من أخطار المناخ: ذوبان الجليد في جبال الهملايا
حذر العلماء من فقدان المساحة الجلیدیة الضخمة بجبال الھیمالایا بسبب ارتفاع الحرارة، حیث یعمل الھواء الساخن على ترقق معظم الأنھار الجلیدیة في سلسلة الجبال الشاسعة، والمعروفة بالقطب الثالث لأنھا تحتوي على مساحات ضخمة من الجلید، مما یمكن أن یسبب عواقب بعیدة المدى من مخاطر الفیضانات والأمن المائي لملیار شخص یعتمدون على المیاه الذائبة من أجل بقائھم على قید الحیاة.
تسبب مجيء الربیع في وقت مبكر من ھذا العام، فى زيادة درجات الحرارة في الجبال العالیة في «جیلجیت بالتستان»، وھي منطقة حدودیة نائیة في باكستان، كما تسببت درجات الحرارة القیاسیة في مارس وأبریل، في تسارع ذوبان نھر «سیزبرج»الجلیدي، مما أدى إلى تضخم البحیرة، وانفجرت عبر سد جلیدي في 7 مایو الماضي، وقد أدى ذلك إلى غمر مناطقً مكتظة بالحقول والمنازل، ودمر محطتین للطاقة، وجرفت المیاه سیل من المیاه الوادي، مما ألحق أضرارا أجزاء من الطریق السریع الرئیسي، والجسر الذي یربط بین باكستان والصین.
وأكدت وزیرة التغیر المناخي الباكستانیة، شیري رحمان، أن درجة الحرارة العالیة كانت السبب الرئیسي في الذوبان المتلاحق للكتلة الجلیدیة، فیما كشفت دراسة جدیدة عن أن مساحة الأنھار الجلیدیة في جبال الھیمالایا قد تقلصت بنسبة 40 %منذ الحد الأقصى للعصر الجلیدي الصغیر، بین 400 و700 سنة مضت.
وأشارت الدراسة إلى أنه في العقود القلیلة الماضیة، تسارع ذوبان الجلید بشكل أسرع مما ھو علیه في مؤخرا، وأن ثلثى الانهار الجليدية یمكن أن تتلاشى بحلول نھایة القرن الجاري.
ويحذر العلماء بأن زيادة ذوبان الجليد قد يؤدى إلى حدوث انھیارات أرضیة، أو فیضانات في البحیرات كما یمكن أن یؤدي تفاقم تأثیر ھطول الأمطار الغزیرة، لحدوث الفیضانات الھائلة مثلما حدث في باكستان، ویمكن أن تؤثر التغیرات المتسارعة في معدلات ذوبان الجلید على سلامة وإنتاجیة صناعة الطاقة الكھرومائیة الآخذة في التوسع بالمنطقة، حیث تحصل بعض البلدان، مثل نیبال، على معظم احتیاجاتھا من الكھرباء من الطاقة الكھرومائیة، بینما تخطط دول أخرى مثل الھند، لزیادة قدرة مصادر الطاقة منخفضة الكربون.
ووضعت الحكومة الھندیة خططا لتنفیذ حوالي 650 مشروعا مائيا مازالت قید التنفیذ في مواقع عالیة الارتفاع في جمیع أنحاء المنطقة، وكثیر منھا بالقرب من الأنھار الجلیدیة أو البحیرات الجلیدیة، وھو ما یعني أن ھذه المشروعات مھددة بالتوقف.



