
دينا توفيق تكتب: يا حواء

قد أتحدث عن "حواء" وربما أنحاز لها كثيراً، لكن هذا لا يمنع أنها "ملزمة" بأشياء كثيرة تجاه الرجل الذي تحبه.. لذا لا داعى لتلك الأقاويل الجوفاء التي تدعو المرأة إلى الوقوف الند بالند أمام الرجل.. فالحياة مشاركة ليس فقط فى المسئووليات بل فى المشاعر أيضا.. فإذا كان من واجب الزوج أن يكون سندًا لزوجته، فهى يجب أيضاً أن توفر له المناخ الملائم حتى تنمو علاقتهما وتزدهر.. وإذا أرادت أن تعيش المرأة سعيدة فى حياتها، فهذا لا يعتمد على الرجل بل عليها.. فهى الشخص الوحيد الذي تعتمد عليه سعادتها.
السعادة اختيارها هى، ولا يجب أن تعتمد على شخص آخر أو ظرف معين لتحقيق ذلك.. المرأة بحاجة لتقرر أن تكون سعيدة، سواء كانت تملك الكثير أو القليل.. تكن سعيدة سواء كانت عزباء أو متزوجة.. باختصار تكون سعيدة لنفسها وتحب حياتها كما هى.. ولا شك ستنعكس سعادتها هذه على كل من حولها.. أما بالنسبة للرجل، فهو إذا دخل حياتها وأدرك جيداً مفاتيح قلبها، سيسكنه بكل سلاسة، وساعتها ستبذل كل ما بوسعها لإسعاده لأنها اطمأنت بالقرب منه، ووجدت فى عينيه نظرات التقدير التي طالما كانت تشتاق إليها..
إنها "ملزمة" أن تجعل حياته أكثر هدوءاً واستقراراً لأنه يشعرها بكينونتها ويعاملها كأنها ملكة تربعت على عرش قلبه.. فيا عزيزى الرجل إذا أعطتها حبا صادقا، ستعطيك روحها، وتجعلك طفلها المدلل الذي تخاف عليه وتفديه بروحها.. فالحب كالأرض الخصبة يجب أن ترويها دائما بالمشاعر والأحاسيس حتى لا يذب ثم يجف ثم يموت.. وتأكد أيها الرجل أن المرأة لا تتجرد من مشاعر الرقة والحنان، ولا تهزأ من الحب إلا بعد أن يخيب الرجل آمالها.. ولا شك أن الحب الحقيقى هو الذي يظهر مقدار الانضباط والوعى الذي يمكننا أن نقدمه للطرف الآخر، فالرجل المحب حقاً هو الذي يعترف بخطأه ولا يخجل من تغيير رأيه من أجل أن تصبح علاقته مع المرأة التي يحبها أفضل.. سيضع غروره جانبا، وسيتنازل قليلاً لأجل رضا المرأة التي تحبه.. كل هذا لأنه يريد أن يراها دائما سعيدة ومطمئنة.. وقد يكون ذلك من خلال أشياء بسيطة لكنها كفيلة بأن تسعدها.. المهم هو أن يكتفى بها دون أن يكتفى منها.