عاجل
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أوبك بلس بقيادة السعودية تقول (لا)

أوبك بلس بقيادة السعودية تقول (لا)

 لم يبق لقوس الصبر منزع، وبلغ السيل الزبى. ندعم موقف المملكة العربية السعودية ونصطف معها ضد الحملة الممنهجة التي تتعرض لها بعد قرار منظمة أوبك + بتخفيض الإنتاج بمقدار اثنين مليون برميل يومياً من مجمل الإنتاج النفطي العالمي البالغ 100 مليون برميل يومياً تقريباً ، يشار إلى أن القرار صدر بإجماع الدول الأعضاء في منظمة أوبك للدول المصدرة للبترول، والدول غير الأعضاء المتواجدة في التحالف.



 

القرار اتخذته دول المنظمة من منظور اقتصادي في المقام الأول وليس له أبعاد سياسية كما تدعي الولايات المتحدة الأمريكية، ولعل أحد أسباب القرار هو توقع أوبك + أن معدلات النمو العالمي تتجه نحو الانخفاض، وما يتبعه من توقعات بتخفيض الطلب خلال الفترة المتبقية من عام 2022 وعام 2023، كمحاولة لتوازن المعروض آخذاً في الحسبان عدم التزام بعض الدول بالسقف المحدد لها، إضافة إلى الأزمات المتتالية التي يشهدها العالم، وزيادة أسعار الفوائد من قبل البنوك المركزية، ناهيكم عن المخاوف من القلاقل الجيوسياسية، وما يتبعها من حالة عدم اليقين الذي يحيط بآفاق الاقتصاد العالمي وسوق النفط.

ما إن صدر قرار المنظمة بتخفيض الإنتاج إلا وسرعان ما صرحت أمريكا ان هذا القرار غيرحكيم ويمثل عملا عدوانيا، وتحول جيوسياسي من السعودية الحليف السياسي القديم، وأن القرار يساعد في مد روسيا بعائدات ويدعمها في حربها في أوكرانيا. متناسية أن السعودية عضو في منظمة تدافع عن مصالح الدول المنتجة للنفط في المقام الأول، وأن القرار له أسبابه الاقتصادية. 

 

وصل الحال بأمريكا أن هددت السعودية ببعض الأمور منها إيقاف صادرات بعض الأسلحة، تطبيق قانون نوبك الذي يهدف إلى إزالة حصانة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بهدف رفع إمدادات النفط، وما يترتب على ذلك من التأثير على الأسعار.

يشار الى أن نوبك هي اختصار ل  No Oil Producing and Exporting Cartels لا احتكار لإنتاج البترول وتصديره. 

 

الولايات المتحدة الأمريكية عند اتخاذ قراراتها أو تهديداتها للسعودية تناست أن المملكة الحبيبة هي قبلة قرابة ربع سكان العالم. وأنه لولا السعودية ما نجحت أمريكا في ترسيخ مكانة الدولار الأمريكي العالمي كعملة تداول واحتياطي مفضلة منذ بداية سبعينات القرن الماضي. وأخشى أن ينفذ صبر السعودية حينها ستدرس قبول عملات أخرى بدلاً من الدولار عند بيع نفطها. ساعتها لن يفيد أمريكا الندم.

وفي كل الأحوال.. انا أدعم المملكة في كل قراراتها التي تحافظ على مصالحها. 

يشار إلى أن مكانة الدولار على مستوى العالم تعود إلى أسباب أهمها اتفاقية البترو دولار، والتي بموجبها توصلت السعودية لاتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي نيكسون، لتسعير كافة صادرات السعودية النفطية بالدولار.

وشراء السعودية سندات خزينة أمريكية، ويبقى الأمل.. في أن تعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن السعودية اليوم خلاف سعودية أمس، وأن تحافظ على العلاقات المتوازنة العادلة التي تحقق مصالح الطرفين.

د. حسني الخولي  خبير اقتصادي  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز