

عمرو جوهر
جدار المكسيك
بقلم : عمرو جوهر
لابد ان نعرف جيدا ان السياسة لا تستخدم لغة العواطف، بل تستخدم فقط لغة المصالح، والبقاء فيها للأقوى كما علمنا التاريخ، ولماذا يغضب جدار المكسيك العرب، وهل يعلمون ماذا يجري بين امريكا والمكسيك، ولماذا يتم الربط بينه وبين جدار الفصل العنصري في فلسطين.
جدار المكسيك الذي خرج بيه الرئيس الاميريكي الجديد دونالد ترامب، والذي سوف تتحمل تكلفة المكسيك بحسب تصويح الرئيس المكسيكي الحالي، وبالاتفاق مع الولايات المتحدة، يعد ضرورة لأمن واقتصاد امريكا لعدة حقائق.
اولا تبلغ الحدود بين الولايات المتحدة الأميريكية والمكسيك ما يفوق الثلاث آلاف كيلو متر مربع، كاطوب حدود في العالم بين دولتين على الإطلاق.
ثانيا هناك فرق السماء والأرض بين مستوى المعيشة بين المكسيك والولايات المتحدة الأميريكية، تماما كالمقاونه بين الصومال وسويسرا، وعلى هذا فان الولايات المتحدة تعاني بشكل يفوق الخيال من الهجرة غير الشرعية من المكسيك.
ثالثا عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات تتم فقط عبر المكسيك للداخل الاميريكى، كما ان جرائم القتل معظمها يتم تبر مهاجرين غير شرعيين، غالبا لا تم الوصول لهوية القاتل حيث انعدام اي أوراق او علامات.
رابعا العماله الوافدة من المكسيك يتم استغلالها في امريكا لتحقيق أرباح طائلة، الا ان هذا يضيع الفرض على العماله الأميريكية، ناهيك عن انهم لا يدفعون ضرائب، فالحكومة والمواطن في امريكا يخسرون مرتين، مره لضياع الوظائف واُخرى كدخل للدولة.
خامسا اقتصاد الاتجار بالبشر والمخدرات يضاهي اقتصاد دول وتستخدم فيه طائرات وغواصات وجيوش من البشر، والحرب عليه لن يكون بالأمر السهل أبد، والجدار مجرد خطوة.
لكن بعيدا عن المكسيك وأمريكا والجدار الفاصل، ما دخل العرب بالموضوع، لقد تابعت صحفيين ذو تاريخ عريق يصفون الرئيس ترامب "بالمجنون" فقط لانه يدافع عن بلده ومصالحها، كما ان هؤلاء الصحفيين لو سألتهم لماذا تعارض لن تسمع سبب وحيد مقنع اذا سمعت اي أسياب، سيقولون لك ليس من حقه وهناك طرق بديلة، ولو سالت عن الطرق البديلة سوف تجد الصمت المخيب.
امريكا اكبر اقتصاد في العالم أقوي دولة عسكرية في العالم اعتقد انها تعرف جيدا ماذا تريد لصالح شعبها، وهذا الرئيس الجديد هو نتاج طبيعي للديمقراطية، ديمقراطية حقيقية، وهذا ما يريدة الشعب الاميريكي، وخطوة بناء الجدار ليست وليدة اليوم، بل هى فقط كانت تحتاج رئيس قوى، حيث تعاقبت حكومات وطرح الموضوع لكن بدون جراءة كاملة.
الرئيس الأميركي الجديد يضع الإصلاح الاقتصادي على راس أولوياته، فعودة المصانع الأميريكية من الخارج الى امريكا مره أخرى، لا يقل أهمية عن الدفاع عن حقوق العمال وحمايتهم طبقا للدستور الاميريكى.
صحفي مصري مقيم فى واشنطن