![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![مقاصد الشريعة ومقاصد الإخوان](/Userfiles/Writers/301.jpg)
بقلم
أسامة سلامة
مقاصد الشريعة ومقاصد الإخوان
12:00 ص - السبت 1 ديسمبر 2012
بقلم : أسامة سلامة
مادام الإخوان المسلمين وأعوانهم من السلفيين وباقى تيارات الإسلام السياسى يملأون الدنيا ضجيجا عن الشريعة الإسلامية وتطبيقها ومقاصدها، وإذا كان معظم قيادات هذه التيارات لا يخلو كلامهم لوسائل الإعلام من الاستشهاد بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية، وبما أنهم يخرجون علينا مانحين عددا من أعضائهم لقب الشيخ »حتى وإن كان بعضهم ليسوا من خريجى الأزهر« فلماذا بعد كل هذا لا يطبقون مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية المتفق عليها بين علماء الفقه فى مواقفهم السياسية؟ حتى بات ينطبق عليهم القول الشعبى »أشوف كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب« نسيت التيارات الإسلامية تماما القاعدة الفقهية »درء المفاسد مقدم على جلب المنافع«، وهل هناك ضرر ومفسدة أكبر من إراقة دماء المصريين؟، لقد أصر الإخوان على استمرار العمل بالإعلان الدستورى الأخير، والذى رفضته كل التيارات السياسية المعارضة للإخوان وعدد لا يستهان به من المواطنين، ثم تطور الأمر إلى صدامات أدت حتى الآن إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة المئات بجروح مختلفة بعضها خطير للغاية، فمن يتحمل وزر الدماء التى سالت هناك وأدت إلى مزيد من الفتنة بين المصريين الذين انقسموا إزاء هذا الإعلان بين مؤيد ورافض،أليست إراقة الدماء من المفاسد التى يجب درؤها؟ لقد أجمع الفقهاء على أن الضرر الذى تحدثه المفسدة يكون من شأنه تقويض أحد المقاصد الكلية الخمسة التى جاء الإسلام لحمايتها وهى »الدين والنفس والمال والنسل والعرض والعقل«، وأن حماية هذه المقاصد مقدم على المصلحة، وتؤكد كتب الفقه على وجوب منع الفعل الضار قبل وقوعه احترازا ولو ترتب على ذلك الحرمان من المنافع أو تأخيرها، إذن كلام الشريعة واضح فلماذا يصر الإخوان والسلفيون على مخالفتها؟ هل يفسرون الشريعة على هواهم وحسب مصالحهم؟ أم يأخذون منها ما يفيدهم ويتجاهلون القواعد والمقاصد التى تقف ضد طموحهم السياسى، لقد كان الأولى بالإخوان أن يحقنوا الدماء التى سالت والتى ستسيل بسبب إصرار جماعة الرئيس على الإعلان الدستورى الأخير رغم معارضة قطاعات كبيرة وعلى رأسها القضاة الذين رفضوا الإعلان وكشفوا عواره، كل المحاكم بمختلف تخصصاتها :النقض والاستئناف والابتدائية علقت جلساتها اعتراضا عليه، كما أعلن مجلس الدولة رفضه له، فلماذا الإصرار عليه، لقد أكد المستشار طارق البشرى بطلان هذا الإعلان وقال إنه منعدم، وهو رجل قريب من التيارات الإسلامية، ويعده البعض وثيق الصلة بالإخوان ولا يمكن وصفه بالفلولية أو العلمانية أو غيرهما من التهم التى يكيلها الإخوان وأنصارهم لمعارضيهم وهو ما يؤكد أن مقاصد الجماعة فى الحكم أهم لديهم من تطبيق مقاصد الشريعة،قد يرى البعض أن الإخوان أحسنوا بنقل مظاهراتهم المؤيدة للإعلان والرئيس من ميدان التحرير الى مكان آخر..ولكنى أرى أن هذا النقل ليس خوفاً من مزيد من الصدامات مع الرافضين المعتصمين بالتحرير ولكن لأن الإخوان يريدون شيئاً آخر ستراق أيضاً بسببه الدماء، فالخطر القادم الذى اتوقعه هو الإسراع بالانتهاء من مسودة الدستور والتصويت عليها وإقرارها فى التأسيسية تمهيدا لعرضها للاستفتاء العام رغم انسحاب العديد من التيارات السياسية والكنيسة وعدد من الشخصيات العامة من اللجنة التأسيسية، وهو ما يؤكد عدم وجود توافق ولا إجماع على نصوص المسودة، يعتمد الإخوان على قواعدهم وقدرتهم هم والسلفيون على الحشد ورفع الشعارات الإسلامية لدغدغة مشاعر البسطاء من أجل التصويت لهم، ولكن »سلق الدستور« بهذه الطريقة المرفوضة سيؤدى إلى مزيد من الانقسامات فى المجتمع والتناحر الذى يؤدى إلى إراقة الدماء بكثرة، وهو ما يعنى أن مقاصد الشريعة شىء ومقاصد الإخوان شىء آخر .
تابع بوابة روزا اليوسف علي