عاجل
الأحد 2 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أمريكا وصناعة التجسس

أمريكا وصناعة التجسس

بقلم : عمرو جوهر

تمتلك الولايات المتحدة الأميركية منفردة ما يفوق عن نصف عدد الأقمار الصناعية الدائرة جول المجال الجوي للكرة الارضيّة، وللعلم بالشيء فان اكثر من نسبة ٩٠ في المائة من هذه الأقمار الاصطناعية موجهة لأغراض جمع المعلومات او "التجسس" كما يفضّل الشرق الأوسط ان يسميها.



 

وعلي سبيل المثال تمتلك الولايات المتحدة ٤٥٣ قمرا صناعيا وتليها في المرتبة الثانية روسيا بعدد ٨٦ قمرا صناعيا فقط، اي ان الولايات المتحدة تتفوق على روسيا بنسبة ٧ أضعاف، وهي نسبة ضخمة في صناعة المعلومات.

 

تفوق الميزانية العسكرية للولايات المتحدة الاميريكية منفرة ما يعادل العشرة الدول اللاحقة لها في التسليح مجتمعة، وتقدر ميزانية الولايات المتحدة الامريكية ما يقدر بحوالي ٦٠٠ مليار دولار، وهى الميزانية المرشحة للزيادة في العام القادم بنسبة ٥٤ مليار دولار، بحسب طلب الرئيس الاميريكى دونالد ترامب.

 

تقول معطيات العالم الجديد ان من يملك يحكم، وبالتالي فالولايات المتحدة الأميركية لديها أدوات مهولة لجمع المعلومات وبالتالي السيطرة وتوجيه المسرح العالمي كما تشاء، وعلى طريقة الأفلام الامريكية فقط تكون الولايات المتحدة على علم بعملية ارهابيه سوف تحدث الا ان درجه قرب وصداقة الدول لها هى المحرك الأساسي باخبار هذه الدول بحدوث عمل ارهابي من عدمه.

 

وعلى نفس السياق النصيحة التي تركها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، هي عدم استخدام اي وسيلة اتصال سواء اكانت سلكية او لاسلكية او لها علاقة بالإنترنت، حتى لا يصبحون صيدا سهلا في أيد اجهزه المخابرات، وانصحهم بوسائل الاتصال البدائية المباشرة، وهو ما يعني ان كل شىء مرصود.

 

وكلنا نعرف ان الولايات المتحدة كانت على علم بمكان إقامة اسامة بن لابن الا ان توقيت القضاء عليه كان قرار سياسي مرتبط به اشياء كثيرة محلية ودوليه، حتى ان باراك اوباما استغلها وكأنه انتصر على الاٍرهاب وقتل اسامة بن لان، حتى يظهر للناخب الأميركي وكأنه استطاع تحقيق ما فشل فيه سابقه.

 

قد لا تكون الدول بحاجه الان لزرع مخبرين سريين، حيث ان العالم اصبح مفتوح الازرع بشكل لم يسبق له مثيل، دعوني اذكركم اثناء فتره حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، كانت المعلومة لها ثمن، وكانت مصر حريصة جدا على ان لا تعرف اسرائيل باحتياجات مصر من مواد التموين، لكن الان كل شىء واضح عبر فيس بوك، ليس فقط بمشكلات مصر الاقتصادية، لكن الاجتماعية ايضا، بالشكل الذي أصبحنا به مكشوفين على الملاء، وحتى برامج التوك شو التي تناقش مشاكل مصر بدون توقف.

 

هناك مهنه جديدة استحدثت في امريكا وهي "محلل استراتيجي للمعلومات"، وكل الشركات الأميركية بلا استثناء سواء اكانت عسكرية او صناعية او حتى لها علاقة بوازارة الخارجية، او حتى القطاعات الاقتصادية كالسيارات والملابس وشكرات مستحضرات التجميل، لديها هذا المحلل الاستراتيجي، حتى يستطيعون فرز المعلومات عن السوق وتحديد المشري وكيفية الوصول اليه وهكذا.

 

وعلى نفس السياق تحطيم دول قد يكون عبر استخدام المعلومات حسب احتياجات وتوجهات الدول، وتصيح الدول صيدا سهلا الان عبر وظيفة تحليل المعلومات، وبالتالي قد تكون الحرب النفسية والمعنوية هى الحل القادم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز