عاجل
الأحد 9 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وزير الأوقاف: السنة المشرفة هي المصدر الثاني ولا بد من إعمال العقل في فهم النص قرآنًا وسنة

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

أكد د محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال كلمته اليوم باحتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف أننا نقف صفًا واحدًا خلف سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونقدر الإنجازات العظيمة التي تحققت في ظل قيادته الحكيمة على أرض مصر في مختلف المجالات وشدد وزير الأوقاف أن السنة المشرفة هي المصدر الثاني للتشريع ولا غنى عنها في بيان كثير مما أجمل في القرآن الكريم، وانه لا بد من إعمال العقل في فهم النص قرآنًا وسنة، حيث إن باب الاجتهاد والتجديد في المتغيرات والمستجدات واسع ومفتوح إلى يوم القيامة لأهل الاختصاص والرأي الشرعي في القضايا العلمية التخصصية.



وفيما يلي نص كلمة وزير الأوقاف:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد "ﷺ" وعلى آلة وصحبه أجمعين. سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية. الحضور الكريم: يطيب لي أن أهنئ حضراتكم جميعًا بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد "ﷺ"، سائلاً الله "عز وجل" أن يعيد هذه الذكرى العظيمة علينا وعليكم وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركات. كما يسرني أن أهنئكم سيادة الرئيس وقواتنا المسلحة الباسلة بذكرى انتصارات أكتوبر، مؤكدين وقوفنا صفًا واحدًا خلف سيادتكم، مقدرين تلك الإنجازات العظيمة التي تحققت في ظل قيادتكم الحكيمة على أرض مصر في مختلف المجالات. وبعد: فقد تحدث القرآن الكريم عن سيدنا رسول الله "ﷺ" حديثًا كاشفًا عن عظيم مكانته، وكريم أخلاقه، فقد زكى ربه "عز وجل" لسانه فقال سبحانه: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى"، وزكى فؤاده فقال: "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى"، وزكى عقله فقال: "مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى"، وزكى معلمه فقال: "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى"، وزكى خلقه فقال: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وزكاه كله فقال: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"، وجعل طاعته "ﷺ" من طاعته "عز وجل" فقال سبحانه: "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، ونهى عن مخالفة أمره فقال سبحانه: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، مما يوجب علينا التزام أقصى درجات الأدب عند الحديث عن سيدنا رسول الله "ﷺ"، أو الحديث عن سنته المشرفة التي لا غنى عنها في بيان كثير مما أجمل في القرآن الكريم، يقول الإمام ابن حزم رحمه الله: في أي آية من القرآن وجد أن الظهر أربع ركعات، وأن المغرب ثلاث ركعات، وأن الركوع على صفة كذا، وأن السجود على صفة كذا، أو بيان ما يجب تفصيلًا في الصوم، أو ما يجب تفصيلاً في الزكاة والحج، إنما جاء ذلك مفصلاً قولا وعملا في سنة الحبيب "ﷺ". على أننا نفرق بوضوح بين هذه الثوابت وبين المتغيرات التي قد تتغير فيها الفتوى بتغير الزمان أو المكان أو الأحوال، فقد فتح نبينا "ﷺ" باب الاجتهاد والتجديد في المتغيرات والمستجدات واسعًا، حيث يقول "ﷺ": "إِنََّ الله "عز وجل" يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا أمر دِينَهَا"، وطبعيّ أن هذا التجديد لا يكون إلا بالاجتهاد والنظر ومراعاة ظروف العصر ومستجداته. كما أن نبينا "ﷺ" قد أقر مبدأ الاجتهاد وفتح بابه واسعًا لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين في حياته هو "ﷺ"، فحين بعث "ﷺ" سيدنا مُعَاذ بن جبل "رضي الله عنه" إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: "كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟"، قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ الله، قَالَ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في كِتَابِ الله؟"، قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ الله، قَالَ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في سُنَّةِ رَسُولِ الله؟"، قَالَ: أَجْتَهِدُ رأيي ولَا آلُو". فلم يقل سيدنا معاذ لسيدنا رسول الله "ﷺ": إن لم أجد حكمًا في المسألة في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسول الله "ﷺ" أنتظر أو أتوقف حتى أرجع إليك أو سأرسل إليك رسولًا، ولم يطلب النبي "ﷺ" منه ذلك، بل ترك له مساحة واسعة للاجتهاد والنظر، قائلًا له: "الْحَمْدُ لله الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ، رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله". ومن هذا المنطلق النبوي الشريف، وفي ضوء توجيهات سيادتكم المتتابعة بأهمية إعمال العقل في فهم صحيح النص قرآنًا وسنة، في ضوء الحفاظ على ثوابت الشرع الشريف وأهمية بناء جيل من الأئمة قادر على التعامل مع مستجدات العصر وإشكالاته وتحدياته، فإننا عملنا على ذلك من خلال عدة محاور، من أهمها: دورات التدريب والتأهيل المستمرة بالتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وأكثر من عشرين جامعة مصرية والعديد من المؤسسات الوطنية، ومن خلال أكاديمية الأوقاف الدولية التي خطت خطوات واسعة نحو العالمية، فإلى جانب دورها الوطني في إعداد وتأهيل الأئمة، صارت قبلة العديد من دول العالم في تدريب الأئمة والواعظات والإعلاميين وغيرهم من المعنيين بقضايا الفكر الديني، مع حرصنا على التنوع الثقافي والمعرفي في برامجنا التدريبية والاستفادة من جميع التخصصات والخبرات العلمية، فالعمل الإفتائي في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية والمُناخية وشؤون الهندسة الزراعية والوراثية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا يحتاج إلى رأي أهل الخبرة والتخصص العلمي لتُبنَى عليه الفتوى، فالرأي الشرعي في القضايا العلمية التخصصية والحياتية المستجدة يُبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، وأهل الذكر هنا هم أهل الاختصاص في كل علم، فنسأل الفقهاء في الفقه، والأطباء في الطب، والمهندسين في الهندسة، وهكذا في سائر العلوم والمهن، فلا تناقض أبدًا بين العلم والدين. وختامًا نؤكد أن بعثته "ﷺ" كانت فتحًا عظيمًا للدين والدنيا، وكان ميلاده "ﷺ" ميلاد أمة، وميلاد حضارة، وميلادًا عظيمًا للإنسانية جمعاء، يقول شوقي: خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ ويقول:  وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسـُّـمٌ وَثَناءُ الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّـاءُ واسمحو لي سيادة الرئيس أن أقدم لكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع العاملين بالأوقاف نسخة كريمة من كتاب الله العزيز.    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز