أسامة سلامة
3 هزائم للإخوان فى أسبوع واحد
بقلم : أسامة سلامة
خلال أسبوع واحد فقط، تلقت جماعة الإخوان المسلمين ثلاث ضربات قاسية، هزت مكانتها ومصداقيتها وكشفت أكاذيبها، وهو أمر يمكن للمعارضين لها، وعلى رأسهم جبهة الإنقاذ الاستفادة منه فى تعزيز مكانتهم لدى المواطنين وتوجيههم لمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة.
الثلاث ضربات بمثابة هزائم للإخوان، ولكل واحدة منها دلالتها وتأثيرها. الأولى جاءت انتخابيا ومن خلال ما جرى فى اتحادات طلاب عدد غير قليل من الكليات بالجامعات المختلفة، حيث منيت قوائم الإخوان بخسائر قاسية، واللافت أن عددا من هذه الكليات فى جامعات الصعيد «أسيوط والمنيا وقنا وبنى سويف وسوهاج».. وهى أماكن كانت تمثل معقلا أساسيا للإخوان.
حقيقة، احتفظ الإخوان بأغلبية فى عدد آخر من الكليات.. لكن النتائج لها عدة دلالات، أهمها: تراجع شعبية الجماعة فى أوساط الطلاب وهم فئة كبيرة ومؤثرة، كما أنهم عصب الحياة السياسية فى السنوات المقبلة.
ثانيا: إن الدعاية الدينية لم تعد مجدية فى بعض الأوساط المثقفة والمتعلمة.
ثالثا : إن نجاح الإخوان فى السنوات الماضية كان أحد أهم أسبابه اضطهاد أجهزة الأمن للطلاب المنتمين للجماعة ومحاولة إقصائهم من الانتخابات بأساليب قهرية وغير قانونية، مما كان يخلق تعاطفا معهم.
رابعا : إن أخطاء د. مرسى وحكومته انعكست سلبا على شعبية الطلاب الإخوان ولكن هل يمكن الاعتماد على هذه النتائج كمؤشر على الانتخابات البرلمانية القادمة ؟
- بالتأكيد هذه النتائج مؤشر على تراجع شعبية الإخوان.. ولكن يظل هذا التأثير محدوداً فى النطاق التى جرت فيه الانتخابات.. وبالتحديد فى أوساط الطلاب والمتعلمين الذين فهموا اللعبة الإخوانية وتعاملوا معها بقسوة.
وفى المقابل، سيظل التأثير الأكبر فى الانتخابات العامة للفقراء والبسطاء والعوام ضعيفا.. بجانب الجهلاء الذين ينقصهم الفهم الصحيح للدين مما يجعلهم ينساقون وراء اللافتات الدينية والدعاية المتأسلمة.. ولا ننسى احتياج معدومى الدخل لكراتين الزيت والسكر التى يوزعها الإخوان مع كل انتخابات.
هؤلاء هم القوات المحمولة فى الميكروباصات من أجل منح الإخوان والتيارات الإسلامية أصواتهم. ولعل هؤلاء هم الذين تعتمد عليهم الجماعة، حين يصرخ قادتها (هاتولى صندوق) (أنا عايز انتخابات) والسؤال كيف يمكن أن تستفيد قوى المعارضة للإخوان من انتخابات اتحاد الطلاب ؟ أعتقد أن الفرصة مواتية لجبهة الإنقاذ للوصول إلى القرى والنجوع فى الصعيد والريف ودعوتهم لمقاطعة الانتخابات.
يمكن لقادة الجبهة الاتصال بالطلاب الفائزين فى انتخابات الجامعات، خاصة الإقليمية وإقناعهم بالقيام بدورهم السياسى خارج الجامعة بتوعية عائلاتهم وجيرانهم وأهالى القرى المنتمين إليها بخطورة الانتخابات وأساليب تزويرها ولماذا المقاطعة أفضل.. فهل تنجح جبهة الإنقاذ فى الاستفادة من درس انتخابات اتحادات الطلاب أم تضيع الفرصة مرة أخرى.
الهزيمة الثانية للإخوان قضائيا، عندما أوقفت محكمة القضاء الإدارى الانتخابات البرلمانية وأحالت القانون إلى المحكمة الدستورية.. وهو حكم يكشف أساليب الإخوان فى تجاهل صحيح القانون وتطبيقه حسب أهوائهم.
والحكم يمثل لطمة قاسية لمستشارى الرئيس ومحامى الجماعة،الذين يطلق عليهم الإعلام فقهاء القانون.. والحقيقة أنهم فقهاء السلطان القانونيين.. يعملون من أجل إرضائه هو وعشيرته، يفصلون القانون على مقاسهم، لا يتورعون عن إبداء آراء فاسدة يغلفونها بكلام جاهل لا يمت للقانون بصلة، يحاولون الضحك على الشعب بعبارات تبدو براقة ولامعة.. ولهذا فإنه يجب كشف كل من وقف وراء قانون الانتخابات المعيب وفضحه، وكل من ساهم فى منع المحكمة الدستورية من مناقشته للمرة الثانية.
الهزيمة الثالثة للإخوان جنائيا، هى تقرير اللجنة الثلاثية للطب الشرعى الذى أثبت تعرض الشهيد محمد الجندى للتعذيب على عكس التقرير السابق الذى قال إنه مات بعد اصطدامه بسيارة، ولعل التقرير الأخير يكشف عن عودة الدولة البوليسية التى تعذب المواطنين والمعارضين للنظام.. الآن هل يمكن للرئيس مرسى أن يأمر سلطات التحقيق بالقبض على معذبى الجندى.. وهل يمكن لهذه السلطات أن تعترف على من أمرها بالتعذيب وهل يمكن أن نجد قاتل الشهيد فى السجن أم أنه سيحصل على البراءة إن تم القبض عليه أصلا ؟
يجب ألا ننسى أن قضايا التعذيب لا تسقط بالتقادم وأنه يمكن إثارتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.. فهل يمكن للمعارضة أن تتبنى القضية داخليا وخارجيا لفضح نظام قمعى.. أم أنها ستصمت مكتفية بتصريحات إعلامية هنا وهناك.
3هزائم للإخوان فهل تستفيد منها المعارضة ؟!