عاجل
الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
ترامب .. مسرحية هزلية أم صدام ماسوني

ترامب .. مسرحية هزلية أم صدام ماسوني

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

لا شك أن فوز ترامب كان صادما ومفاجئا وربما يصوره البعض أنه مفجعا للعالم أجمع باستثناء البعض وعلى رأسهم شخصيات بعينها مثل صقور المخابرات في العالم أمثال فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي ، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة وخطيرة حول ما يدور في العالم ، وترعى فيه الشعوب بكل ما لديها من معلومات وقدرات كقطعان الخراف الضالة في البرية بلا وعي أو فهم .. (كما تقول التوراة) ، ولعل ما فجر التساؤلات هو تلك الثورة التي اشتعلت وتنتشر وتتزايد في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلان النتيجة منذ أيام قليلة ، والتي تزعمها اليهودي جورج سورس الذي يبدو أنه فقد صوابه لدرجة تصريحه { أنا الله ، وقد خلقت كل شيء ، وكذلك هيلاري كلينتون } ، وهو تصريح دراماتيكي غريب لا يصدر إلا من معتوه أو ثعلب عجوز .



والسؤال الأهم .. أين هذا الحدث الخطير .. من قوى الماسونية التي تحكم العالم بقبضة فولاذية منذ أكثر من ثلاثة قرون والتي صنعت أمريكا وهدمت القيصرية الروسية ودمرت الإمبراطورية العثمانية ونفذت حربين عالميتين الأولى والثانية وصنعت السعودية ودول الخليج والشام كاملة وقسمت الدولة المسلمة لدولا وكيانات وأنشأت إسرائيل وفككت الاتحاد السوفيتي ، وخربت اقتصاد شرق آسيا وسيطرت على باكستان ودمرت أفغانستان واقتحمت العراق ونهبت ثرواته وصنعت وأبدعت في ثورات الربيع العربي ودمرت وسوريا ومن بعدها ليبيا والصومال واليمن والسودان وخربت أوكرانيا والبلقان ، تلك هي الماسونية التي ينكر أتباعها وخدامها وجودها وتأثيراتها ، ولا يعترف المغيبون بقدراتها وأفعالها ، وهي تلك الجماعة السرية التي تحمل أكثر من عشرين اسما مختلفا سواء لجماعاتها النوعية أو العرقية وتدرجاتها المختلفة ، والتي كانت وما زالت صاحبة اليد الأقوى على مجريات الأحداث في العالم .

ولعلنا نعرف أن الماسونية بجماعاتها السرية الأكثر شهرة في العالم {الجمجمة والعظام - الصليب الوردي - المعبد الشرقي - الفجر الذهبي - فرسان الهيكل - المتنورون - مجموعة بيلدربيرج - أخوية سيون - أوبوس دايي البابوية } ، فهي كتنظيم تتكون من مستويات ثلاثة رئيسية هي { الماسونية العامة - الماسونية الملوكية - الماسونية الكونية } أو ما يطلق على أصحابها { المبتدئ - الخبير - الخبير الأعظم } ، ويتدرج الماسوني الخبير من الدرجة الأولى وحتى الدرجة (33) والتي يمكن لصاحبها أن يتقلد مناصب عليا مثل أوباما وتوني بلير وميريكل وهيلاري كلينتون وأوباما وبوش وهي أرقى درجات الماسونية الملوكية والتي تسمح له بالتعرف على زملائه في الماسونية في نفس الدرجة ، ولكنه لا يرقى لمرتبة الماسونية الكونية إلا بشروط قاسية أولها أن يكون يهوديا خالصا وثانيها أن يكون قدم للماسونية خدمات تاريخية جليلة مثل رجل الماسونية الأخطر والملقب بمهندس الماسونية جورج سورس الملياردير اليهودي رقم (29) في العالم والذي اعترف بأن أن أغنياء العالم وعددهم (52) هم في الأصل من العائلات اليهودية الحاكمة في إسرائيل وينحدرون من أعراق الأسباط الإثنى عشر ويمتلكون أكثر من (19) تريليون من النقد في العالم .

وجورج سورس هو من أخطر رجال (مجموعة بيلدربيرج) حاليا أو حكومة العالم الخفية والمدير التنفيذي لمجموعة العلاقات الدولية لإدارة الأزمات أو بمعنى أدق (صناعة الأزمات) التي تضم { شيمون بيريز - شلومو بن عامي - ستانلي فيشر - ناحوم بارنيا - محمد البراعي - برنارد ليفي} وهي المجموعة المسئولة عن إشعال ثورات الربيع العربي وتقسيم دول الشرق الأوسط والتمهيد للحرب العالمية الثالثة ، ويعد جورج سورس وهنري كيسنجر هما أبرز أضلاع الجناح الماسوني المسيطر حاليا على مقاليد سياسة الماسونية في العالم ، وهما من أبرز الشخصيات الماسونية المسموح بالإعلان عنها للعامة ، ويعد جورج سورس من الشخصيات الدموية العنيفة ويشابه لحد كبير شخصية الرئيس المنتخب دونالد ترامب ولكنه أكثر اتزانا .

ولا شك بالقطع أن دونالد ترامب ينتمي للماسونية وإن لم يسجل له من قبل حضورا لاجتماعات مجموعة بيلدربيرج أو احتفالات البوهيميا التي تجمع أعضاء الماسونية الملكية في أوروبا وأمريكا ، ولكن اتصالاته الدائمة مع كبار الماسونية والتي تتم سرا لا تنقطع رغم أن البعض يرى أنها لا تزيد عن علاقات عمل مالية واقتصادية ومن ضروريات تنمية أعمال شركاته ومصالحه المالية ، ولكن سيناريو الانتخابات الأمريكية يشير لمسلسل درامي مختلف تماما عما يقال أو يشاع ، فالنظام الانتخابي الأمريكي المعقد لدرجة المتاهة والخاضع كلية لمجلس الأمن القومي الأمريكي وتراقبه مؤسسات تابعة لمجموعة بيلدربيرج وعلى رأسها المباحث الفيدرالية ولجان الكونجرس والمخابرات الأمريكية ، لا يمكن أن يكون عشوائيا وخارج عن السيطرة لدرجة أولا ترشيح شخص مثل (ترامب) كما يدعون ، ثم تصويره على أنه دمية ولا يصلح وعدواني وأهوج ، ثم فجأة وبلا مقدمات يفوز هذا (المرشح) وهو المرفوض علانية من كل قوى الماسونية العالمية (كما يشيعون في الإعلام المملوك لهم) ، وهي قوى الماسونية المتحكمة في كل كبيرة وصغيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وهي التي تدير عجلة الانتخابات وتحدد بدقة من ومتى وكيف .. وبدون لماذا ؟؟ ، وتكتمل الصورة وضوحا بفاجعة أوروبا ورفضها تصديق فوز ترامب ، ثم انفجار جورج سورس وإشعاله ثورة متصاعدة في ولايات عديدة ضد فوز ترامب .

ولعلي مخطئ فيما أعتقد ، ولكن الدلائل الواضحة من سذاجة اللعبة أو استهانتها بعقول العالم قد فضحت الكثير من النوايا أو ملامح الأحداث الخفية خلف ستائر الماسونية ، وهي لا تخرج عن احتمالين لا ثالث لهما ، الأول أن تكون هذه هي أحد مخططات الخداع الاستراتيجي للعالم أجمع بعد افتضاح مؤامرات الماسونية وسقوط الأقنعة والتي تسببت في تصاعد الإهانات وسقوط الهيبة للإدارة الأمريكية في الداخل والخارج خلال فترة الرئاسة الثانية لباراك أوباما وإدارته الماسونية الإخوانية ، وهو ما يستدعي سرعة المناورة وادعاء فوز مرشح معادي لأوباما وسياساته بل ولجناح الماسونية المسيطر ، وهنا لابد لجورج سورس أن ينفذ مسرحيته الهزلية والتي يتم فيها تصفية أهم عناصر المقاومة للماسونية في أمريكا ، وأوروبا والتخلص من الشخصيات التي فقدت قدراتها وبريقها بطريقة مسرحية تبدأ من نتيجة الانتخابات الأمريكية ويتبعها سقوط الرموز والنخب الأوروبية التي فشلت في تنفيذ المرحلة النهائية عبر السنوات العشرة السابقة وكان من نتيجتها صعود روسيا والصين وانشقاق فرنسا ، وهروب بريطانيا التكتيكي من الاتحاد الأوروبي ، ليكون ترامب هو الحل السريع للإجهاز على ما فشل فيه أوباما ، ليجد العالم نفسه في غمار الحرب العالمية الثالثة بأسرع مما يتخيل .

أما الاحتمال الثاني (وهو ليس أفضل حالا من الأول) فموجزه هو تصاعد الصراع الداخلي بين جناحي الصقور والغربان في أروقة الماسونية الكونية ، ويعتبر فوز ترامب هو انتصار للصقور في جولة خطيرة وهامة في تاريخ الماسونية ، لأنه يعد تحولا خطيرا في أساليب وتوجهات لاعب أساسي ومحرك رئيسي لأحداث العالم (أمريكا) ، ولكنه أبدا لن يكون تغيرا جوهريا لصالح العالم والسلام العالمي والإنسانية ، ولكنه تدخل حاسم لتصحيح مسار الأهداف الإستراتيجية الماسونية التي انحرفت في يد الغربان ، وبدت خسائرها تتفاقم في الشرق والغرب ، ولكن هذا الاحتمال قد يسقط الماسونية للأبد خاصة وأن الحروب التي بدأها جورج سورس اليوم داخل أمريكا سوف تنتقل وتشتعل بين جناحي الماسونية في أنحاء العالم تباعا وفي النهاية قد تهدم المعبد كاملا على رؤوس الجميع وتفضح كل مؤامراتهم السابقة والمستقبلية .

ولا شك أن فوز ترامب سوف يزيد ويسرع من إسقاط الأقنعة عن كثير من المؤامرات ولاعبيها المختفين خلف سياسات خادعة وكاذبة ، سواء من دول العالم والغرب أو الشرق الأوسط أو العرب وهو ما ترتعد منه فرائص أنظمة ودول وممالك كاملة باتت تنتظر ساعة الإدانة والحكم عليها سواء بالإعدام أو الرحيل عن الساحة الدولية ، وأيا كان ما يدور اليوم فهو لا شك يعد منعطفا تاريخيا للماسونية العالمية وسوف يترك آثاره العميقة على دول العالم ، بل وربما يساهم بقدر كبير في تغيير موازين القوى وبالتالي خريطة العالم في غضون سنوات قليلة قادمة ، والتي تستوجب على كل صاحب عقل أن يكون مستعدا لها ويمتلك من قدرات الردع ما يحمي به مقدراته ووطنه .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز