تفاصيل منتدى "سفراء المناخ" حول بناء قدرات المرأة العربية في مواجهة التغيرات المناخية
سامي عبدالرحمن
نظمت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، بالتعاون مع مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني، منتدى ”بناء قدرات المرأة العربية في مواجهة التغيرات المناخية“، ضمن فعاليات المبادرة العالمية الرائدة في مواجهة التغيرات المناخية في مصر وإفريقيا ”المليون شباب متطوع للتكيف المناخي – سفراء المناخ” المسجلة بوحدة التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، والتي أطلقتها مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني وكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية وجامعة الأزهر الشريف والتي كان لها السبق في مصر للعمل المناخي النسائي من خلال تدشين حركة نساء من أجل المناخ.
وذلك تحت رعاية وزير الثقافة الدكتورة نفين الكيلاني، والاتحاد النوعي للمناخ، واتحاد نساء مصر، بمشاركة رابطة المرأة العربية والاتحاد النوعي لنساء مصر برئاسة الدكتورة هدى بدران، ومؤسسة السلام للحوار والثقافة والفنون برئاسة الإعلامية مها الوكيل، واتحاد قيادات المرأة العربية فرع -جمهورية مصر العربية الذي تتولى رئاسته د. ريهام العاصي، والدكتورة هالة عدلي حسين الأمين العام للاتحاد، وبحضور وإدارة اللقاء للكاتب والمفكر ياسر مصطفى عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك.
قام مجلس أمناء المبادرة برئاسة الدكتور مصطفى الشربيني، بتكريم سيدات المناخ، حيث قام بتكريم لجنة إعلام المبادرة الناشطات في العمل المناخي وعضوات حركة نساء من أجل المناخ والإشادة بجهودهم المبذولة في نشر فعاليات المبادرة وتعزيز دور المبادرة فى التوعية البيئية بآثار التغيرات المناخية وكيفية المواجهة والتكيف.
وقد شمل التكريم كلا من: الإعلامية شيرين سامى نائب رئيس مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي لشؤون الإعلام، وأعضاء لجنة الاعلام بالمبادرة وهم "ريهام معتز، داليا صديق، أمل محسن"، وذلك لجهودهم المبذولة في العمل المناخي على مدار فعاليات المبادرة، وكأعضاء فاعلة بحركة نساء من أجل المناخ.
كما شملت التكريمات، أ.د ريم عثمان استاذ بالأكاديمية العربية وعضو مجلس أمناء مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، أ.د راندا ابراهيم استاذ بالأكاديمية العربية وعضو مجلس أمناء مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، صفاء مأمون وكيل وزارة بالشباب والرياضة، وذلك لإثرائهم للأنشطة الثقافية بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك.
"عوامل التغيير"
فى بداية المنتدى، قال السفير مصطفى الشربيني سفير ميثاق المناخ الأوروبي في مصر ورئيس مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي ”سفراء المناخ”، أن المرأة في المنطقة العربية هي أحد عوامل التغيير في العمل المناخي وتحقيق الاستقرار، وهو ما نسلط الضوء عليه اليوم بمحاكاة الأمثلة الفاعلة للمرأة العربية ، مشيرا إلى أن النساء تعد أحد عوامل تغيير حقيقية لتنفيذ الحلول المتعلقة بالمناخ .
وأضاف ، أن المبادرة كان لها السبق في تنظيم منتديات العمل المناخي للنساء حيث تم تنظيم منتديات العدالة المناخية ومنتديات نساء من آجل المناخ.
تحديات المناخ الجديدة
بدورها، شددت دكتورة ميرفت رزق ، الأمين العام للاتحاد النوعى للمناخ ، على أهمية دور المرأة ، مشيرة إلى أنها تمثل"عمود المنزل والمجتمع "
وتحدثت عن مدي اهتمام الدولة بالتحديات الجديدة لتغيرات المناخ، والتي من أهمها - عدم أخذ أولويات واحتياجات ومسؤوليات المرأة في الاعتبار في القضايا المتعلقة بالتغير المناخي رغم قابليتها الشديدة للتأثر بهذا خاصة في المجتمعات الريفية والأقل تعليما، بالاضافة إلى الإجهاد المائى ، وظواهر الطقس، الزيادة السكانية، محدودية وعدم يقين الوصول للموارد المالية من الجهات المانحة.
شددت الأمين العام للاتحاد النوعى للمناخ على ضرورة توعية النساء القاطنين بالمناطق المهمشة وسيدات الريف ببدائل ملوثات البيئة، والتوعية بأهمية النظافة عامة، ونشر الوعي عن اعادة التدوير وتوفير الطاقة.
الإعلام ودور المرأة
وفى كلمتها ، تحدثت دكتورة هالة عدلي حسين، أمين عام اتحاد قيادات المرأة العربية ، عن أهمية دور الاعلام في نشر التوعية بالتغيرات المناخية ، وسبل التخفيف و التكيف .
وقد عظمت أمين عام اتحاد قيادات المرأة العربية ، دور المرأة في الابحاث العلمية التي تدور حول الانبعاثات الكربونية.
وأوضحت ان المرأة هي الاكثر التصاقا بالمواد الغير صديقة للبيئة من خلال استخدامها فى الأعمال المنزلية "كالبلاستيك" ، مؤكده على ان المرأة قادرة علي عمل اعادة التدوير للنفايات، وإدارة اقتصاديات المنزل.
من جهة أخرى تحدثت أمين عام اتحاد قيادات المرأة العربية ، عن الهيدروجين الاخضر و فاعلية استخدامه كمنتج نظيف و صديق للبيئة.
كما تطرقت عدلى، إلى أهمية التعريف بالشهادات الكربونية المتدارج استخدامها فى الدول الأوروبية الآن ، موضحة أن المشاورات الجارية بمصر تستهدف اتخاذ كل ما يلزم من متطلبات تشريعية وغيرها لتطوير منصة إلكترونية تسمح بتسجيل وتداول شهادات الكربون التي تصدر عن المشروعات التي خفضت من مستويات انبعاثاتها الكربونية، مع إتاحتها للتداول في السوق المحلية، وكذلك للشركات العاملة في القارة الإفريقية الراغبة في ذلك مع الأخذ في الاعتبار التزامات مصر ومتطلبات كافة الجهات المعنية.
وأشارت ، إلى مشاركة اتحاد قيادات المرأة العربية ، فى عقد العديد من الندوات و المؤتمرات التي تناولت مواضيع متعددة تخص التغيرات المناخية والبيئة و التي تمثل الهدف الأساسي فى التنمية المستدامة 2030.
تحديات وحلول
و فى كلمتها ، ألقت الدكتوره ريهام العاصي رئيس فرع مصر باتحاد قيادات المرأة العربية ، الضوء على تحديات التنمية البيئية ، حيث أشارت إلى ان الفقر يقف عائق حيال التنمية البيئيه ، كما ان ضعف المستوى الثقافي سببا اخر فى انخفاض الوعى البيئى .
وحول دور الدولة فى التصدى للتغيرات المناخية قالت : ان الدوله تقوم ببناء محطات صديقه للبيئه منها " محطات شمسية ورياح " ، ولكن لا يزال اهم عنصر هو العامل البشري .
و شددت رئيس فرع مصر باتحاد قيادات المرأة العربية على أن ، الدول الافريقيه والعربيه هي أقل الدول تسببا في الاحتباس الحراري والتلوث البيئي، حيث إنها دول غير صناعية.
و حول اهم الحلول و السبل لمواجهه آثار التغيرات المناخيه ، نادت العاصى بضرورة رفع وعي الشباب بالطرق المختلفه المبسطه والنزول الى الشارع على أرض الواقع ، كما طالبت من مبادرة " سفراء المناخ " ايجاد حلول تتوافق مع مقدرات الشعوب ، وشددت على ضروره وضع حلول واجبار العالم عليها ، حيث ان الدول الغير مصنعه تطالب الدول المصنعه بتعويضهاعن الأضرار التي تسببت فيها.
اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية
و بدورها ، قالت الإعلامية مها الوكيل ، رئيس مؤسسة السلام للحوار والثقافة والفنون ، أن النساء عانت في معظم انحاء العالم من آثار تغير المناخ على مدى أجيال وكانت رائدات وقادة في الحفاظ على البيئة ، حيث تساهم معرفتهم وخبراتهم بشكل كبير في بناء القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري .
و أضافت ، حول المهارات والمعارف التقليدية التي تمتلكها النساء فيما يتعلق بإدارة الموارد الطبيعية في مجالات مثل الابتكار والنفايات والطاقة هي أدوات فعالة في استراتيجيات العمل المناخي.
و أوضحت الوكيل ، ان تمكين المرأة يعني حلول مناخية أكثر فعالية ، حيث تشكل النساء حوالي 43 في المائة من القوة العاملة الزراعية في البلدان النامية، فعندما تتاح للنساء نفس فرص الوصول إلى الموارد مثل الرجال، يمكن للمرأة زيادة غلاتها الزراعية بنسبة 20 إلى 30 في المائة ، وليس فقط زيادة إجمالي الناتج الزراعي في هذه البلدان بنسبة 2.5 إلى 4 في المائة ، بل تساهم أيضًا في الحد من الجوع في العالم بنسبة 12 أو 17 في المائة ، وفقا للأمم المتحدة.
و تابعت : يمكن أن يؤثر هذا بشكل إيجابي على التكيف مع المناخ بطريقتين - تساهم التكنولوجيا أو الموارد المناسبة في زراعة وحفظ أكثر استدامة ، والحد من الفقر يمكن الأفراد من التكيف بشكل أفضل مع مؤسئيسالتغيرات في المناخ.
واشارت رئيسة مؤسسة السلام ،الى ان الاستثمار في النساء والفتيات يخلق آثارًا مضاعفة محسوسة في مجتمعات وبلدان بأكملها ، حيث أظهرت الأبحاث أن الدول ذات التمثيل العالي للمرأة في البرلمان هي أكثر عرضة للتصديق على المعاهدات البيئية الدولية.
و اكدت ان ، النساء عنصر حيوي لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في المجتمعات ، مشيرة الى ان تغير المناخ يؤثر على الجميع ، ولكن ليس بالتساوي.
و تابعت : اتفقت الدول علي العمل الجاري في ظل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ .
خطورة غياب الوعى
وفى كلمته تحدث الدكتور حسام الدين محمود ، الأمين العام لمبادرة سفراء المناخ ،عن الحوار المجتمعي و اللقاءات و الجلسات الحوارية المتعلقة بالمناخ والتي انعقدت طوال الفترة السابقة من خلال مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخى ، حيث أكد على أن الاخطر أمنيا علي اي دولة هو غياب الوعي ، و أن العمل البيئي هو عمل مجتمعي لكنه يتوازي مع العمل السياسي.
شدد على أهمية دور المرأة العربية و الإفريقية و تعزيز قدراتها لمواجهة التغيرات المناخية .
وأعلن حسام الدين ، عن ان مجلس أمناء المبادرة يستعد لاطلاق كتيب " إليكترونى و أخر ورقى " عن "سفراء المناخ" يوثق إنجازات برنامج سفراء المناخ .
كما كشف الأمين العام للمبادرة ، عن اطلاق برنامج جديد خلال اكتوبر الجارى يتعلق بما هو بعد سفراء المناخ والتعلم و التوعية .
تمويل العمل المناخي
بدورها ،تحدثت دكتورة منال خيرياستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان ،
عن دور المرأة و رؤية مصر ٢٠٣٠ ، والرؤية المحدثة و التي لها أهداف رئيسية و ارتباط كل هدف منها بأخر من أهداف التنمية المستدامة.
كما ذكرت أن ملف تمويل العمل المناخي لم يحسم في COP 26 ، بما فيها الضريبة التي يجب أن تدفعها الدول المتقدمة للدول الفقيرة المتضررة ، فى إشارة إلى أن ، ٨٠٪من غازات الاحتباس الحرارى مسؤول عنها ٢٠ دولة .
و أضافت أن ، أكثر الفئات تأثرا بالتغيرات المناخية هم النساء و الاطفال ، موضحة ان النساء هم اكثر تضررا من تغيرات المناخ عن الرجال ، سواء من الناحية الصحية او في تحمل الاعباء، لذا شددت على أهمية تمكين الَمرأة.
يأتى ذلك في إطار سعي المجتمع بأكملة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تماشيا مع مؤتمر شرم الشيخ Cop27 المقرر انعقاده في نوفمبر القادم، وتماشيا مع المبادرة الرئاسية (اتحضر للأخضر).