عاجل
الخميس 27 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بذخ سعودى وبرود أميريكي

بذخ سعودى وبرود أميريكي

بقلم : عمرو جوهر

من يعتقد ان حفنة المليارت التى أنفقتها السعودية في صفقات عسكرية وشراء أسلحة كعربون محبة مع الولايات المتحدة الأميريكية قد يؤشر في معايير السياسة الأميريكية لصالح أهداف السعودية فهو مخطىء.



من يعتقد أيضا ان الصفقة المبدئية بين السعودية والولايات المتحدة التي قدرت ١١٠ مليار دولار تمثل شىء للولايات المتحدة الامريكية فهو مخطىء أيضا، فيكفي ان نعرف وان كان ليس سرا فشركة أمريكية واحده ك Facebook يقدر حجمها ٣٥٠ مليار دولار ومرشحه لان تكون بقيمة ١٠٠٠ مليار قريبا ان ترليون، وبالمناسبة رقم ترليون قد تسمعه في امريكا كثيرا وهو رقم اعتيادى حتى لو غاب عن وعى العرب.

من يعتقد انه يستطيع تغيير سياسة امريكا تجاه الشرق الاوسط بصفقة سلاح حتى وان كانت ضخمه فهو مخطىء أيضا، فمعايير السياسة الامريكية لا تغيير ولا تتاثر كثيرا بالمؤثرات الخارجية فهناك كونجرس يقرر بالتصويت وهو ما يصعب الأمور غاليا.

يجب ان نعرف ان عجز الميزانية السعودية بلغ ٧٩ مليار دولار في العام ٢٠١٦ وهو امر خطير وخصوصا مع عدم آلامل في ارتفاع أسعار البترول قريبا.

يجب أيضا ان نعرف ان ميزانية السعودية للعام الحالي ٢٠١٧ تقدر بنحو ٢٣٧ وهو رقم يبدو هزيل بحجم امال وطموحات المملكة وخصوصا في مجال الاستثمارات التي اعلنتها السعودية التى تبلغ ضعف الميزانية المعلنه.

وعلى الجانب الاخر تقدر ميزانية الولايات المتحدة الامريكية بما يقارب ال ٤ تلرليون دولار وبالتحديد ٣.٦٨ تلرليون وهو رقم مرشح للزيادة باقتراح من الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب. 

وللعلم بالشىء أيضا فان قوة الولايات المتحدة العسكرية تعادل وحدها العشرة دول الاقوى في العالم مجتمعة، ويجب الا ننسي انه من ٥٠ عاما محت الولايات المتحدة مدن عن الخريطة (نجازاكي - هيروشيما) بقنابل نووية تقليده فما بالك الآن.

للمشاهد العربي تبدو ارقام وحجم الصفقات التي وصفها البعض بأنها صفقات القرن مبهرة، لكن بالنسبة للداخل الاميريكى لا تعني شيئا يذكر.

ومن يعتقد أيضا ان امريكا سوف تقف بجانب السعودية ضد ايران ومحاربة المد الشيعي مقابل السني الوهابي السعودي في المنطقة فهى مخطىء أيضا، حيث قال وزير الخارجية الاميركي علنا خلال مؤتمر صحفي مع نظيرة السعودي "اننا لن نحارب ايران". وهو الامر الذي تجاهله الاعلام العربي وركز على المليارات التي انفقتها السعودية في صفقات مع امريكا.

الأيام القادمة لن تغير كثيرا من الواقع في الخليج العربي، ربما يكون هناك زيادة في التسليح والمعدات تستقبلها المخازن السعودية، لكن هل نرى حربا سعودية ايرانيه كما حدث بعين العراق وإيران في الثمانينيات، هذا يبدو امر مستبعد جدا.

لن تستقبل امريكا الرئيس دونالد ترامب استقبال الفاتحين لانه عقد صفقة ما برقم ما، السياسة الاميريكةً معقدة والداخل الاميريكى لديه الكثير من المشاكل الداخليه التي يحتاج حلها ترليونات الدولارات وليس مليارات.

 

*صحفي مصرى مقيم في واشنطن

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز