عاجل
الثلاثاء 7 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الروبل .. القادم الجديد ماذا سيفعل بنا؟

الروبل .. القادم الجديد ماذا سيفعل بنا؟

تداولت الأوساط الإعلامية والاقتصادية مؤخراً موضوع اعتماد الروبل ضمن قائمة عملات الدفع الرئيسية بالبنوك المحلية. لكن نفى مصدر مسؤول بالبنك المركزي الخبر مؤكدًا ضرورة الرجوع إلى موقع البنك المركزي وصفحاته الرسمية في مثل تلك الأمور. وقناعة مني أنه لا دخان بلا نار فإن اتخاذ القرار سيتصف بالحكمة والذكاء الشديد وسينتج عنه نتائج إيجابية على الأقل على السياحة التي تضررت كثيراً أعقاب أزمة كوفيد 19، وأزمة الحرب الأوكرانية.



الروبل هو الوحدة الأساسية لعملة روسيا، ويتداول رسمياً في كل من روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء وترانسنيستريا، وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وأجزاء الروبل تعرف بـ (كوبكا)، والروبل يضم 100 كوبكا، وسعر صرف الروبل الحالي يعادل ثلث جنية مصري تقريباً، ويشار إلى أن الروبل كان يمثل العملة الرسمية لدول الاتحاد السوفييتي قبل تفككه. 

 

على الجانب العالمي ومن منظور اقتصادي نلحظ أن الاقتصاد يتجه شرقاً .. ويقل يوماً بعد يوم اعتماد العالم على الدولار كعملة تسوية. ونلحظ أن دول عديدة قامت بتحركات علنية أو سرية في هذا الجانب منها الصين وفرنسا وروسيا واليابان والبرازيل، والهند وجنوب إفريقيا ودول أخرى. ولعل ارتفاع أسعار الذهب خلال العقدين الأخيرين يفسر ذلك. ووفقاً لبعض التقديرات أنه مع عام 2030، إذا لم يكن قبل ذلك سيفقد الدولار الأمريكي ما يزيد على 50% من أهميته كعملة احتياطي ولصالح عملات أخرى. ساعتها أبشركم بإعادة التوازن الاقتصادي العالمي وتخفيف الضغط على طلب الدولار.

 

على الجانب المصري .. مصر لها تجربة سابقة في هذا المجال عندما اعتمدت العملة الصينية (اليوان) في مطلع عام 2018م، ويمكن القياس على نجاحات تلك التجربة مع مراعاة الفروق الطبيعية:

 

1 - سيتم تعزيز حركة التبادل التجاري والاستثمار بين مصر والدول التي تدور في فلك روسيا، خاصة وأن روسيا تعتبر مُصدر رئيسي ومهم للسياحة في مصر وأيضاً مَصدر رئيسي للحبوب والأقماح التي نحتاجها، بالإضافة إلى مشروع الطاقة النووية للاستخدام السلمي في الضبعة.

 

2- بعد أن يتم تنامي الروبل عالمياً ضمن سلة حقوق السحب فى صندوق النقد الدولي، سيكون له الأثر الإيجابي على زيادة التعامل بالروبل كعملة عالمية. واتخاذ القرار يعزز من تفعيل الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين ما يدفع الاقتصاد المصري للنمو. ويضيف مجالات استثمار مشترك ويزيد حجم التجارة البينية.

 

3- تعتبر مصر جهة رئيسية للمواطنين الروس خلال الخريف والشتاء، وتفوق حصة السائح الروسي ما نسبته 45% من حجز الفنادق في مصر، وبالتالي انتعاش السياحية والأنشطة المرتبطة بها، وتقليل نسب البطالة في تلك الصناعة.

 

4- تنويع سلة العملات الخاصة بالاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية حتى لا يتعرض لهزات كبيرة إذا استمر حصر الاحتياطي في الدولار واليورو.

 

 ويبقى الأمل .. في سرعة اتخاذ قرار اعتماد الروبل ضمن العملات الرئيسية قبل نهاية شهر سبتمبر الجاري وطرح برامج سياحية جديدة تجتذب العديد من السياح لزيادة حصيلة مصر من العملات الأجنبية قبل فوات الموسم.

 

خبير اقتصادي  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز