تكنولوجيا الطاقة النظيفة التي ستتاح إلى أمم العالم وليس فقط إلى الولايات المتحدة، ما يساعد على التحول إلى مستقبل منخفض الكربون أقل تكلفة للجميع ويعجل إزالة الكربون داخل وخارج حدودنا.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن السياسة المناخية السليمة هي سياسة اقتصادية سليمة، وتعد أساسًا متينًا للنمو الاقتصادي الشامل والصامد والمستدام ويسمح بتحقيق التقدم في القطاع الخاص والعالم أيضًا.
وتعهد الرئيس الأمريكي بأن بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاق باريس من أجل تخفيض الانبعاثات بنسبة 50 إلى 52% بحلول 2030، مشيرًا إلى أنه خلال العام الماضي تعهد بزيادة الدعم الأمريكي أربعة أضعاف للتمويل المناخي وتقديم 11 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2024، بالإضافة إلى 3 مليارات دولار من أجل التكيف.
وأوضح أن بلاده سوف تمول خطة الطوارئ للتكيف والقدرة على الصمود "بريبر" لمساعدة أكثر من نصف مليار نسمة في البلدان النامية بهدف الاستجابة لتغير المناخ، مشيرًا إلى أن إدارته طلبت ملياري دولار لخطة "بريبر" في هذا العام.
وأعلن الرئيس بايدن عن مبلغ 150 مليون دولار كدفعة أولى لمبادرات تدعم خطة "بريبر" للتكيف في إفريقيا، بما في ذلك برنامج التكيف في القارة، موضحًا أن هذا المجهود انطلق بالاشتراك بين مصر والولايات المتحدة في يونيو الماضي، وذلك يسهم في توسيع نظم الإنذار المبكر لتغطية إفريقيا وتوسيع فرص التمويل المناخي والحماية من المخاطر وتعزيز الأمن الغذائي وتعبئة القطاع الخاص ودعم مركز جديد للتدريب في مصر لتعجيل جهود التكيف عبر القارة الإفريقية.
وأكد الرئيس جو بايدن أن الإدارة الأمريكية ساهمت للمرة الأولى في صندوق التكيف العام الماضي، مشيرًا إلى أن هذا العام نتعهد بمضاعفة هذا المبلغ ليكون 100 مليون دولار.
وقال بايدن: "إننا ندعم مبادرة مجموعة السبع الكبار (G7) لتعزيز حماية البلدان الضعيفة أمام المناخ، بما في ذلك الخسائر المناخية والاستجابة بسرعة للأضرار المناخية والشراكة من أجل البني التحتية العالمية والاستثمار بقيادة مجموعة السبعة، والتي تعمل على تلبية الاحتياجات الحيوية في البنى التحتية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط".
وأضاف أن هناك مشاريع كثيرة جارٍ تنفيذها مع حكومة أنجولا لاستثمار مبلغ ملياري دولار لبناء مشاريع جديدة للطاقة الشمسية في أنجولا، مشيرًا إلى أن السنوات الأخيرة كانت صعبة وشهد العالم تحديات كثيرة واضطرابات، خاصة مع "الحرب الروسية الأوكرانية"، والتي زادت من تفاقم النقص في الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة وتقلب الأسواق في مجال الطاقة مما يزيد من التضخم العالمي.
وأوضح أن "الحرب الروسية الأوكرانية" أظهرت ضرورة التحول إلى الطاقة النظيفة والاستغناء عن الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن الأمن في الطاقة النظيفة يعني أن كل دولة تستفيد من مستقبل باستخدام الطاقة النظيفة والمتنوعة، منبهًا بأنه لا تستطيع دولة واحدة أن تستخدم الطاقة كسلاح وأن تأخذ الاقتصاد العالمي رهينة، مطالبًا جميع دول العالم بالتكاتف لمجابهة ظاهرة التغير المناخي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "أطلقنا في العام الماضي إحدى المبادرات مع رئيسة المفوضية الأوروبية في التعهد العالمي بشأن غاز الميثان، حيث بدأنا مع الاتحاد الأوروبي و8 بلدان أخرى، وفي جلاسكو زادت لتشمل 100 بلد"، منوهًا بأن غاز الميثان أخطر من الكربون بـ 80 مرة ويمثل نصف مسببات الاحترار بالقيمة الصافية.
وأضاف بايدن أن تخفيض غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 أفضل وسيلة للاحتفاظ بهدف الدرجة والنصف. وتابع: "نعلن اليوم عن خطة عمل جديدة لتخفيض انبعاثات الميثان توضح كيف نلبي هذا العهد، ونستثمر أكثر من 20 مليار دولار للتخفيف من غاز الميثان محليًا لوضع حد أقصى على الأبار التي تسرب الميثان وتحسين أجهزتنا الصناعية في قطاع النفط والغاز واعتماد تنظيمات جديدة، بما في ذلك اقتراح صادر عن هيئة حماية البيئة لتعزيز المعايير النموذجية بشأن الميثان في قطاعات مختلفة، للتأكد من أن الميثان لا يؤثر على الصحة العامة".
وأوضح الرئيس الأمريكي أن هذه الخطوات ستخفض انبعاثات الميثان من المصادر التي نغطيها بهذه الخطة بنسبة 87% بحلول عام 2030 بالمقارنة مع عام 2005.
وأشار إلى أن هناك عاملاً آخر يغير قواعد اللعبة وهو الحفاظ على البيئة الطبيعية في حوض الكونغو والغابات والأراضي في إفريقيا وفي حوض الأمازون في أمريكا.. والحفاظ على الطبيعة أفضل حل للمناخ.. الشعوب تعرف منذ عهد طويل كيف تفعل ذلك، مؤكدًا "أننا في مؤتمر الأطراف نشارك في ترأس شراكة (الغابات والمناخ) لكي نخطو خطوات سريعة وفعلية لوقف إزالة الغابات، حيث إننا لسنا بحاجة إلى تكنولوجيات جديدة، إنما نؤكد أن الغابات أكثر قيمة عندما نحافظ عليها بدلاً من تدميرها".
وأكد "حشد جهود الشركاء من القطاع العام والخاص والجهات الخيرية لكي تكون النظم البيئية صحية في قلب الاقتصادات السليمة والصحية، وهذا يقتضي تضافر الجهود وتعبئة قدراتنا للتصدي إلى الانبعاثات في قطاعات اقتصادية في الشحن الدولي كمثال"، مشيرًا إلى أن إذا كان الشحن البحري قطاعًا منفصلاً من الاقتصاد لاعتبر عاشر أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، لذلك فقد اعتمدنا مع النرويج "التحدي الأخضر للشحن".
وقال الرئيس الأمريكي: "يسعدني أن أعرض عليكم اليوم أنه إلى جانب الاتحاد الأوروبي وألمانيا فهناك صفقة جديدة بـ 500 مليون دولار لتمويل تحول مصر إلى الطاقة النظيفة"، مؤكدًا أن هذه الصفقة ستسمح لمصر بالحصول على 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول 2030 وتحسين 5 جيجاوات من الطاقة المولدة بالغاز بما يخفض انبعاثات مصر في نطاق الطاقة 10%، كما سنعمل مع مصر على حجز 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي حاليًا تخسرها مصر في الحرق والرياح والتسرب، وبفضل هذا التعاون فان مصر تصبح قادرة على تحقيق ما وضعته لنفسها كمساهمات محددة وطنيا.
وأضاف بايدن: "أننا وجدنا في هذا المؤتمر العشرات من التعهدات من الحكومات والموانئ والشركات الخاصة؛ لتيسير وجود ممرات للشحن البحري الأخضر لموائمة هذا القطاع مع هدف الدرجة والنصف، وإذا ما عجلنا بوتيرة هذه العوامل التي تغير قواعد اللعبة يمكن أن نحقق هدفنا، وأن يظل هذا الهدف في متناول اليد".
وطالب جميع الدول بالقيام بدورها، فالبلدان القادرة عليها مساعدة الدول النامية لكي تتخذ الإجراءات اللازمة، ويجب تيسير التحول في الطاقة وبناء مسار من أجل الازدهار يتماشى مع مقتضايات المناخ، إذا كان بوسع البلدان أن تمول الفحم للبلدان النامية فيمكنها أن تمول الطاقة النظيفة بها أيضًا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إننا عازمون على أن نحدث تغييرًا جذريًا نحن بحاجة إليه من أجل مواجهة الأزمة المناخية؛ للتغلب على عقود من المعارضة والعقبات التي وقفت في وجه التقدم في هذا المجال".
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة قائد يمكن التعويل عليه في العالم بمجال المناخ، و"قد اتخذنا خطوات ضخمة لتحقيق ذلك، هذا التقدم يقوده الشباب في مختلف أمريكا والشباب في العالم لأنهم يعرفون مدى أهمية تغير المناخ وهم ملتزمون بهذه القضية".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تتخذ خطوات مستدامة لتحقيق أهدافنا.. فمن خلال الدبلوماسية والتوافقات والتفاهمات التي نبنيها نطلق منهجيات جديدة ونسترشد بطاقات الشباب والمجتمع المدني والناشطين والمناخيين".
وشدد على أن "التحديات التي نواجهها ضخمة، ولكن قدراتنا أضخم منها، ولا يجوز أن نشك في ذلك، نحن نحتاج إلى كوكب نحافظ عليه لأجيال المستقبل واقتصاد مولد بطاقة نظيفة متنوعة وآمنة وفرص مفتوحة باللابتكار والتعاون من أجل عالم أكثر ازدهارًا وعدلاً واستقرارًا لأطفالنا هذا هو سبب وجودنا هنا وهدفنا المنشود وما نستطيع أن ننجح فيه".