تقرير بريطاني يحذر من خطورة تغير المناخ على أمن المملكة المتحدة

توصل تقرير برلماني إلى أن الأمن القومي للمملكة المتحدة في خطر بسبب فشل الحكومة في الاستعداد للمخاطر المتزايدة لظواهر الطقس المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ.

 

 

 

وحثت اللجنة المشتركة لاستراتيجية الأمن القومي، المكونة من نواب رفيعي المستوى وزملائهم، الحكومة على "السيطرة" على المخاطر الأمنية "الكبرى" التي تشكلها آثار تغير المناخ على البنية التحتية الوطنية الحيوية مثل الطاقة، والنقل، والمياه، والاتصالات.

 

 

 

ووجد التقرير "دليلًا دامغًا" على أن تغير المناخ يؤثر بالفعل على البنية التحتية للمملكة المتحدة وأنه "لم يتحمل أي وزير المسؤولية" عن تكييفها.

 

ويقول التقرير إن هذا يكشف عن "ضعف شديد في مركز الحكومة".

 

ورصد التقرير سلسلة من الأحداث المناخية المتطرفة في السنوات الأخيرة.

• ما يقرب من مليون فقدوا الطاقة - العديد منهم لفترات طويلة، بعد أن أسقطت الرياح العاتية خطوط الكهرباء في شمال شرق إنجلترا واسكتلندا خلال العاصفة أروين في نوفمبر 2021.

• كاد بنك الدم الوطني في بريستول أن يغرق بعد فشل أنظمة الصرف بالسكك الحديدية

• وفاة ثلاثة أشخاص في اسكتلندا بعد خروج قطار عن مساره بسبب هطول الأمطار الغزيرة في أغسطس 2020

 

• موجة حارة شديدة ضربت المملكة المتحدة في يوليو 2022 عندما بلغت درجات الحرارة ذروتها عند 40.3 درجة مئوية.

 

 

وتتهم اللجنة الوزراء بـ "التقصير الشديد في أداء الواجب" وتؤكد أن "الطقس الأكثر قسوة - وما يترتب عليه من آثار - سوف يسود قريباً".

 

ويكشف التقرير إن الخبراء يتوقعون أن درجات الحرارة المرتفعة من المحتمل أن تتسبب في تهدل الكابلات الكهربائية، وتليين الطرق، ومن المرجح أن تكون الفيضانات أكثر حدة - مما يجعل فشل خطوط السكك الحديدية أكثر خطورة.

 

قدمت اللجنة ثلاث توصيات:

 

• تعيين وزير دولة مخصص للبنية التحتية الوطنية الحرجة داخل مكتب مجلس الوزراء يعمل بشكل وثيق مع وزير تغير المناخ

• إنشاء منتدى قانوني بين الهيئات التنظيمية التي تشرف على البنية التحتية الوطنية الحيوية - مثل Ofwat للمياه و Ofgem للطاقة.

 

• عمل برامج تدريب إقليمية لضمان أن المختصين المحليين للأزمات، مثل خدمات الطوارئ، يمكنهم من الاستعداد بفعالية لظواهر الطقس المتطرفة.

 

 

وقالت رئيسة اللجنة المشتركة، النائب عن حزب العمال، مارجريت بيكيت، إن رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك "يجب أن يجمع كل خيوط الحكومة معًا للتخفيف من الكوارث المحتملة".

 

 

وحذرت قائلة: "هناك الكثير من الأمثلة على التأثير الخطير للغاية الذي أحدثه تغير المناخ بالفعل على بنيتنا التحتية الوطنية الحيوية، والشيء الأكثر إثارة للقلق الذي أجده هو عدم وجود دليل على أن أي شخص في الحكومة يركز على كيفية مواجهة التأثيرات العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث أزمات متتالية.

 

 

وقالت:"ببساطة لا يوجد وزراء لديهم مسؤولية مركزة للتأكد من أن بنيتنا التحتية قادرة على الصمود أمام الطقس القاسي والآثار الأخرى لتغير المناخ.

وأظهرت عاصفة :اروين" مدى السرعة التي يمكن أن تؤثر بها تأثيرات انقطاع التيار الكهربائي على القطاعات الأخرى.

 

ولفتت إلى الناس تُركوا دون أي وصول إلى هواتفهم الأرضية بعد العواصف، وغير قادرين حتى على الاتصال بخدمات الطوارئ في المناطق ذات إشارة الهاتف المحمول الضعيفة.

 

وأشارت "إلى أن هذه الأزمات المتتالية تشكل خطرا كبيرا على أداء الاقتصاد في المملكة المتحدة، وعلى المجتمع - وهذا هو السبب في أن هذا يشكل خطرًا جسيمًا على الأمن القومي.

 

وتابعت أن "أحداث مثل العاصفة آروين وموجة الحر في الصيف يمكن أن تتكرر أكثر فأكثر، و"سمعنا الأسبوع الماضي فقط أن المملكة المتحدة قد تواجه انقطاع التيار الكهربائي في أوائل العام المقبل إذا فقدنا المزيد من إمدادات الغاز من أوروبا.

 

و"يجب على رئيس الوزراء الجديد أن يجمع كل الخيوط الحكومية معًا للتخفيف من الكوارث المحتملة، بما في ذلك آثار تغير المناخ.

 

كما"يجب على هذه الحكومة أن تدرك أخيرًا أن الوقاية خير من العلاج وتنتقل من نهج رد الفعل الخطير إلى إدارة المخاطر."