عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
(#نحن نسجل) الإرهابية

(#نحن نسجل) الإرهابية

بقلم : طارق رضوان

للأمة أعداء، وهم أخطر من أعداء الدولة أو أعداء النظام. أعداء الأمة لهم هدف واضح وصريح وعلني ومحدد وهو سحقها وفناؤها وتشرذمها وتفتتها. طمس تاريخها وهويتها وجغرافيتها. لا يهمهم الناس فهم قرابين تقدم فداءً من أجل المخطط. لا يهمهم الأرض ولا العرض ولا الكرامة. المهم الهدف. هؤلاء هم الإخوان أعداء الأمة والإنسانية. كانوا قد بدأوا فى المشروع. مشروع هدم مصر. ولأنها المحروسة وقدس الأقداس والأرض الطيبة. فهى عصيّة. دائمًا عصيّة.




أفشلت مصر المخطط الكبير. مخطط الغرب. وأطاحت بجزء مهم من الرأسمالية الغربية. فالجماعة الإرهابية جزء لا يتجزأ من الرأسمالية العالمية. بل هى جزء مهم من النيوليبرالية. لذلك فالغرب أحرص ما يكون على بقاء الجماعة على قيد الحياة. وهم أداة مهمة فى عرقلة المسيرة المصرية نحو التقدُّم. مصر دولة حضارة سلمية شريفة ونزيهة ونبيلة أخذت منها كل حضارات العالم ولم تعطها شيئًا. ومنذ أن أزاح الشعب الجماعة من الحكم فى ثورة يونيو دخلت الجماعة النفق المظلم وضاع رجالها فى البلاد وفى السجون. توزعوا على حسب الولاء لدول راعية للمشروع. وعلى حسب الولاء والإيمان بالفكرة الإخوانية تم توزيع الدعم المالى والمناصب والمنح. الجميع تحت الأمر فى أى وقت. فالجماعة خادمة لأسيادها فى الغرب تلبى النداء عندما يدق وقت الاستدعاء. هذه الأيام يقوم رجال الجماعة بحملة جديدة ضد مصر تحت مسمى (# نحن نسجل) وهى حملة قديمة قام بها أفراد الجماعة فى الخارج حسب الأمر الغربى وقاموا بتجميع صور ضحايا رابعة والنهضة – على حسب قولهم – لتجهيز ملف كامل وتقديمه إلى لجنة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل لإدانة مصر وإدانة الرئيس عبد الفتاح السيسى وتقديمه للمحاكمة الدولية. وهى طريقة معروفة لإحراج رؤساء الدول. فكرة (نحن نسجل) بدأت منذ أربعة أعوام تقريبًا بعدما تم اجتماع فى تركيا حضره قيادات التنظيم الدولى وكان أخطر ما طُرح هو قيام التنظيم بالتنسيق مع محامٍ إنجليزى لرفع قضايا ضد الرئيس والجيش والشرطة أمام المحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. المحامى الإنجليزى الذى لجأوا إليه يدعى «كين ماكدونالد» المدعى العام السابق فى إنجلترا. وهو المكلف برفع تلك القضايا بتوثيق من الصور والأفلام التى تظهر – بالخداع - وحشية الشرطة فى فض اعتصامى رابعة والنهضة. شهد الاجتماع طرح العديد من الرؤى المختلفة. التى من شأنها أن تظهر الجماعة فى ثوب جديد ومختلف عما سبق. ويحمل الكثير من الانفتاح على المجتمع. طُرح فى الاجتماع تدويل منصب المرشد بعد أن كان احتكاره لإخوان مصر على مدار تاريخ الجماعة الفاشيست، ركز الاجتماع على طرح عدة توصيات بشأن أزمة «الإحياء الثالث للجماعة» جاءت كالتالى:


أولًا: ضرورة المصالحة الوطنية مع الشعب المصرى. واحتواء الأزمة بعد تعرض الجماعة لحالة من التشويه منذ ثورة 30 يونيو. وانتقاد كل تحركاتها. والدخول فى هدنة سياسية مقابل الحفاظ على التنظيم والجماعة من الملاحقات الأمنية.


ثانيًا: أصبح من الواضح أن أدبيات وأفكار الجماعة فى حاجة إلى عدة مراجعات على المستوى الفكرى والتنظيمى، خصوصًا أن الكثير من كتب الجماعة تحوى العديد من الأمور التى تغيرت خلال تحركاتهم عبر مسيرتها السياسية والفكرية. ومن الضرورى طرح مصطلحات جديدة تلقى قبولًا فى الشارع السياسى والشعبى.


ثالثًا: التأكيد على أن الجماعة سلمية فى أهدافها وتحركاتها داخل المجتمعات. وأنها لم ولن تدعو للعنف فى يوم ما. مهما كانت المحن التى مرت بأبنائها.


رابعًا: ضرورة المشاركة الاجتماعية التربوية. وطرح مشاريع توعوية وأخلاقية تحمل روح دعوة الإخوان وأفكارهم. وتخدم الجميع دون تفرقة. حتى تستطيع الجماعة الاحتفاظ بالمساحة التى حصلت عليها وتقليل حجم الخسائر فى ظل الأزمة الراهنة.


خامسًا: لا ينبغى أن يكون اليأس والإحباط سيدا الموقف من قبل شباب الجماعة. ولتفادى تلك الأزمة يجب أن يتم تصعيد الشباب حتى يقودوا وسائل الخروج من المحنة الراهنة. وأن يشعروا أنهم أصحاب القضية الحقيقيون لا مجرد ديكور تكميلى للأزمة.


سادسًا: إعادة نشر كتاب «دعاة لا قضاة» للهضيبى للتأكيد على أن الجماعة بعيدة كل البعد عن أى منهج تكفيرى أو اللجوء للعنف.


 سابعًا: الرد القوى والفعلى بدراسة مستفيضة على أفكار سيد قطب، وأنها تم فهمها بشكل خاطئ. والتبرئة من كل فهم يدفع وينادى بالعنف. وأن الجماعة وقيادتها بعيدة عن العنف واستخدام السلاح.


ثامنًا: السعى لمحاولة حماية الكيان من التصدع أو «فرط العقد» وسواء على مستوى أعضاء التنظيم أو المحبين أو المؤيدين للفكرة. من خلال التركيز التربوى والروحانى ودراسة تجارب الإخوان فى مثل هذه الأزمة فى الأقطار المختلفة. وإيجاد دلائل مقنعة للشباب حول الأزمة خشية الكفر بمبادئ الجماعة.


 تاسعًا: توثيق المشهد الحالى على أنه إحدى المحن الشدائد التى تعرضت لها عبر مسيرتها وتاريخها الحافل بالابتلاءات من قبل النظم الحاكمة.


عاشرًا: زيادة الوعى الأمنى لدى الجماعة، وإعادة ترتيب مستويات الأفراد التربوية والتنظيمية بشكل جديد يراعى ظروف الأزمة والحيطة والحذر من الأعضاء الجدد الذين لم يعاصروا الجماعة فى كفاحها على مدار السنوات الماضية التى تعرضت فيها للسجون والمعتقلات. وحتى لا يتم اختراق التنظيم فى ظل الوضع الراهن ويتم القضاء عليه نهائيًا من قبل الأجهزة المعنية.


 الحادى عشر: إعادة هيكلة الكيان تنظيميًا ابتداء من المناصب الإدارية على مستوى مكاتب المحافظات والشُعب واللجان ومكتب شورى الجماعة ومكتب الإرشاد. بحيث تكون الأغلبية بيد الشباب. لأنهم هم الأمل الذى سوف يدفع الجماعة للبقاء والسير فى هدفها دون تعطيل أو تأخير.


الثانى عشر: فى إطار التغيير الحادث للمشهد السياسى والدعوى وإثبات الدور الوطنى والتاريخى للأخوات ومشاركتهن للإخوة فى الميدان كتفًا بكتف. بل تصدرهن للمشهد وللصفوف الأول. كان من الضرورى تمثيلهن فى المناصب الإدارية. ومكتب شورى الجماعة ومكتب الإرشاد. وأن يكون لهن كيان منفصل يخضع لميزانية منفصلة وللجان تربوية تهتم بوضعهن التربوى والإدارى والتصعيدى.


الثالث عشر: فى ظل المحنة الحالية والضغوط الأمنية المتوقعة على قيادات التنظيم فى مصر وفى ظل تمسك قيادات الإخوان بالاحتفاظ بمنصب المرشد، يجب تدويل المنصب بين مختلف الدول وفقًا للائحة جديدة لاختيار المرشد وبناء على انتخابات رسمية من قبل مكتب شورى التنظيم الدولى. وعدم احتكار المنصب بما يخدم أهداف الدعوة والحركة الإسلامية فى العالم، وحتى يظل كل فرع للجماعة منتميًا انتماءا حقيقيا للتنظيم.


الرابع عشر: محاولة احتواء الشباب المنشق عن الجماعة فى ظل الأزمة على اعتبار أنهم الأكثر إيمانًا بالفكرة من غيرهم، وخشية تفلتهم نحو الفكر اليسارى والإعراض عن الفكرة الإسلامية وأهدافها والتركيز على مبادئ الفتن والابتلاءات، وأنها لم تكن جديدة على مدار تاريخ الجماعة ومسيرتها . 


تلك كانت أهم التوصيات الشيطانية المعتادة فى الاجتماع الذى تم فى تركيا منذ أربع سنوات. وبسبب قرب ميعاد انعقاده الاجتماع الدورى لمنظمة حقوق الإنسان فى جنيف عادت الفكرة من جديد وتم إحياء المخطط. وقاموا بعمل منصة إلكترونية تحتوى على صور ضحايا رابعة مع كتابة اسم الضحية وتاريخ وفاتها وكذلك صور لقناصة فى ميدان رابعة ونهضة مصر. وذلك لتجميعها كاملة فى ملف وتقديمها للجنة حقوق الإنسان. وهو ما ينتظره اليسار اليهودى فى أوروبا لاستغلاله ضد مصر والضغط عليها وعلى الرئيس السيسى. سيقوم اليسار اليهودى والجماعات المؤيدة للجماعة الفاشيست بعمل حملة موسعة فى كل وسائل الإعلام وفى السوشيال ميديا دعمًا للملف الإخوانى.

وهو ما يجعلنا أن نتخذ الحذر ونقوم بجمع ملف مضاد عن كل جرائم الجماعة الإرهابية بالصور والفيديوهات لعملياتهم الإرهابية من قتل وتفجير وبأسماء الضحايا من المدنيين وضباط الجيش والشرطة لتقديم ملف مضاد فى جمعية حقوق الإنسان فى جنيف. جرائم الجماعة لن تسقط بالتقادم وكل يوم منذ خلعهم من الحكم هناك جرائم لا تعد ولا تحصى وعلينا فضحهم فى كل مناسبة دولية لإحراج من وراءهم. الجماعة الإرهابية لن تهدأ. والغرب والدول المستفيدة من تعطيل مصر لن تترك فرصة لإحراج الدولة. علينا الحذر والعمل المضاد موثقا واختيار من يقدمه. فالأمر جد خطر وأعداء الأمة فى حالة تربص وعمل دائم .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز