

طارق رضوان
لماذا اختار الأمريكان الإخوان؟
بقلم : طارق رضوان
جس الأمريكان النبض، وقابلوا جميع التيارات، ونشروا رجال مخابراتهم ليعرفوا حقيقة بديل مبارك، فدخل مصر خمسة آلاف عنصر من المخابرات الأمريكية يحملون جواز سفر دبلوماسيا تحت مسمى الممثل الدبلوماسى فى القاهرة - نكرر خمسة آلاف عنصر مخابراتى - رقم هو الأضخم فى تاريخ التواجد الدبلوماسى للأمريكان فى مصر. هذا الكم الكبير اختص مصر وحدها لأنها الدولة التى ستقود التغيير فى المنطقة فى الفترة القادمة، وقد انتشرت عناصرهم فى كل مكان، ووصلوا إلى نتيجة واحدة، الدين هو الذى يقود المزاج المصرى، وهو الذى يوجه الرأى العام، وقد استدلوا على ذلك من انتشار الحجاب بين النساء وخصوصا بين الفتيات الصغيرات فى المدن والقرى، وكذلك انتشار ميكروفونات المساجد فى كل شوارع مصر تقريبا، من هذين العاملين بدأ الأمريكان التعامل مع الأمر المصرى، وقابلوا عددا كبيرا من التيارات الإسلامية، فوجدوا الجماعة الإسلامية قد هرم رجالها ولم يستطيعوا أن يضيفوا عناصر جديدة إلى جماعتهم ليكونوا قواعد، والسلفيون هم أقرب إلى الدولة منهم إلى الفكر الدينى، وهم صنيعة أمن الدولة للوقوف أمام الإخوان خصوصا فى الجامعات، والصوفيون كانوا الأقرب إلى قلوبهم لما يمثل الدين السمح البعيد عن العنف والجهاد، لكنهم وجدوهم بعيدين تماما عن لعبة السياسة ومحرقتها، لكنهم بديل يمكن الاعتماد عليه، وكان الإخوان جاهزين، فهم لا يعترفون بالدولة وبسيادتها أو بحدودها، ويعيشون على وهم الخلافة الإسلامية الإخوانية الممتدة من إندونيسيا إلى نيجيريا، وعدم اعترافهم بالحدود الدولية يساعد على تنفيذ خطة تبادل الأراضى بين الفلسطينيين وإسرائيل ومصر للانتهاء من مشروع الدولة الفلسطينية بإقامة الدولتين وتكون رام الله هى العاصمة للدولة الفلسطينية مع الحصول على جزء من أرض سيناء طولها 053 كيلومترا بعمق 7 ونصف كيلومتر يحصل عليها أهل غزة، ومما يزيد من منافع الإخوان لدى الأمريكان هو موافقتهم على السماح بإنشاء قواعد عسكرية أمريكية، وقد كان البحر الأحمر هو هدفهم، والأخطر من ذلك كله هو إعطاء شرعية دينية سنية يمثلها الإخوان للاعتراف بدولة إسرائيل، وقد أثبت الإخوان أنهم الأحق فى الرهان بإيحائهم - وتلك حقيقة فى وقتها - بأنهم مسيطرون على الشارع فى مصر ويستطيعون الحشد وقد استغلوا معرفتهم العميقة بعناصرهم الشبابية، جيل الوسط من الجماعة معظمهم حاصلون على ماجستير ودكتوراه من جامعات أمريكية، على رأسهم عصام الحداد، ومراد على وإيهاب على وأسعد شيخة وأحمد عبد العاطى وغيرهم من الفريق الرئاسى المحيط بمرسى، فقد كانوا على اتصال دائم ومفتوح مع السفارة الأمريكية والخارجية الأمريكية، بل هناك خطوط ساخنة ما بينهم وبين البيت الأبيض مباشرة، كان عصام الحداد ينفرد بها وحده. وقد اعترف لهم قبل 03 يونيو بيوم بأن الجماعة ليست لديها الخبرة الكافية لإدارة البلاد وطلب منهم مهلة لتمكين الإخوان من مفاصل الدولة وطلب مساندتهم لتمر الأزمة بالضغط على المؤسسة العسكرية لتجنب عزل مرسى، لكن سبق السيف العزل.