![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![كيف قضى الرئيس ليلة الأربعاء الدامى؟](/Userfiles/Writers/301.jpg)
أسامة سلامة
كيف قضى الرئيس ليلة الأربعاء الدامى؟
بقلم : أسامة سلامة
هل نام د. محمد مرسى مساء الأربعاء مرتاح الضمير وهو يعرف أن هناك شهداء قتلوا على يد جماعته وميليشياتها؟.. هل قضى ليلته أمام التليفزيون يشاهد المذبحة على شاشات الفضائيات يتنقل بينها ويتابع هجوم رجال الجماعة على المتظاهرين العزل؟.. هل تناول عشاءه والدم المصرى يراق؟ هل فكر وهو يحتضن أولاده عند عودته بحنان بالغ أن بسببه هناك آباء وأمهات فقدوا أولادهم ولن يستطيعوا احتضانهم مرة أخرى؟.. هل قرأ أوراد المساء وقام الليل وقرأ القرآن وجاءت أمامه الآية الكريمة «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»؟ هل اتصل بالمرشد وخيرت الشاطر وأعضاء مكتب الإرشاد وتبادلوا الضحكات وهم يرون الشباب يذبحون على يد كتائب الجماعة؟
هل كان منتشيا وهو يرى الفيديو الذى عرضته القنوات التليفزيونية ويظهر فيه ملتحٍ ممسكا ببندقية يطلق منها الرصاص على الشباب المصرى هل قال له: «لله درك» أطلق رصاصك على هؤلاء الكفار؟ هل طاردته فى نومه صورته وهو يخرج من الباب الخلفى للقصر والجماهير تهتف: ارحل.. فهب مرتجفا مطالبا بالثأر لكرامته؟ هل شاهد أو نقل له أحد عبارات ورسوم الجرافيتى على حيطان وأسوار الاتحادية فاشتعل غضبه من هؤلاء الذين تجرأوا وعارضوه ووصلوا إلى باب قصره؟ هل سأل نفسه: من هؤلاء؟ أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى؟.. هل هنأته زوجته «أم أحمد» بتحرير شوارع الاتحادية من الغزاة الذين اعتصموا أمامه مطالبين بحقهم فى الحرية والديمقراطية الحقيقية لا المزيفة وبدستور متوافق لا ملفق؟ هل قالت له: سأزور أسرتى شهيدينا فى الاشتباكات، أما القتلى الباقون فعليهم اللعنة فشهداؤنا فى الجنة وقتلاهم فى النار؟ ماذا قال له أبناؤه؟.. هل شجعوا إخوانهم فى الشعب والأسر الإخوانية التى ينتمون إليها على النزول مسلحين من أجل والدهم.. وهم يعرفون أن المعتصمين مسالمون ليس لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم سوى الهتافات وبعض الطوب والحجارة أمام الخرطوش؟.. هل قالوا لوالدهم ما أشد غباء هؤلاء المتظاهرين! لقد كانوا بالآلاف وكانوا يستطيعون اقتحام القصر، لكنهم رفضوا لأنهم يقولون إن ثورتهم سلمية؟!.. هل استهزأوا بهذه البراءة وضحكوا وأضحكوا أباهم على من يجرون فى الشوارع يحاولون حماية أنفسهم والفتيات المتظاهرات من الضرب والخطف، بينما تطاردهم جحافل الإخوان؟ هل أبدوا إعجابهم بالداخلية وهى تقف حاجزا بين الفريقين ثم تفاجئ المتظاهرين بقنابل الدخان؟!
هل وصلته أنباء هجوم البلطجية الذين دفعت بهم الجماعة على المستشفيات الميدانية التى يعالج بها الجرحى.. وكيف ضربوهم مرة أخرى وحملوا بعضهم إلى صفوفهم كأسرى.. ربما سألته ابنته: هل يجوز الاعتداء على الجرحى؟ لقد نهى الرسول عن هذا.. وهل أجابها إن هذا مع الكفار، ولكن هؤلاء لا تأخذنا بهم رحمة ولا شفقة؟!
هل فكر كيف سيرد على استشهاد صحفى شاب فى سن أبنائه كان يقوم بواجبه المهنى فى تغطية الأحداث فأصابته رصاصة قاتلة؟
هل سأل مكتب الإرشاد: ماذا سأقول إذا سُئلت عن الحدث؟.. وردوا عليه قل لهم إنها فئة مندسة تتلقى أموالا من الخارج لإثارة الشغب فى البلاد، ومن يتزيد فى الأسئلة رد: لهم التحرير ولنا الاتحادية،هل طمأنوه بأنهم أطلقوا رجالهم على الفضائيات للرد على أى هجوم عليه هو وعشيرته وأنهم سيردون الصاع صاعين والاتهام اتهامين كذبا وافتراء وأنهم سيروجون أن الفلول والطرف الثالث وراء ما يحدث وأن شبابهم هم المظلومون والمعتدى عليهم كما قالت قيادات الجماعة فى الفضائيات وتجاهلوا الآلاف التى زحفت يوم الثلاثاء الماضى إلى الاتحادية، فهل كان كل هؤلاء فلولا؟ هل قالوا له لا تهتم بمشاهد التليفزيون التى صورت هذه الحشود وسنقول إنهم قلة والشارع كله معنا؟ إنه الكذب.. ولكنه الكذب الحلال لأنه فى سبيل الجماعة ونصرتها؟!
هل سألهم فى مكتب الإرشاد: متى ألقى بيانا للشعب؟ فقالوا له: نم الليلة ملء جفونك وعوض ليلتك الحزينة التى خرجت فيها من القصر هاربا واخرج عليهم غدا ضاحكا مستبشرا هازئا بهم وقل لهم: يا أهلى وعشيرتى لا تراجع عن الدستور ولو راحت فى سبيله الأمة كلها؟!