
وزير الخارجية السعودي: لا تزال هناك خلافات مع طهران تمنعني من لقاء نظيري الإيراني

وكالات
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، إن خلافات لا تزال موجودة مع طهران تمنعه من لقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وذلك على وقع مفاوضات تحتضنها العراق لرأب الصدع بين البلدين.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ابن فرحان، من نيويورك، اليوم الجمعة، لقناة "فرانس 24" في نسختها الإنجليزية على هامش أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية السعودي، إن بلاده "لديها مخاوف بشأن احتمال إحياء اتفاق نووي بين القوى الغربية وإيران، خاصة فيما يتعلق بعمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ومع ذلك، قال فيصل بن فرحان: "حتى الصفقة المعيبة أفضل من عدم وجود صفقة".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قالت الشهر الماضي، إن "إيران لم تقدم الأجوبة الشافية حول 3 مواقع مشبوهة، عثر فيها على آثار يورانيوم مخصب"، مؤكدة على أنها "مستمرة في تحقيقاتها". وردت طهران على لسان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي بالتأكيد على ألا مواقع نووية غير معلنة لدى بلاده، معتبراً أن "تلك المزاعم لم تعد جديدة على إيران".
وتجرى منذ شهور، مفاوضات بين إيران والقوى الكبرى لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، وأعادت فرض عقوبات شديدة على طهران التي أعلنت بدورها التخلي عن بعض التزاماتها النووية المتفق عليها بموجب الاتفاق.
وفي ديسمبر 2021، اتفقت الأطراف على مسودتين لصفقة جديدة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، ومنذ ذلك الحين، عقد الطرفان عدة جولات من المحادثات لإحياء الاتفاق. في سياق آخر، قال وزير الخارجية السعودي في تصريحاته للقناة الفرنسية، إنه لا تزال هناك خلافات مع إيران تمنعه حاليا من لقاء نظيره الإيراني، لكنه قال: "بالتأكيد لدينا النية لبناء علاقة إيجابية مع جيراننا في إيران".
وأمس الخميس، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين لقناة الجزيرة إن "هناك نقاش على أن تكون الجلسة المقبلة بين الرياض وطهران على مستوى غير وزراء الخارجية"، مؤكدا تهيئة الظروف لجولة مقبلة.
وأجرت السعودية وإيران 5 جولات من المحادثات في بغداد حول تطبيع العلاقات المقطوعة وسبل حل الخلافات وسط توقعات لاستضافة العاصمة العراقية الجولة السادسة من هذا الحوار قريبا. وانقطعت العلاقات بين البلدين في 2016، بعدما اقتحم محتجون سفارة وقنصلية السعودية لدى إيران، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهمة الإرهاب.
وتسود خلافات عميقة بين طهران والرياض في العديد من الملفات بما في ذلك الملف اليمني، حيث تقود السعودية تحالفا عسكرية لدعم القوات الحكومية في مواجهة "أنصار الله" المدعومة من إيران، التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.